هدى الساري لمقدمة فتح الباري

حرف الألف

           حرف الألف
          (خ ت ق) أَحْمَدُ بْنُ بَشِيْرٍ الكُوْفِيُّ أَبُوْ بَكْرٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ الْمَخْزُوْمِيِّ: قالَ النَّسَائِيُّ: ليسَ بذاكَ الْقَوِيُّ، وقالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: مَتْرُوْكٌ، وقوَّاهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وأَبُوْ زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُمَا، أخرجَ لهُ البُخَارِيُّ حَدِيْثَاً وَاحِدَاً تابعهُ عليهِ عندَهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَأَبُوْ أُسَامَةَ، وهو في كِتَابِ الطِّبِّ [خ¦5779]، فأمَّا تضعيفُ النَّسَائِيِّ لهُ فَمُشْعِرُ بأنهُ غيرُ حَافِظٍ، وأما كلامُ عُثْمَانَ الدَّارِمِيُّ فقد رَدَّهُ الخَطِيْبُ بأنَّهُ اشتبَهَ عليهِ بِرَاوٍ آخَرَ، اتَّفَقَ اسْمُهُ واسمُ أَبِيْهِ، وهو كَمَا قالَ الخَطِيْبُ ⌂، وروى لَهُ التِّرْمِذِيُّ وابْنُ مَاجَه.
          (خ س) أَحْمَدُ بِنُ شَبِيْبٍ بْنِ سَعِيْدٍ الْحَبَطِيُّ: رَوَى عنهُ البُخَارِيُّ أحاديثَ بَعْضُهَا قالَ فيهِ: حَدَّثَنَا، وبَعْضُهَا قالَ فيهِ: قالَ أَحْمَدُ بِنُ شَبِيْبٍ، ووَثَّقَهُ أَبُوْ حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وقالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَثَّقَهُ أَهْلُ العِرَاقِ، وكَتَبَ عنهُ عَلِيُّ بْنُ المَدِيْنِيِّ. وقالَ أَبُوْ الفَتْحِ الْأَزْدِيُّ: مُنْكَرُ الحديثِ غَيْرُ مَرْضِيٍّ. ولا عِبْرَةَ بقولِ الْأَزْدِيِّ؛ لأنَّهُ هو ضعيفٌ فكيفَ يُعْتَمَدُ في تضعيفِ الثِّقَاتِ، وسيأتي في ترجمةِ أبيهِ ثناءُ ابْنِ عَدِيٍّ على أحاديثِهِ، وقدْ رَوَى له النَّسَائِيُّ، وأَبُوْ دَاوُدَ في كِتَاب ((النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوْخِ)).
          (خ د) أَحْمَدُ بِنُ صَالِحٍ المِصْرِيُّ أَبُوْ جَعْفَرِ بْنِ الطَّبَرِيِّ: أَحَدُ أَئِمَّةِ الحديثِ الحُفَّاظِ المُتْقِنِيْنَ الْجَامِعِيْنَ بينَ الفِقْهِ والحَدِيْثِ أكثرَ عنهُ البُخَارِيُّ، وَأَبُوْ دَاوُدَ، واعتمدَهُ الذُّهَلِيُّ في كثيرٍ من حديثِ أهلِ الحِجَازِ، ووَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ويَحْيَى بْنُ مَعِيْنٍ _فيما نَقَلَهُ عنهُ البُخَارِيُّ_، وعَلِيُّ بْنُ المَدِيْنِيِّ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، والعِجْلِيُّ، وأَبُوْ حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وآخرونَ، وأمَّا النَّسَائِيُّ فكانَ سِيءَ الرأي فيهِ؛ ذَكَرَهُ مَرَّةً فَقَالَ: ليسَ بثِقَةٍ ولا مَأْمُوْنٍ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِيْنٍ عَنْ / أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ فَقَالَ: كَذَّابٌ يَتَفَلْسَفُ، رَأَيْتُهُ يَخْطُرُ في الْجَامِعِ بِمِصْرَ، انتهى.
          فاستندَ النَّسَائِيُّ في تضعيفهِ إلى ما حَكَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِيْنٍ، وهو وهمٌ منهُ حَمَلَهُ على اعتقادِهِ سوءُ رَأْيهِ في أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ، فنَذْكُرُ أَوَّلَاً السَّبَبَ الحَامِلَ لَهُ على سوءِ رَأْيهِ فيهِ، ثم نذكرُ وَجْهَ وَهْمِهِ في نقلهِ ذلكَ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِيْنٍ؛
          قالَ أَبُوْ جَعْفَرٍ العُقَيْلِيِّ: كانَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ لا يُحَدِّثُ أَحَدَاً حتى يسألَ عنهُ، فَلَمَّا أَنْ قَدِمَ النَّسَائِيُّ مِصْرَ جَاءَ إليهِ، وقدْ صَحِبَ قَوْمَاً من أهلِ الحَدِيْثِ لا يَرْضَاهُمْ أَحْمَدُ، فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَهُ، فذهبَ النَّسَائِيُّ فجمعَ الأحاديثَ الَّتِي وَهِمَ فِيْهَا أَحْمَدُ، وشَرَعَ يُشَنِّعُ عَلَيْهِ، وَمَا ضَرَّهُ ذلك شَيْئَاً، وأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ إِمَامٌ ثِقَةٌ.
          وقالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كانَ النَّسَائِيُّ يُنْكِرُ عَلَيْهِ أحاديثَ، وهو من الحُفَّاظِ الْمَشْهُوْرِيْنَ بمَعْرِفَةِ الحديثِ، ثم ذكرَ ابْنُ عَدِيٍّ الأحاديثَ الَّتِي أَنْكَرَهَا النَّسَائِيُّ، وأجابَ عَنْهَا، وليسَ في البُخَارِيِّ معَ ذلك مِنْهَا شَيءٌ، وقالَ صَالِحُ جَزَرَةٍ: لم يكنْ بِمِصْرَ أحدٌ يحفظُ الحديثَ غيرَ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ، وكانَ يُذَاكِرُ بحديثِ الزُّهْرِيِّ، ويَحْفَظُهُ.
          وقالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَا رَوَاهُ [236/ب] النَّسَائِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِيْنٍ في حَقِّ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ فَهُوَ وَهْمٌ، وذلكَ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ الذي تَكَلَّمَ فيهِ ابْنُ مَعِيْنٍ هو رجلٌ آخرُ غيرُ ابْنِ الطَّبَرِيِّ، كانَ يُقَالُ لَهُ: الأَشْمُوْمِيُّ، وكانَ مَشْهُوْرَاً بوضعِ الحديثِ، وأمَّا ابْنُ الطَّبَرِيِّ فكانَ يقاربُ ابْنَ مَعِيْنٍ في الضَّبْطِ وَالإِتْقَان، انتهى. وهو في غايةِ التحريرِ، ويؤيدهُ مَا نقلناهُ أَوَّلَاً عن البُخَارِيِّ أَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِيْنٍ وَثَّقَ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ بْنَ الطَّبَرِيِّ، فَتَبَيَّنَ أنَّ النَّسَائِيَّ انفردَ بتضعيفِ أَحْمَدِ بْنِ صَالِحٍ بِمَا لا يُقْبَلُ، حَتَّى قالَ الخَلِيْلِيُّ: اتَّفَقَ الحُفَّاظُ على أنَّ كَلامَهُ فيهِ تَحَامُلٌ، وهو كَمَا قَالَ، ورَوَى البُخَارِيُّ في ((الصحيح)) أيضاً عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، وكذا التِّرْمذِيُّ.
