هدى الساري لمقدمة فتح الباري

حرف الهاء

           حرف الهاء
          (خ م د ت س) هَارُوْنُ بْنُ مُوْسَى الْأَعْوَرُ النَّحَوِيُّ البَصْرِيُّ: وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ وغيرُهُ، وقالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: كانَ قَدَرِيَّاً.
          قلتُ: أخرجَ له الأئمَّةُ الخَمْسَةُ، وَمَا لهُ في البُخَارِيِّ سِوَى حديثَيْنِ:
          أحدهُمَا [خ¦4707] : في تفسيرِ سورَةِ النحلِ من روايتهِ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الحَبْحَابِ عَنْ أَنَسٍ في الاستعاذَةِ من البُخْلِ، والكَسَلِ، وأَرْذَلِ العمرِ.
          وثانيهما [خ¦6337] : في الدَّعَوَاتِ من روايتهِ عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الخِرِّيْتِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: «انْظُرْ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ»، الحديثُ.
          (خ م د) هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ القَيْسِيُّ البَصْرِيُّ، ويُقَالُ لَهُ: هَدَّابٌ: لقيهُ الشَّيْخانِ، وأَبُوْ دَاوُدَ، وَرَوَوْا عنهُ، ووَثَّقَهُ ابْنُ [الجُنَيْدِ](1)، وقالَ النَّسَائِيُّ: ضعيفٌ، وذكرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ في ((الكاملِ))، وَحَكَى قولَ النَّسَائِيِّ، ثم قَالَ: لم أرَ لهُ حَديثاً مُنكراً، وهو كثيرُ الحديثِ صَدُوْقٌ، وقد وَثَّقَهُ النَّاسُ، وقرأتُ بِخَطِّ الذَّهَبِيِّ: قواهُ النَّسَائِيُّ مَرَّةً، وضعَّفَهُ أُخْرَى.
          قلتُ: لَعَلَّهُ ضعفَهُ في شيءٍ خاصٍّ، وقد أكثرَ عنهُ مُسْلِمٌ، ولم يخرجْ عنهُ البُخَارِيُّ سِوَى أحاديثَ يسيرةً [خ¦574] [خ¦1780] [خ¦3066] [خ¦3207] [خ¦3393] [خ¦3430] [خ¦3887] [خ¦4148] [خ¦5020] [خ¦5421] [خ¦5967] [خ¦6309] [خ¦6457] [خ¦6500] [خ¦6559] [خ¦6581] [خ¦7560] من روايتِهِ عَنْ هَمَّامٍ.
          (خ م س) هِشَامُ بْنُ حُجَيْرٍ المَكِّيُّ: وَثَّقَهُ العِجْلِيُّ، وابْنُ سَعْدٍ، وضَعَّفَهُ يَحْيَى القَطَّانُ، ويَحْيَى بْنُ مَعِيْنٍ، وقالَ أَحْمَدُ: ليسَ بالقويِّ، وذكرَهُ في ((الضعفاءِ)) أَبُوْ جَعْفَرَ العُقَيْليُّ، وَحَكَى عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: لم نأخذْ عنهُ إِلَّا مَا لم نجدْ عِنْدَ غيرِهِ، وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ.
          قلتُ: ليسَ لهُ في البُخَارِيِّ سِوَى حديثُهُ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ♂: لَأَطُوْفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى تِسْعِيْنَ امْرَأَةً» الحديثُ. أوردَهُ في كَفَّارَةِ الأَيْمَانِ من طريقِهِ [خ¦6720]، وفي النِّكَاحِ [خ¦5242] بمُتَابَعَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاوُسٍ لهُ عَنْ أَبِيْهِ.
