الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه

حديث: أن أبا بكر أقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل
     
         1           

  الرواة  
شروح الصحيح
                          
    التالي السابق

4452- 4453- 4454- حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبرني أَبُو سَلَمَةَ:
أَنَّ عَائِشَةَ
/
أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَقْبَلَ على فَرَسٍ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ (1)، حَتَّى نَزَلَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ على عَائِشَةَ، فَتَيَمَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو مُغَشًّى بِثَوْبِ حِبَرَةٍ، فَكَشَفَ عن وَجْهِهِ ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ وَبَكَى، ثُمَّ قالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي (2)، وَاللَّهِ لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ، أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مُتَّهَا. قالَ الزُّهْرِيُّ (3): وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ (4): أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ وَعُمَرُ (5) يُكَلِّمُ النَّاسَ، فَقالَ: اجْلِسْ يَا عُمَرُ. فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ (6) وَتَرَكُوا عُمَرَ، فقالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَّا بَعْدُ، مَنْ (7) كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (8) فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، قالَ اللَّهُ: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ } إلى قَوْلِهِ: { الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]. وَقالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الآيَةَ حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ، فَتَلَقَّاهَا منه النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَمَا أَسْمَعُ بَشَرًا مِنَ النَّاسِ إِلَّا يَتْلُوهَا. فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ (9): أَنَّ عُمَرَ قالَ: وَاللَّهِ (10) ما هو إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا فَعَقِرْتُ (11)، حَتَّى ما تُقِلُّنِي رِجْلَايَ، وَحَتَّى أَهْوَيْتُ إلى الأَرْضِ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلَاهَا؛ عَلِمْتُ (12) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَاتَ.


[1] بهامش اليونينية: «السُّنُح» بضم السين المهملة والنون وآخره حاء [في (ن): وآخر حاء] مهملة، قاله الحافظ أبو عبيد، وقال الحافظ الحازمي كذلك، قال: ويقال بسكون النون، وقال الحافظ اليحصبي: كان أبو ذر يقوله بالسكون.
[2] في رواية أبي ذر: «بأبي وأمي أنت».
[3] قوله: «قال الزهري» ليس في رواية أبي ذر.
[4] في رواية أبي ذر: «عن ابن عباس».
[5] في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ الخطاب».
[6] في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عليه».
[7] في رواية أبي ذر والأصيلي: «فمن».
[8] قوله: « صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
[9] في رواية أبي ذر: «فأخبرني ابن المسيب».
[10] قوله: «والله» ليس في رواية أبي ذر.
[11] في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَعُقِرْتُ»، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَقُعِرْتُ». قال في الفتح: وهو خطأ والصواب الأول. وبهامش اليونينية كما في (ب، ص): قال الحافظ أبو ذر: فعَقرتُ بفتح العين وكسر القاف وسكون الراء المهملة، كما في الأصل تراه، وهو بمعنى: دَهِشْتُ.اهـ.
[12] قوله: «عَلِمْتُ» ثابت في رواية أبي ذر. وهو مهمش في (ب، ص).