          (خ ت) أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ البَغْدَادِيُّ أَبُوْ سُلَيْمَانَ المَعْرُوْفُ بِالمَرْوَزِيِّ: قالَ أَبُوْ زُرْعَةَ: كانَ حَافِظَاً، وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: ضعيفُ الحديثِ، قلتُ: رَوَى البُخَارِيُّ في فضلِ أَبِي بَكْرٍ عنهُ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ مُجَالِدٍ حديثَ عَمَّار [خ¦3660]، وقد أخرجَهُ في موضعٍ آخرَ [خ¦3857] من روايةِ يَحْيَى بْنِ مَعِيْنٍ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ فتبينَ أنهُ عندَ البُخَارِيِّ غيرُ مُحْتَجٍ بِهِ، واللهُ أعلمُ، ورَوَى لهُ التِّرْمذِيُّ.
          (خ) أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ البَلْخِيُّ: معروفٌ بالزُّهْدِ والْعِبَادَةِ لهُ ترجمةٌ في ((حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ))، وقد ذكرَهُ ابْنُ حِبَّانَ في ((الثِّقَاتِ))، فَقَالَ: رَوَى عنهُ أهلُ بَلَدِهِ. وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مجهولٌ.
          قلتُ: رَوَى عنهُ البُخَارِيُّ حَدِيْثَاً وَاحِدَاً في كِتَابِ الرِّقَاقِ، وهو في روايةِ المُسْتَمْلِيِّ وحدَهُ.
          (خ س ق) أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ الحَرَّانِيِّ: وقد يُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ، قالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: تَرَكْتُ حديثَهُ لقولِ أهلِ بَلَدِهِ، وقالَ الْمَيْمُوْنِيُّ: قلتُ لأَحْمَدَ: إِنَّ أَهْلَ حَرَّانَ يُسِيْئُوْنَ الثَّنَاءَ عليهِ! فَقَالَ: أَهْلُ حَرَّانَ قَلَّ أنْ يَرْضُوْا عن إنسانٍ، هو يَغْشَى السُّلْطَانَ بسببِ ضَيْعَةٍ لَهُ. قلتُ: فأفصحَ أحمدُ بالسببِ الذي طَعَنَ فيهِ أهلُ حَرَّانَ من أَجْلِهِ، وهو غيرُ قَادِحٍ، وقد قالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: كانَ من أَهْلِ الصِّدْقِ وَالإِتْقَانِ، رَوَى عنهُ أَحْمَدُ في ((مسندِهِ))، والبُخَارِيُّ في الصَّلَاةِ [خ¦460]، والجِّهَادِ [خ¦4262]، والمناقبِ [خ¦2820] أحاديثَ شُوْرِكَ فيها عن حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وروى لهُ النَّسَائِيُّ، وابْنُ مَاجَه.
          (خ م س) أَحْمَدُ بْنُ عِيْسَى التَّسْتُرِيُّ المِصْرِيُّ: عابَ أَبُوْ زُرْعَةَ على مُسْلِمٍ تخريجَ حَدِيْثِهِ، ولم يُبَيِّنْ سببَ ذلكَ، وقد احتجَّ بهِ النَّسَائِيُّ مَعَ تَعَنُّتِهِ، وقالَ الخَطِيْبُ: لم أرَ لِمَنْ تكلمَ فيهِ حُجَّةٌ / تُوْجِبُ تركَ الاحتجاجِ بحديثهِ.
          قلتُ: وقعَ التصريحُ بهِ في صحيحِ البُخَارِيِّ في روايةِ أَبِي ذَرٍ الْهَرَوِيِّ، وذلكَ في ثلاثةِ مواضعَ:
          أَحَدُهَا [خ¦1641] : حديثهُ عَنْ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الحَارِثِ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَوَّلَ شَيءٍ بَدَأَ بِهِ النَّبِيُّ صلعم الطَّوَافَ. وقد تابَعَهُ عليهِ عِنْدَهُ أَصْبَغُ عَنْ ابْنِ وَهْبٍ.
          وثانيها [خ¦1527] : حديثُهُ عَنْ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُوْنُسَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيْهِ في المواقيتِ: مَقْرُوْنَاً بِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ.
          وثالثها: بهذا الإسنادِ في الْإِهْلَالِ [خ¦1514] مِنْ ذِيْ الحُلَيْفَةِ بمُتَابَعَةِ ابْنِ المُبَارَكِ عَنْ يُوْنُسَ، وقد أخرجَ مُسْلِمٌ الحَدِيْثَيْنِ الأخيرينِ عَنْ حَرْمَلَةَ عَنْ ابْنِ وَهْبٍ، فما أخرجَ لهُ البُخَارِيُّ شَيئاً تفرَّدَ بِهِ، ووقعَ في البُخَارِيِّ عِدَّةُ مَوَاضِعَ غيرُ هذِهِ، يقولُ فِيْهَا: حَدَّثَنَا أَحْمَدٌ عَنْ ابْنِ وَهْبٍ، [237/أ] ولا يَنْسِبُهُ، وقد ذكرنَا ذلكَ مَشْرُوْحَاً في الفصلِ السَّابِعِ.
          (خ ت س ق) أَحْمَدُ بْنُ المِقْدَامِ بْنِ سُلَيْمَانَ العِجْلِيُّ أَبُوْ الأَشْعَثِ: مَشْهُوْرٌ بِكُنْيَتِهِ، وَثَّقَهُ أَبُوْ حَاتِمٍ، وصَالِحٌ جَزَرَةٌ، والنَّسَائِيُّ، وقالَ أَبُوْ دَاوُدَ: لا أحدثُ عنهُ؛ لأنَّهُ كانَ يُعَلِّمُ المُجَّانَ المُجُوْنَ؛ كَانَ مُجَّانٌ بالبصرةِ يَصُرُّوْنَ صُرَرَ دَرَاهِمٍ فَيَطْرَحُوْنَهَا على الطريقِ، ويجلسونَ نَاحِيَةً، فَإِذَا مَرَّ مَارٌّ بِصُرَّةٍ وأرادَ أنْ يَأْخُذَهَا صَاحُوْا: ضَعْهَا ضَعْهَا، لِيَخْجَلَ الرجلُ فعلِمَ أَبُوْ الأَشْعَثِ المَارَّةَ فَقالَ لَهُمْ: هَيِّؤا صُرَرَ زُجَاجٍ كَصُرَرِ الدَّرَاهِمِ فَإِذَا مَرَرْتُمْ بِصُرَرِ الدَّرَاهِمِ فَأَرَدْتُمْ أَخْذَهَا فَصَاحُوْا بِكُمْ فاطْرَحوا صُرَرَ الزُّجَاجِ، وخُذُوْا صُرَرَ الدَّرَاهِمِ الَّتي لَهُمْ فَفَعَلُوْا ذَلِكَ.