          (ع) هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ البَصْرِيُّ: أحدُ الثِّقَاتِ كانَ شُعْبَةُ يتكلمُ في حفظِهِ، وقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كانَ يَتَّقِى حديثَهُ عَنْ عِكْرِمَةَ، وعَنْ عَطَاءٍ، وَعَنْ الحَسَنِ البَصْرِيِّ، وقالَ جَرِيْرُ بْنُ حَازِمٍ: قَاعدتُ الحَسَنَ سبعَ سنينَ ما رأيتُ هِشَامَاً عندَهُ قَطُّ، قال: وأحاديثهُ عنهُ نَرَى أنه أخذَهَا عَنْ حَوْشَبٍ، وقالَ أَبُوْ بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ ابْنِ عُلَيَّةَ: كُنَّا لا نعدُّ هِشَامَاً عَنْ الحَسَنِ شَيْئَاً، وقالَ يَحْيَى القَطَّانُ: هِشَامٌ في الحَسَنِ دونَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وهو ثِقَةٌ في مُحَمَّدِ بْنِ سِيْرِيْنَ، وقالَ أَيْضَاً: هو في ابْنِ سِيْرِيْنَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلُ وَخَالِدٍ الحَذَّاءِ، وقالَ سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ: ما كانَ أَحَدٌ / أحفظَ عَنْ ابْنِ سِيْرِيْنَ مِنْ هِشَامٍ، وقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: كانَ القَطَّانُ يُضعفُ حديثَهُ عَنْ عَطَاءٍ، وكانَ أَصحابنا يُثبتونَهُ، وقالَ أَيضاً: أما حديثهُ عَنْ مُحَمَّدٍ فَصحيحٌ، وحديثهُ عَنْ الحَسَنِ عَامَّتُهَا تدورُ على حَوْشَبٍ، وهِشَامٌ ثبتٌ، وقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أحاديثهُ مُستقيمةٌ، ولم أرَ فِيْهَا [278/ب] مَتْنَاً مُنْكَرَاً.
          قلتُ: احتجَّ بهِ الأئمَّةُ لكن ما أَخرجوا لهُ عَنْ عَطَاءٍ شَيئاً، وأما حديثهُ عَنْ عِكْرِمَةَ فأخرجَ البُخَارِيُّ منهُ يَسيراً توبعَ في بَعْضِهِ، وأما حديثُهُ عَنْ الحَسَنِ البَصْرِيِّ ففي الكتبِ السِّتَّةِ، وقد قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيْهِ: ما يكادُ يُنْكِرُ عليهِ أحدٌ شَيئاً إِلَّا وجدتُ غَيْرَهُ قد حَدَّثَ بهِ، إما أَيُّوْبُ وإما عَوْفٌ.
          قلتُ: فهذا يؤيدُ ما قَرَّرْنَاهُ في ((علومِ الحديثِ)) أن الصَّحِيحَ على قسمينِ، واللهُ أعلم.
          (ع) هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الدَّسْتَوَائِيُّ: أحدُ الأثباتِ مُجْمَعٌ على ثبتهِ وإتقانِهِ، قَدَّمَهُ أَحْمَدُ عَلَى الأَوْزَاعِيِّ، وأَبُوْ زُرْعَةَ على أَصْحَاب يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وعلى أَصْحَابِ قَتَادَةَ، وكانَ شُعْبَةُ يقولُ: هو أحفظُ مِنِّي، وكانَ القَطَّانُ يقولُ: إذا سمعتَ الحديثَ مِنْ هِشَامِ الدَّسْتَوَائِيِّ لا تُبَالِي أن لا تسمعهُ من غيرِهِ، ومع هذهِ المناقِبِ فَقالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: كانَ ثِقَةً حجةً إِلَّا أنه يَرى القدَرَ، وقالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ ثبتٌ في الحديثِ إِلَّا أنه كانَ يَرَى القدرَ، ولا يدعو إليهِ.
          قلتُ: احتجَّ بهِ الأئمَّةُ.
          (ع) هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ القُرَشِيُّ الْأَسَدِيُّ: من صغارِ التَّابعينَ مُجْمَعٌ على ثقتهِ إِلَّا أنه في كِبَرِهِ تغيرَ حفظهُ فيُعتبرُ حديثُ مَنْ سَمِعَ منهُ في قَدْمَتِهِ الثَّالثةِ إلى العراقِ، قالَ يَعْقُوْبُ بْنُ شَيْبَةَ: هِشَامٌ ثبتٌ ثِقَةٌ لم ينكرْ عليهِ شيءٌ إِلَّا بعدَ ما صارَ إلى العراقِ فإنهُ انبسطَ في الروايةِ عَنْ أَبِيْهِ فأنكرَ ذلكَ عليهِ أهلُ بلدِهِ، والذي نراهُ أنه كانَ لا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيْهِ إِلَّا بِمَا سمعَهُ منه فكأنَّ تَسَهُّلَهُ أنهُ أرسلَ عَنْ أَبِيْهِ ما كانَ يسمعهُ مِنْ غيرِ أبيهِ عَنْ أَبيهِ.