          وتَعَقَّبَ ابْنُ عَدِيٍّ كَلامَ أَبِي دَاوُدَ هَذَا؛ فَقَالَ: لا يؤثرُ ذلك فيهِ؛ لأنَّهُ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ. قلتُ: وجهُ عدمِ تأثيرِهِ فيهِ أنه لم يعلمْ المَجَّانَ كَمَا قالَ أَبُوْ دَاوُدَ، وَإِنَّمَا عَلِمَ المَارَّةُ الذينَ كانَ قَصْدَ المُجَّانِ أن يُخْجِلُوْهُمْ، وكأنهُ كانَ يذهبُ مَذْهَبُ من يُؤَدِّبُ بِالمالِ فَلِذَا جَوَّزَ لِلمَارَّةِ أنْ يَأْخُذُوْا الدَّرَاهِمَ تَأْدِيْبَاً للمُجَّانِ حتى لا يُعُوْدُوْا لِتَخْجِيْلِ النَّاسِ مع احتمالِ أنْ يَكُوْنُوْا بعدَ ذلكَ أَعَادُوْا لَهُمْ دَرَاهِمَهُمْ، واللهُ أعلمُ.
          وقد احتجَّ بهِ البُخَارِيُّ، والتِّرْمذِيُّ، والنَّسَائِيُّ، وابْنُ خُزَيْمَةَ في ((صحيحهِ))، وَغَيْرِهِمْ.
          (خ) أَحْمَدُ بْنُ يَزِيْدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ الحَرَّانِيُّ أَبْوُ الحَسَنِ المعروفُ بالوَرْتَنِيْسِ: قالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: ضعيفُ الحديثِ، أَدْرَكْتُهُ ولم أَكْتِبْ عنهُ.
          قلتُ: رَوَى لهُ البُخَارِيُّ حَديثاً وَاحِدَاً في علاماتِ النبوةِ مُتَابَعَةً [خ¦3615]، وهو حديثُ أَبِي بَكْرٍ في قصةِ الهجرَةِ، رَوَاهُ البُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوْسُفَ البَيْكَنْدِيُّ عَنهُ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وقد تَابَعَهُ عليهِ الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ زُهَيْرٍ [خ¦4151]، وأخرجَهُ البُخَارِيُّ في فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ، وفي اللُّقَطَةِ من حديثِ إِسْرَائِيْل [خ¦2439]، وفي الهجرةِ [خ¦3652] مِنْ حديثِ إِسْحَاقَ بِنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ البَرَاءِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ.
          فتبيَّنَ أَنَّ تخريجَهُ لهذا في المُتَابَعَةِ لا في الأصولِ، على أن البُخَارِيَّ قد لَقِيَ أَحْمَدَ هَذَا وحدَّثَ عَنْهُ في ((التاريخِ)) فَهُوَ عارِفٌ بحديثهِ، واللهُ أعلمُ.
          (خ م د ت س) أَبَانُ بْنُ يَزِيْدٍ الْعَطَّارُ: قالَ أَحْمَدُ: ثَبَتَ في كُلِّ المَشَايِخِ، وقالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ كَانَ القَطَّانُ يَرْوِي عنهُ، ونقلَ ابْنُ الجَوْزِيِّ من طريقِ الكُدَيْمِيِّ عَنْ ابْنِ المَدِيْنِيِّ عَنْ القَطَّانِ أَنَّهُ قَالَ: أنا لا أَرْوِي عنهُ، وهذَا مردودٌ؛ لأنَّ الكُدَيْمِيَّ ضعيفٌ، قلتُ: وإنَّمَا أخرجَ لهُ البُخَارِيُّ قَلِيْلَاً في / المتابعاتِ مع ذَلِكَ، ولم أرَ لهُ مَوْصُوْلَاً سِوَى موضعٌ قالَ في المُزَارَعَةِ [خ¦2320] : قالَ لَنَا مُسْلِمٌ: حَدَّثَنَا أَبَانٌ، فذكرَ حَدِيْثَاً، وهذهِ الصِّيْغَةُ قدْ وقعَتْ له في حديثٍ لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، ولم يُعَلِّمْ المِزِّيُّ مع ذلكَ لهُ سِوَى علامةُ التَّعْلِيْقِ فتناقَضَ، وروى لَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُوْ دَاوُدَ، والتِّرْمذِيُّ، والنَّسَائِيُّ.
          (ع) إِبْرَاهِيْمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بِنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ: ثِقَةٌ حُجَّةٌ، قالَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وقالَ أَحْمَدُ، والعِجْلِيُّ، وَأَبُوْ حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، وقالَ صَالِحٌ جَزَرَةٌ: كانَ صَغيراً حينَ سَمِعَ من الزُّهْرِيِّ، وقالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هو [ثِقَةٌ](1) من ثِقَاتِ [237/ب] المُسْلِمِيْنَ، ثم رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ سَعِيْدٍ إِبْرَاهِيْمُ بْنِ سَعْدٍ، وعُقَيْلُ بْنَ خَالِدٍ، فجعلَ يقولُ: عُقَيْلٌ وَإِبْرَاهِيْمُ بْنُ سَعْدٍ كأنَّهُ يُضَعِّفُهُمَا، قالَ أَحْمَدُ: وَأَيْشَ يَنْفَعُ هَذَا، هذانِ ثِقَتَانِ لم يُخْبِرْهُمَا يَحْيَى. قالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كلامُ مَنْ تَكَلَّمَ فيهِ فيهِ تَحَامُلٌ، وأحاديثُهُ عَنْ الزُّهْرِيِّ مُسْتَقِيْمَةٌ، أخرجَ لهُ الجَّمَاعَةُ.
          (خ د) إِبْرَاهِيْمُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ حَيَّانَ المَدِيْنِيُّ: رَوَى لهُ البُخَارِيُّ حَدِيْثَاً وَاحِدَاً في الحجِّ [خ¦1671] مِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرِو عَنْ سَعِيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ في الأمرِ بالسكينةِ عِنْدَ الدَفْعِ مِن عَرَفَةَ، ولهذا المتنِ شواهدٌ، ووَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْن، وأبو زُرْعَةَ، وقالَ ابْنُ حِبَّانٍ في ((الثِّقَاتِ)): ورُبَّما أَتَى بِمَنَاكِيْرَ.
          قلتُ: أَوْضَحْنَا أنَّ الذي أخرجَ لَهُ البُخَارِيُّ غيرُ مُنْكَرٍ، ورَوَى لهُ أَبُوْ دَاوُدَ.
          (ع) إِبْرَاهِيْمُ بْنُ طَهْمَانَ الْخُرَاسَانِيِّ: أحدُ الأَئِمَّةِ وَثَّقَهُ ابْنُ المُبَارَكِ، وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَالعِجْلِيُّ، وَابْنُ رَاهُوْيَهٍ، والْجُمْهُوْرُ، وقالَ ابْنُ عَمَّارٍ: ضعيفٌ، وقالَ صَالِحُ جَزَرَةٍ لما ذُكِرَ لُهُ قولُ ابْنِ عَمَّارٍ فيهِ: إِنَّمَا وقعَ لابْنِ عَمَّارٍ حديثٌ من روايَةِ المُعَافِى بْنِ عِمْرَانَ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ طَهْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ في أَوَّلِ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ، قالَ صَالِحٌ: وهذا غلطٌ فيهِ مَنْ دُوْنَ إِبْرَاهِيْمَ؛ لأنَّ جَمَاعَةً رَوَوْهُ عنهُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، وهو الصَّوَابُ، وكذا هو في ((تصنيفهِ))، وابْنُ عَمَّارٍ لا يُعْرِفُ حديثَ إِبْرَاهِيْمَ.