          قلتُ: هذا هو التَّدلِيسُ، وأما قولُ ابْنِ خِرَاشٍ: كانَ مَالِكٌ لا يرضاهُ، فقدْ حُكِيَ عَنْ مَالِكٍ فيهِ شيءٌ أشدَّ من هَذَا، وهو محمولٌ على ما قالَ يَعْقُوْبٌ، وقد احتجَّ بهِشَامٍ جميعُ الأئمَّةِ.
          (خ 4) هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ: من شيوخِ البُخَارِيِّ، وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِيْنٍ، والعِجْلِيُّ، وقالَ النَّسَائِيُّ: لَا بَأسَ بِهِ، وعَظَّمَهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الحَوَارِيِّ، وقالَ أَبُوْ دَاوُدَ: سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ خيرٌ منهُ، قد حَدَّثَ هِشَامٌ بأرجَحَ من أَربعمائةِ حديثٍ ليسَ لَهَا أصلٌ، وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: هِشَامٌ صَدُوْقٌ ولما كَبُرَ تَغَيِّرَ، فَكُلَّمَا دفعَ إليهِ قَرَأَهُ، وكُلَّمَا لَقَّنَ تَلَقَّنَ، وكانَ قَديماً أصحَّ كان يقرأُ من كِتَابهِ، وأنكرَ عليهِ ابْنُ وَارِهٍ وغيرِهِ أَخْذَهُ الأُجْرَةَ على التحديثِ، وقالَ الفَرْهَيَانِيُّ: قلتُ لَهُ: إن كنتَ تحفظُ فَحَدِّثْ، وإن كنتَ لا تحفظُ فلا تُلَقِّنْ ما تَلَقَّنَ. قَالَ: أنا أخرجتُ هذه الأحاديثَ صِحَاحَاً، وقالَ اللهُ تَعَالَى: {فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِيْنَ يُبَدِّلُوْنَهُ} [الْبَقَرَة:181].
          قلتُ: لم يخرجْ عنهُ البُخَارِيُّ في ((صحيحهِ)) سِوَى حديثَيْنِ:
          أحدهما [خ¦2078] : في البيوعِ عنهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ عَنْ الزُّبَيْدِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حديثُ: «كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ» الحديثُ، وهو عندَهُ من حديثِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ. [خ¦3480]
          والثَّانِي [خ¦3661] : في مناقبِ أَبِي بَكْرٍ عنهُ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ زَيْدِ [279/أ] بْنِ وَاقِدٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ أَبِي إِدْرِيْسَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ بمُتَابَعَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ العَلَاءِ بْنِ [زَبْرٍ](2) عَنْ / بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بهذا الإسنادِ [خ¦4640]، وعَلَّقَ عنهُ في الأشربةِ [خ¦5590] حديثاً في تحريمِ المعازِفِ، وهذا جميعُ ما له في كِتَابِهِ مِمَّا تبينَ لي أنه احتجَّ بِهِ، واللهُ أعلم.
          (ع) هُشَيْمُ بْنُ بَشِيْرٍ الْوَاسِطِيُّ: أحدُ الأئمَّةِ متفقٌ على توثيقهِ إِلَّا أنهُ كانَ مَشْهُوراً بالتَّدلِيسِ، وروايتهُ عَنْ الزُّهْرِيِّ خاصةً لَيِّنَةٌ عندَهُمْ، فأمَّا التَّدلِيسُ فقد ذكرَ جَمَاعَةٌ مِنَ الحفَّاظِ أَنَّ البُخَارِيَّ كانَ لا يخرجُ عنهُ إِلَّا ما صرَّحَ بِهِ بالتحديثِ، واعتبرتُ أَنَا هذا في حديثهِ فوجدتُهُ كذلكَ، إمَّا أن يكونَ قد صرَّحَ بهِ في نفسِ الإسنادِ أو صرَّحَ بهِ من وجهٍ آخَرَ، وأما روايتهُ عَنْ الزُّهْرِيِّ فليسَ في ((الصحيحينِ)) مِنْهَا شيءٌ، واحتجَّ بهِ الأئمَّةُ كُلُّهُمْ، واللهُ أعلمُ.