          قلتُ: وكَذَا أخرجَهُ البُخَارِيُّ في أواخرِ الْمَغَازِي [خ¦4371] من حديثِ أَبِي عَامِرٍ العَقَدِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ طَهْمَانَ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، وقالَ صَالِحُ جَزَرَةٍ: كانَ إِبْرَاهِيْمُ يميلُ إِلَى الإِرْجَاءِ، وقالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ إِنَّمَا تَكَلَّمُوْا فيهِ للإِرْجَاءِ، انْتَهَى، وذكرَ الْحَاكِمُ أنهُ رَجَعَ عَنْ الإِرْجَاءِ، وأفرطَ ابْنُ حَزْمٍ فأطلقَ أَنَّهُ ضعيفٌ، وهو مردودٌ عَلَيْهِ، وأكثرُ ما خَرَّجَ لهُ البُخَارِيُّ في الشواهدِ، وأخرجَ له البَاقُوْنَ.
          (خ د س) إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّكْسَكِيُّ أَبُوْ إِسْمَاعِيْلَ الكُوْفِيُّ: قالَ أَحْمَدُ: ضعيفٌ، وقالَ النَّسَائِيُّ: يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ، وليسَ بذلِكَ الْقَوِيِّ، وقالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لم أجدْ لَهُ حَدِيْثَاً مُنْكَرَ المَتْنِ، وهو إلى الصدقِ أَقْرَبُ، وقالَ الْحَاكِمُ: قلتُ للدَّارَقُطْنِيِّ: لِمَ تَرَكَ مُسْلِمٌ حَدِيْثَهُ؟ فَقَالَ: تكلمَ فيهِ يَحْيَى بْنُ سَعِيْدٍ، قلتُ: بِحُجَّةٍ؟ قَالَ: هو ضعيفٌ، قلتُ: لهُ في الصَّحِيحِ حَدِيْثَانِ أَحَدُهُمَا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى في نزولِ قولهِ تَعَالى: {إِنَّ الَّذِيْنَ يَشْتَرُوْنَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيْلاً} [آل عِمْرَان:77] الآية أخرجَهُ في التَّفْسِيْرِ وَغَيْرِهِ [خ¦2088] [خ¦2675]، وهذا له أصلٌ من حديثِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ فَهُوَ شاهدٌ لَهُ، والثَّانِي من حديثِهِ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيْهِ: (إِذَا مَرِضَ العَبْدُ أَوْ سَافَرَ كَتَبَ اللهُ لَهُ صَالِحَ مَا كَانَ يَعْمَلُ) الحديثُ، وقد تقدَّمَ / الكلامُ عليهِ في الفصلِ الذي قبلَ هَذَا في الحديثِ الثَّانِي والأَرْبَعِيْنَ، ورَوَى لهُ أَبُوْ دَاوُدَ والنَّسَائِيُّ.
          (خ س ق) إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيْعَةَ الْمَخْزُوْمِيُّ الْمَدَنِيُّ: قالَ ابْنُ القَطَّانِ الْفَاسِيُّ: لا يُعْرَفُ حَالُهُ.
          قلتُ: ورَوَى عنهُ جَمَاعَةٌ ووَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، ولهُ في الصَّحِيْحِ حديثٌ واحدٌ في كِتَابِ الأطعمةِ [خ¦5443] : في دُعَائِهِ صلعم في تمرِ جابِرٍ بالبركَةِ حَتَّى أَوْفَى دَيْنَهُ، وهو حديثٌ مَشْهُوْرٌ لهُ طُرُقٌ كثيرَةٌ عَنْ جَابِرٍ ورَوَى لهُ النَّسَائِيُّ وابْنُ مَاجَه. [د 238/أ]
          (خ ت س ق) إِبْرَاهِيْمُ بْنُ المُنْذِرِ الحِزَامِيُّ: أحدُ الأَئِمَّةِ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَابْنُ وَضَّاحٍ، والنَّسَائِيُّ، وَأَبُوْ حَاتِمٍ، والدَّارَقُطْنِيُّ، وتكلمَ فيهِ أَحْمَدُ مِنْ أجلِ كونِهِ دخلَ إلى ابْنِ أَبِي دُؤَادٍ، وقالَ السَّاجِيُّ: عندَهُ مَنَاكِيْرُ، وتعقبَ ذلكَ الخَطِيْبُ.
          قلتُ: اعتمدهُ البُخَارِيُّ وانتقى من حديثِهِ، وروى لهُ التِّرْمذِيُّ والنَّسَائِيُّ وغَيْرُهُمَا.
          (خ م د ت س) إِبْرَاهِيْمُ بْنُ يُوْسُفَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ: قالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: حَسَنُ الحديثِ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ، وقالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ليسَ [هُوَ](2) بمنكرِ الحديثِ، وقالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: ليسَ هو كَأَقْوَى ما يكونُ. قلتُ: هذا تضعيفٌ نِسْبِيٌّ، وقالَ الْجَوْزَجَانِيُّ: ضعيفٌ. قلتُ: وهو إطلاقٌ مردودٌ، وقالَ النَّسَائِيُّ: ليسَ بالقويِّ، احتجَّ بهِ الشَّيْخانِ في أحاديثَ يسيرةٍ ورَوَى لهُ البَاقُوْنَ سِوَى ابْنَ مَاجَه.
          (خ ت ق) أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ الأَنْصَارِيِّ الْمَدَنِيِّ: ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِيْنٍ، وقالَ النَّسَائِيُّ: ليسَ بالقويِّ.
          قلتُ: لهُ عِنْدَ البُخَارِيِّ حديثٌ واحدٌ [خ¦2855] في ذكرِ خيلِ النَّبِيِّ صلعم كَمَا قَدَّمْنَاهُ في الفصلِ الذي قبلَهُ في الحديثِ السَّابِعِ والثلاثينَ، وقد تابعهُ عليهِ أَخُوْهُ عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ العَبَّاسِ، وروى لهُ التِّرْمذِيُّ وابْنُ مَاجَه.
          (خ م د ت س) أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ السَّمَانُ البَصْرِيُّ: صاحبُ ابْنِ عَوْنٍ أَحَدُ الأَثْبَاتِ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وأوردَهُ العُقَيْلِيُّ في ((الضعفاءِ)) بسببِ حديثٍ واحدٍ خُوْلِفَ فيهِ، وَحَكَى عَنْ أَحْمَدَ أنَّهُ قَالَ: ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَزْهَرَ.
          قلتُ: وهَذَا لا يوجبُ قَدْحَاً فيهِ، واحتجَّ بهِ البَاقُوْنَ سِوَى ابْنُ مَاجَه.
          (خ) أُسَامَةُ بْنُ حَفْصٍ الْمَدَنِيُّ: ضَعَّفَهُ الْأَزْدِيُّ، وقالَ أَبُوْ القَاسِمِ اللَّالَكَائِيُّ: مجهولٌ.
          قلتُ: لهُ في الصَّحِيحِ حديثٌ واحدٌ في الذبائحِ [خ¦5507] بمُتَابَعَةِ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرُ، والطَّفَاوِيِّ، وقرأتُ بِخَطِّ الذَّهَبِيِّ في ((ميزانه)) ليسَ بمجهولٍ؛ فقد رَوَى عنهُ أَرْبَعَةٌ.
          (ع) أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ القُرَشِيُّ: وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وقالَ: هُوَ عِنْدَنَا ثَبْتٌ، والكوفيِّوْنَ يُضَعِّفُوْنَهُ. وقالَ العُقَيْلِيُّ: رُبَّمَا يَهِمُ في الشيءِ، وقالَ ابْنُ سَعْدٍ: كانَ ثِقَةً صَدُوْقَاً إِلَّا أنَّ فيهِ بَعْضُ الضَّعْفِ.
          قلتُ: لهُ في الصَّحِيْحِ حديثٌ واحِدٌ في تفسيرِ قولهِ تعالَى: {لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهَاً} [النِّسَاء:19] أخرجَهُ في تفسيرِ سورةِ النِّسَاءِ [خ¦4579]، وفي الإكراهِ [خ¦6948] من حديثهِ، ورَوَى لهُ البَاقُوْنَ. /
          (خ) أَسْبَاطُ أَبُوْ اليَسْعِ: قالَ ابْنُ حِبَّانٍ: رَوَى عَنْ شُعْبَةَ أشياءَ لم يُتَابَعْ عَلَيْهَا.
          قلتُ: رَوَى عنهُ البُخَارِيُّ حَدِيْثَاً وَاحِدَاً في البيوعِ [خ¦2069] من روايتِهِ عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتَوَائِيِّ مَقْرُوْنَاً، وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: مجهولٌ. قلتُ: قَدْ عَرَّفَهُ البُخَارِيُّ.
          (خ د س) إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ يَزِيْدٍ أَبُوْ النَّضْرِ الْفَرَادِيْسِيُّ: وقد يُنْسَبُ إلى جَدِّهِ، وَثَّقَهُ أَبُوْ مُسْهِرٍ، والدَّارَقُطْنِيُّ، والنَّسَائِيُّ، وذكرَ لهُ الْأَزْدِيُّ حَدِيْثَاً خالفَهُ فيهِ من هُوَ أضعفُ منهُ، وكذا قالَ ابْنُ حِبَّانٍ: رُبَّمَا خَالَفَ، وأوردَ لهُ ابْنُ عَدِيٍّ أحاديثَ الحَمْلِ فيها على شَيْخِهِ، ورَوَى عنهُ أَبُوْ دَاوُدَ واحتجَّ بهِ النَّسَائِيُّ.
          (خ 4) إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ الجَزَرِيِّ: وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ في رِوَايَةٍ، وقالَ مَرَّةً: ليسَ بِقَوِيٍّ، وقالَ ابْنُ مَعِيْنٍ في رِوَايَةٍ: ثِقَةٌ، وفي رِوَايَةٍ: ليسَ هو في الزُّهْرِيِّ بِذَاكَ، وقالَ الذُّهَلِيُّ: هو مضطربٌ في حديثِ الزُّهْرِيِّ، ورَوَى ابن المَدِيْنِي عن الطَّيَالِسِيِّ عَنْ أَشْرَسَ رَجُلٌ [238/ب] من أهلِ الرَّيِّ ما يدلُّ على أنهُ لم يلقَ الزُّهْرِيَّ، ورَوَى ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ بإسنادٍ جَيِّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ أنَّهُ لَقِيَ الزُّهْرِيَّ، وقالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ أَحّبُّ إِلَيَّ من النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ.
          قلتُ: غَالِبُ ما أخرجَ لهُ البُخَارِيُّ ما شاركَهُ فيهِ غيرُهُ عن الزُّهْرِيِّ، وهي مواضعُ يسيرَةٌ سنذكرُ بَعْضَهَا في ترجمةِ عَتَّابِ بْنِ رَاشِدٍ الرَّاوِي عنهُ، ورَوَى لهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ.
          (خ م د س) إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ هُبَيْرَةَ العَدَوِيِّ: وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، والنَّسَائِيُّ، والعِجْلِيُّ، وقالَ: كانَ يَحْمِلُ على عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وذكرَهُ أَبُوْ العَرَبِ في ((الضعفاء))، فَقَالَ: من لم يُحِب الصَّحَابَةَ فليسَ بِثِقَةٍ ولا كَرَامَةٍ.
          قلتُ: لهُ عِنْدَ البُخَارِيِّ حديثٌ واحِدٌ في الصِّيَامِ [خ¦1912] مَقْرُوْنَاً بخَالِدٍ الحَذَّاءُ، ورَوَى لَهُ مُسْلِمٌ، وأَبُوْ دَاوُدَ، والنَّسَائِيُّ.
          (خ ت(3) ق) إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ الفَرَوِيِّ: قالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: كَانَ صَدُوْقَاً، ولكن ذهبَ بَصَرُهُ فَرُبَّمَا لَقَنَ، وكُتُبُهُ صحيحةٌ، وَوَهَّاهُ أَبُوْ دَاوُدَ، والنَّسَائِيُّ، والمعتمدُ فيهِ ما قالَ أَبُوْ حَاتِمٍ، وقالَ الدَّارَقُطْنِيُّ والْحَاكِمُ: عِيْبَ عَلَى البُخَارِيِّ إخراجَ حديثِهِ.
          قلتُ: رَوَى عنهُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجِهَادِ حَدِيْثَاً [خ¦2925]، وفي فرضِ الخُمْسِ [خ¦3094] آخرَ كِلَاهُمَا عَنْ مَالِكٍ، وأخرجَ لهُ في الصلحِ [خ¦2693] حَدِيْثَاً آخرَ مَقْرُوْنَاً بالْأُوَيْسِيِّ، وكأنَّهَا مِمَّا أخذَهُ عنهُ من كِتَابِهِ قبلَ ذهابِ بَصَرِهِ، وروى لهُ التِّرْمْذِيُّ، وابْنُ مَاجَه.
          (خ د ت س) إِسْرَائِيْلُ أَبُوْ مُوْسَى البَصْرِيُّ: وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُوْ حَاتِمٍ، والنَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُمْ، وقالَ أَبُوْ الفَتْحِ الْأَزْدِيُّ: فيهِ لِيْنٌ، والْأَزْدِيُّ لا يعتمدُ إِذَا انْفَرَدَ فكيفَ إِذَا خَالَفَ، رَوَى لَهُ البُخَارِيُّ وأصحابُ السِّيَرِ إِلَّا ابْنُ مَاجَه.