          (ع) هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى البَصْرِيُّ: أحدُ الأثباتِ، قالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هو أثبتُ مِنْ أَبَانَ الْعَطَّارُ في يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وقالَ أَيضاً: هَمَّامٌ ثبتٌ في كلِّ المشايخِ، وقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: هو أحبُّ إِلَيَّ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ في قَتَادَةَ، ومِنْ أَبِي عَوَانَةَ، وقالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: الأثباتُ من أَصْحَابِ قَتَادَةَ ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، وهِشَامٌ، وشُعْبَةُ، وهَمَّامٌ، وقالَ عَلِيُّ بْنُ المَدِيْنِيِّ في ذكرِ أَصْحَابِ قَتَادَةَ: كانَ هِشَامٌ أَرْوَاهُمْ عنهُ، وكانَ سَعِيْدٌ أَعْلَمَهُمْ بِهِ، وكانَ شُعْبَةُ أَعلمهُمْ بِمَا سَمِعَ مِنْ قَتَادَةَ مِمَّا لم يسمعْ، قَالَ: ولم يكنْ هَمَّامٌ عِنْدِي بدونِ القومِ في قَتَادَةَ، ولم يكنْ ليَحْيَى القَطَّانِ فيهِ رَأْيٌ، وكانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ حَسَنَ الرَّأي فيهِ، وقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: كانَ يَحْيَى القَطَّانُ لا يعبأُ بِهَمَّامٍ، وقالَ عُمَرُ بْنُ [شَبَّةَ](3) : حَدَّثَنَا عَفَّانٌ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيْدٍ يعترضُ على هَمَّامٍ في كثيرٍ من حديثهِ فلما قَدِمَ مُعَاذٌ نظرنَا في كتبهِ فوجدناهُ يوافقُ هَمَّامَاً في كثيرٍ مِمَّا كانَ يَحْيَى ينكرِهُ، فكفَّ يَحْيَى بعدُ عنهُ، وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كانَ ثِقَةً ربما غلطَ في الحديثِ، وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ في حفظهِ شَيءٌ، وسُئِلَ عَنْ أَبَانَ وهَمَّامٍ فَقَالَ: هَمَّامٌ أحبُّ إليَّ ما حدَّثَ من كِتَابِهِ، وإذا حدَّثَ من حفظهِ فهما مُتَقَارِبَانِ، وقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ لَمَّا أن ذَكَرَهُ في ((الكاملِ)): هَمَّامٌ أشهرُ وأصدقُ من أن يذكرَ لهُ حديثٌ، وأحاديثهُ مستقيمةٌ عَنْ قَتَادَةَ، وهو مُتقدمٌ في يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وقالَ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الحُلْوَانِيُّ: سمعتُ عَفَّانَ يقولُ: كانَ هَمَّامٌ لا يكادُ يرجعُ إلى كِتَابهِ ولا ينظرُ فيهِ، وكانَ يُخالفُ فلا يرجعُ إلى كِتَابهِ، ثم رجعَ بعدُ فنظرَ في كتبهِ، فَقَالَ: يا عَفَّانُ كُنَّا نُخْطِئُ كثيراً فنستغفرُ اللهَ.
          قلتُ: وهذا يَقتضي أنَّ حديثَ هَمَّامٍ بآخرةٍ أصحُّ مِمَّنْ سَمِعَ منهُ قَديماً، وقد نَصَّ على ذلك أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وقد اعتمدَهُ الأئمَّةُ السِّتَّةُ، واللهُ أعلمُ.


[1] في ت: الجعيد.
[2] في ت: زيد.
[3] في ت: شيبة.