          (ع) إِسْرَائِيْلُ بْنُ يُوْنُسَ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ: أحدُ الأَثْبَاتِ، قالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ، وتَعَجَّبَ مِنْ حِفْظِهِ، وقالَ مَرَّةً هو وابنُ مَعِيْنٍ: كانَ أثبتَ مِنْ شَرِيْكٍ، وقالَ أَيضاً: كَانَ القَطَّانُ يَحْمِلُ / عليهِ في حالِ أَبِي يَحْيَى القَتَّاتِ، قَالَ: رَوَى عنهُ مناكيرَ، وقالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: هو أَثْبَتُ فِيْ أَبِي إِسْحَاقَ مِنْ شَيْبَانَ، وقَدَّمَهُ أَبُوْ نُعَيْمٍ فيهِ عَلَى أَبِي عَوَانَةَ، وقَدَّمَهُ أَحْمَدُ في حديثِ أَبِي إِسْحَاقَ عَلَى أَبِيْهِ يُوْنُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، وكذا قَدَّمَهُ أَبُوْهُ على نَفْسِهِ في جدهِ، وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ مِنْ أَتْقَنِ أَصْحَابِ أَبِيْ إِسْحَاقَ، وَقالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، وحَدَّثَ عنهُ النَّاسُ حَدِيْثَاً كَثِيْرَاً، ومِنْهُمْ من يَسْتَضْعِفُهُ، وقَدَّمَ ابْنُ مَعِيْنٍ وأَحْمَدُ شُعْبَةَ والثَّوْرِيَّ عليهِ في حديثِ أَبِيْ إِسْحَاقَ، وقَدَّمَهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ عَلَيْهِمَا، وقالَ حَجَّاجُ الْأَعْوَرُ: قُلْنَا لِشُعْبَةَ: حَدَّثَنَا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، فَقَالَ: سَلُوْا إِسْرَائِيْلَ فإنَّهُ أثبتُ فِيْهَا مِنِّي، وقالَ عِيْسَى بْنُ يُوْنُسَ: سَمِعْتُ إِسْرَائِيْلَ بْنَ يُوْنُسَ يقولُ: كُنْتُ أحفظُ حديثَ أَبِي إِسْحَاقَ كَمَا أحفظُ السُّوْرَةَ من القرآنِ، وقالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ متوسِطٌ، فَهَذَا ما قيلَ فيهِ من الثَّنَاءِ، وبعدَ ثبوتِ ذلك واحْتِجَاجِ الشَّيْخَيْنِ بهِ لا يَجْمُلُ من متأخرٍ لا خبرةَ لهُ بحقيقةِ حَالِ مَن تَقَدَّمَهُ أن يُطْلِقَ عَلَى إِسْرَائِيْلَ الضَّعْفَ، ويَرُدُّ الأحاديثَ الصحيحةَ الَّتي يَرْوِيْهَا دَائماً لاستنادِهِ إلى كونِ القَطَّانِ كانَ يَحملُ عليهِ من غيرِ أن يَعْرِفَ وجهُ ذلكَ الحَمْلِ، [239/أ] وقد بحثتُ عَنْ ذلك فَوَجَدْتُ الإمامُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي خَيْثَمَةَ قد كشفَ عِلَّةَ ذلك وأَبَانَهَا بِمَا فيهِ الشِّفَاءُ لِمَنْ أَنْصَفَ؛ قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ في ((تاريخه)): قيلَ ليَحْيَى بْنِ مَعِيْنٍ: إِنَّ إِسْرَائِيْلَ رَوَى عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتَّاتِ ثَلاثمائةٍ، وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ مُهَاجِرٍ ثَلاثمائةٍ _يعني مناكيرَ_ فَقَالَ: لم يؤتَ مِنْهُ، أُتِيَ مِنْهُمَا.
          قلتُ: وهو كَمَا قالَ ابْنُ مَعِيْنٍ ☼، فَتَوَجَّهَ أَنَّ كَلامَ يَحْيَى القَطَّانِ محمولٌ على أنه أَنْكَرَ الأحاديثَ الَّتِي حَدَّثَهُ بِهَا إِسْرَائِيْلُ عَنْ أَبِي يَحْيَى فَظَنَّ أَنَّ النَّكَارَةَ من قِبَلِهِ، وإنَّمَا هِيَ من قِبَلِ أَبِي يَحْيَى كَمَا قالَ ابْنُ مَعِيْنٍ، وأَبُوْ يَحْيَى ضَعَّفَهُ الأئمَّةُ النُّقَادُ فالحملُ عليهِ أَوْلَى مِنَ الحملِ عَلَى مَنْ وَثَّقُوْهُ، واللهُ أَعْلَمُ. احتجَّ بهِ الأئمَّةُ كُلُّهُمْ.
          (خ صد ت) إِسْمَاعِيْلُ بْنُ أَبَانٍ الوَرَّاقُ الكُوْفيُّ: أحدُ شيوخِ البُخَارِيِّ، ولم يُكْثِرْ عنهُ، وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، ومَطِيْنٌ، وابْنُ مَعِيْنٍ، والْحَاكِمُ أَبُوْ أَحْمَدَ، وَجَعْفَرٌ الصَّائِغُ، والدَّارَقُطْنِيُّ، وقالَ في روايَةِ الْحَاكِمِ عنهُ: أَثْنَى عليهِ أَحْمَدُ، وليسَ بِقَوِيٍّ، وقالَ الْجُوْزَجَانِيُّ: كانَ مَائِلَاً عَنْ الحَقِّ، ولم يكنْ يُكَذِّبُ في الحديثِ. قالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يَعْنِي ما عليهِ الكُوْفِيُّوْنَ مِنَ التَّشَيُّعِ.
          قلتُ: الْجُوْزَجَانِيُّ كانَ نَاصِبِيَّاً مُنْحَرِفَاً عَنْ عَلِيٍّ فَهُوَ ضدُّ الشِّيْعِيِّ المُنْحَرِفِ عَنْ عُثْمَانَ، والصَّوَابُ مُوَالَاتُهُمَا جَميعاً، ولا يَنبغي أن يسمعَ قَوْلَ مُبْتَدِعٍ في مُبْتَدِعٍ، وأمَّا قولُ الدَّارَقُطْنِيُّ فيهِ فقدْ اختلفَ، ولهُمْ شيخٌ يُقَالُ لَهُ: إِسْمَاعِيْلُ بْنُ أَبَانٍ الغَنَوِيُّ، أَجْمَعُوْا على تركهِ فلعلَّهُ اشْتَبَهَ بِهِ.
          (خ س) إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنُ عُقْبَةَ: وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، ويَحْيَى بْنُ مَعِيْنٍ، وأَبُوْ حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُمْ، وتَكَلَّمَ فيهِ السَّاجِيُّ، وتَبِعَهُ الْأَزْدِيُّ بكلامٍ لا يستلزمُ قَدْحَاً، وقدْ احْتَجَّ بهِ البُخَارِيُّ والنَّسَائِيُّ لكن لم يُكْثِرَا عنهُ.
          (خ م د س) إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ مَعْمَرٍ أَبُوْ مَعْمَرٍ القَطِيْعِيُّ: رَوَى عنهُ الشَّيْخَانِ، وَأَبُوْ دَاوُدَ، وغمزَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ؛ لأنَّهُ أجابَ في المِحْنَةِ، ووَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ، وابْنُ قَانِعٍ، وَأَبُوْ يَعْلَى، وقالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ، وجاءَ عَنْ جَعْفَرٍ الطَّيَالِسِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِيْنٍ: أَنَّهُ أَخْطَأَ في حديثٍ كثيرٍ، واسْتَنْكَرَ / الخَطِيْبُ صِحَّةَ ذلك عَنْ يَحْيَى، ولا يصحُّ عنهُ إِنْ شاءَ اللهُ تَعَالَى، ورَوَى لهُ أَبُوْ دَاوُدَ والنَّسَائِيُّ.
          (ع) إِسْمَاعِيْلُ بْنُ زَكَرِيَّا الْخُلْقَانِيُّ أَبُوْ زِيَادٍ لَقَبُهُ شَقُوْصَا: اختلفَ فيهِ قولُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ويَحْيَى بْنِ مَعِيْنٍ، وقالَ النَّسَائِيُّ: أَرْجُوْ أنَّهُ لا بأسَ بِهِ، ووَثَّقَهُ أَبُوْ دَاوُدَ، وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: صَالِحٌ، وقالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هو حَسَنُ الحديثِ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ.
          قلتُ: رَوَى لهُ الجَّمَاعَةُ لكن ليسَ لهُ في البُخَارِيُّ سِوَى أربعةِ أحاديثَ ثلاثةٌ مِنْهَا أَخْرَجَهَا مِنْ رِوَايَةِ غيرِهِ بِمُتَابَعَتِهِ [خ¦2118] [خ¦2890] [خ¦6320]، والرَّابِعُ أخرجَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْهُ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوْسَى في قِصَّةِ الرَّجُلِ الذي أَثْنَى عَلَيْهِ، فَقالَ النَّبِيُّ صلعم: «قَطَعْتُمْ ظَهْرَ الرَّجُلِ» [خ¦6060] ولهذا شاهدٌ من حديثِ أَبِي بَكْرَةَ وَغَيْرِهِ، واللهُ أعلمُ.
          ([خ م د س ق](4)) إِسْمَاعِيْلُ [239/ب] بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أُوَيْسِ بْنِ مَالِكٍ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الأَصْبَحِيِّ ابْنُ أُخْتِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: احتجَّ بهِ الشَّيْخَانِ إِلَّا أَنَّهُمَا لم يُكْثِرَا مِنْ تخريجِ حديثِهِ، ولا أخرجَ لهُ البُخَارِيُّ مِمَّا تفردَ بهِ سِوَى حديثَيْنِ، وأما مُسْلِمٌ فأخرجَ لهُ أَقَّلَ مِمَّا أخرجَ لهُ البُخَارِيُّ، وروى لهُ الباقونَ سِوَى النَّسَائِيُّ فإنهُ أطلقَ القولَ بِضَعْفِهِ، ورَوَى عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شَبِيْبٍ ما يُوْجِبُ طرحَ رِوَايَتِهِ، واختلفَ فيهِ قولُ ابْنِ مَعِيْنٍ فَقَالَ مَرَّةً: لا بَأْسَ بِهِ، وقالَ مَرَّةً: ضعيفٌ، وقالَ مَرَّةً: كانَ يَسْرِقُ الحَدِيْثَ، هو وأَبُوْهُ، وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ، وكانَ مُغَفَّلَاً، وقالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَا بَأْسَ بِهِ، وقالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لا أختارهُ في الصَّحِيحِ.
          قلتُ: وَرَوَيْنَا في مناقبِ البُخَارِيِّ بسندٍ صحيحٍ أَنَّ إِسْمَاعِيْلَ أخرجَ لهُ أُصُوْلَهُ، وأَذِنَ لهُ أَنْ يَنْتَقِي مِنْهَا، وأن يُعَلِّمَ لهُ على ما يُحَدِّثُ بهِ ليُحَدِّثَ بِهِ، ويُعْرِضُ عَمَّا سِوَاهُ، وهو مشعرٌ بأنَّ ما أخرجَهُ البُخَارِيُّ عنهُ هو من صحيحِ حديثهِ؛ لأنَّهُ كَتَبَ من أُصُوْلِهِ، وعلى هذا فلا يُحْتَجُّ بشيءٍ من حديثِهِ غيرَ ما في الصَّحِيحِ من أجلِ ما قَدَحَ فيهِ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ إِلَّا إِنْ شاركَهُ [فيهِ](5) غيرُهُ فَيُعْتَبَرُ بهِ.
          (خ ت) إِسْمَاعِيْلُ بْنُ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيْدٍ الهَمَدَانِيِّ أَبُوْ عُمَرَ الكُوْفيُّ: قالَ أَبُوْ دَاوُدَ: هو أثبتُ من أَبِيْهِ، وقالَ أَبُوْ زُرْعَةَ: هو وسطٌ، وقالَ أَحْمَدُ: ما أُرَاهُ إِلَّا صَدُوْقَاً، وقالَ النَّسَائِيُّ: ليسَ بالقويِّ، وقالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضعيفٌ، وقالَ البُخَارِيُّ: صَدُوْقٌ، وأخرجَ لَهُ في الصَّحِيحِ حَدِيْثَاً وَاحِدَاً في فضلِ أَبِي بَكْرٍ [خ¦3660] قد نبَّهْتُ عليهِ في ترجمةِ أَحْمَدِ بْنِ أَبِي الطَّيِّبِ.
          (خ) أُسَيْدُ بْنُ زَيْدٍ الجَّمَّالُ: قالَ النَّسَائِيُّ: متروكٌ، وقالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: حدَّثَ بأحاديثَ كَذِبٍ، وضعفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، وقالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لا يُتَابَعُ على رِوَايَاتِهِ، وقالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عن الثِّقَاتِ المَنَاكِيْرَ، ويَسْرُقُ الحديثَ. وقالَ الْبَزَّارُ: احْتُمِلَ حَدِيْثُهُ مع شيعيَّةٍ شديدةٍ فيهِ. وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: رَأَيْتُهُمْ يتكلمونَ فيهِ.
          قلتُ: لم أرَ لِأَحَدٍ فيهِ تَوْثِيْقَاً، وقدْ رَوَى عنهُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الرِّقَاقِ حديثاً وَاحِدَاً مَقْرُوْناً بغيرهِ [خ¦6541]؛ فإنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ (ح) وَحَدَّثَنِي أُسَيْدُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ فذكرَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ حديثَ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ» فذكرَهُ. قالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَإِنَّمَا أخرجَ لهُ البُخَارِيُّ حديثَ هُشَيْمٍ لأنَّ هُشَيْمَاً كانَ أثبتَ النَّاسِ في حُصَيْنٍ، انتهى. وهو عِنْدَ البُخَارِيِّ من طُرُقٍ أُخْرَى غيرَ هَذِهِ، وقد أخرجَهُ مُسْلِمٌ في الإِيْمَانِ من ((صحيحه)) عَنْ سَعِيْدِ بْنِ مَنْصُوْرٍ عَنْ هُشَيْمٍ بِهِ. /
          (خ ت) أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ الْجُمَحِيُّ مَوْلَاهُمْ البَصْرِيُّ: قالَ أَبُوْ دَاوُدَ: أُرَاهُ كانَ صَدُوْقَاً، وقالَ أَبُوْ زُرْعَةَ: ليسَ بِقَوِيٍّ، وقالَ ابْنُ حِبَّانَ: كانَ يُخْطِئُ.
          قلتُ: لهُ عِنْدَ البُخَارِيِّ حَدِيْثَانِ، أَحَدُهُمَا [خ¦5420] : في الأطعمةِ أَخْرَجَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُنِيْرٍ عنهُ عَنْ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ، ثم رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُنِيْرٍ أَيْضَاً عَنْ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ عَنْ ابْنِ عَوْنٍ بِهِ. [خ¦5435]
          وثانِيْهُمَا [خ¦6722] : علَّقَهُ لهُ عَنْ [240/أ] ابْنِ عَوْنٍ عَنْ الحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ مُتَابَعَةً.
          (خ م د س ق) أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ مَوْلَاهُمْ الْمَدَنِيُّ: أحدُ الأَثْبَاتِ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُوْ حَاتِمٍ، والنَّسَائِيُّ، وابْنُ سَعْدٍ، وذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ، فَقَالَ: قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: كانَ أَحْمَدُ يُنْكِرُ على أفلحَ حديثَ ذَاتِ عِرْقٍ، وقالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لم يُنْكِرْ عليهِ أحمدُ غيرَ هَذَا، وقد انفردَ بهِ عَنْ أَفْلَحَ مُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، وأَفْلَحُ صَالِحٌ وأحاديثهُ مُستقيمةٌ.
          قلتُ: قالَ أَبُوْ دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يقولُ: لم يُحَدِّثْ يَحْيَى القَطَّانُ عَنْ أَفْلَحَ، ورَوَى أَفْلَحُ حَدِيْثَيْنِ مُنْكَرَيْنِ أنَّ النَّبِيَّ صلعم أَشْعَرَ.
          وحديثُ: «وَقَّتَ لِأَهْلِ العِرَاقِ ذَاتَ عِرْقٍ».
          قلتُ: لم يُخَرِّجْ لهُ البُخَارِيُّ شَيئاً من هَذَا، وللهِ الْحَمْدُ، بل لهُ عِنْدَهُ حديثٌ [واحدٌ](6) في الطَّهَارَةِ [خ¦261]، وثلاثةٌ في الحَجِّ [خ¦1560] [خ¦1681] [خ¦1699]، ورابعٌ في الحجِّ أيضاً عَلَّقَهُ [خ¦1788]، ووافقَهُ مُسْلِمٌ على تخريجِ الخَمْسَةِ، وكُلُّهَا عندهُمَا عنهُ عَنْ القَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ.
          (ع) أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرَّبْعِيُّ أَبُوْ الجَّوْزَاءِ: ذكرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ في ((الكاملِ))، وَحَكَى عَنْ البُخَارِيِّ أنَّهُ قَالَ: في إسنادهِ نَظَرٌ، ويختلفونَ فيهِ، ثُمَّ شَرَحَ ابْنُ عَدِيٍّ مُرَادَ البُخَارِيِّ، فَقالَ: يُرِيْدُ أَنَّهُ لم يَسْمَعْ مِنْ مِثْلِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ وَعَائِشَةَ وَغَيْرِهِمَا لا أنه ضعيفٌ عِنْدَهُ. قلتُ: أخرجَ البُخَارِيُّ لهُ حَدِيْثَاً وَاحِدَاً من روايتِهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ [خ¦4859]، قَالَ: «كَانَ اللَّاتُ رَجُلَاً يَلِتُّ السَّوِيْقَ»، وروى لهُ البَاقُوْنَ.
          (خ ت س ق) أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ الحَبَشِيُّ المَكِّيُّ نَزِيْلُ عَسْقَلَانَ _وأبوهُ بِنُوْنٍ ثُمَّ أَلِفٍ ثُمَّ بَاءٍ مُوحدةٍ مكسورَةٍ ثم لامٍ_: وَثَّقَهُ الثَّوْرِيُّ، وابْنُ مَعِيْنَ، وابْنُ عَمَّارٍ، والنَّسَائِيُّ، والعِجْلِيُّ، قالَ يَعْقُوْبُ بْنُ شَيْبَةَ: صَدُوْقٌ، وإلى الضعفِ مَا هُوَ، وأنكرَ عليهِ النَّسَائِيُّ والدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُمَا زِيَادَتَهُ في أَوَّلِ التشهُّدِ الذي رَوَاهُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ: «بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ» وقد رَوَاهُ اللَّيْثُ، وَعَمْرُو بْنُ الحَارِثِ وَغَيْرُهُمَا عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ بِدُوْنِهَا، وكذلكَ هو بِدُوْنِهَا في صِحَاحِ الأحاديثِ المرويَّةِ في التَّشَهُّدِ.
          قلتُ: لهُ عِنْدَ البُخَارِيِّ حديثٌ واحدٌ عَنْ القَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ في اعْتِمَارِهَا مِنَ التَّنْعِيْمِ أخرجَهُ مُتَابَعَةً [خ¦1518]، وروى لهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ غيرَ أَبِي دَاوُدَ.
          (خ د ت س) أَيُّوْبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ الْمَدَنِيُّ أَبُوْ يَحْيَى: وَثَّقَهُ أَبُوْ دَاوُدَ فيما رَوَاهُ الآجِرِيُّ عنهُ، والدَّارَقُطْنِيُّ، وابْنُ حِبَّانَ، وقالَ أَبُوْ الفَتْحِ الْأَزْدِيُّ: لهُ أحاديثُ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا، ثم ساقَ لهَ أحاديثَ صحيحةً أَفْرَادَاً، والْأَزْدِيُّ لا يُعَرَّجُ على قولِهِ، وأَفْرَطَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فَقَالَ في ((التمهيدِ)): إنهُ ضعيفٌ، ولم يَسْبِقْهُ أحدٌ من الأئمَّةِ إلى ذلكَ.
          قلتُ: رَوَى عنهُ البُخَارِيُّ حديثَيْنِ أَحَدُهُمَا في الصَّلَاةِ [خ¦533]، والآخرُ في الاعتصامِ [خ¦7329]، وروى لهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ إِلَّا ابْنُ مَاجَه.
          (خ م ت) أَيُّوْبُ بْنُ عَائِذِ بْنُ مُدْلَجٍ الطَّائِيُّ: وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وأَبُوْ حَاتِمٍ، والنَّسَائِيُّ، والعِجْلِيُّ، وأَبُوْ دَاوُدَ وزَادَ: كَانَ مُرْجِئَاً، وكذا ضَعَّفَهُ بسببِ الإِرْجَاءِ أَبُوْ زُرْعَةَ، وقالَ البُخَارِيُّ: كانَ يَرَى الإِرْجَاءَ / إلا أنهُ صَدُوْقٌ.
          قلتُ: لهُ في ((صحيحِ البُخَارِيِّ)) حديثٌ واحدٌ في الْمَغَازِي [خ¦4346] في قِصَّةِ [240/ب] أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ أخرجَهُ لهُ بمُتَابَعَةِ شُعْبَةَ، ورَوَى لهُ مُسْلِمٌ والتِّرْمذِيُّ [والنَّسَائِيُّ](7).
          (ع) أَيُّوْبُ بْنُ مُوْسَى بْنِ عَمْرٍو الأَشْدَقُ بْنُ سَعِيْدِ بْنِ العَاصِ الأُمَوِيُّ: اتَّفَقُوْا على توثيقِهِ، وشَذَّ أَبُوْ الفَتْحِ الْأَزْدِيُّ فَقَالَ: لا يقومُ إسنادُ حَدِيْثِهِ. رَوَى لهُ الجَّمَاعَةُ.
          (خ م س) أَيُّوْبُ بْنُ النَّجَّارِ اليَمَامِيُّ _ واسمُ النَّجَّارِ يَحْيَى، قالَهُ ابْنُ صَاعِدٍ_: وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُوْ زُرْعَةَ، وأَبُوْ دَاوُدَ، وَغَيْرُهُمْ، ونقلَ أَبُوْ الْوَلِيْدِ الْبَاجِيُّ في رجالِ البُخَارِيِّ عَنْ العِجْلِيِّ وابْنِ البَرْقِيِّ أَنَّهُمَا ضَعَّفَاهُ، وكانَ يقولُ: لم أسمعْ مِنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيْرٍ سِوَى حديثِ [خ¦4738] : «الْتَقَى آَدَمُ وَمُوْسَى».
          قلتُ: ما أخرجَ لهُ الشَّيْخَانِ غيرُهُ، وهو عِنْدَهُمَا مُتَابَعَةً.


[1] سقط من ت و د.
[2] سقط من د.
[3] رمز في د تصحيفاً برمز أبي داود.
[4] في ت: ع س ي س، وفي ط: خ م ت س.
[5] سقط من ت و د.
[6] سقط من ت و د.
[7] سقط من ت و ط و د.