هدى الساري لمقدمة فتح الباري

حرف الزاي

           حرف الزاي
          (خ م د ت ق) الزُّبَيْرُ بْنُ خِرِّيْتٍ البَصْرِيُّ: وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وابْنُ مَعِيْنٍ، والنَّسَائِيُّ، وأَبُوْ حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُم، وَحَكَى الْبَاجِيُّ في ((رجالِ البُخَارِيِّ)) عَنْ عَلِيِّ بْنِ المَدِيْنِيِّ أنهُ قَالَ: تَرَكَهُ شُعْبَةُ.
          قلتُ: والذي رأيتُهُ عَنْ عَلِيٍّ أنهُ قالَ: لم يروِ عنهُ شُعْبَةُ، وبينَ اللفظينِ فُرْقَانٌ، وقدْ رَوَى لهُ الجماعةُ سِوَى النَّسَائِيِّ.
          (ع) زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ المَكِّيُّ: وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَأَحْمَدُ، وأَبُوْ زُرْعَةَ، وأَبُوْ حَاتِمٍ، والنَّسَائِيُّ، وأَبُوْ دَاوُدَ، وابْنُ البَرْقِيِّ، وابْنُ سَعْدٍ، وقالَ يَحْيَى بْنُ مَعِيْنٍ: كانَ يَرى القدَرَ، أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: رأيتُ مُنَادِيَاً يُنَادِي بِمَكَّةَ أَنَّ الأميرَ نَهَى عن مجالسَةِ زَكَرِيَّا لأجلِ القدرِ.
          قلتُ: احتجَّ بهِ الجماعةُ، وله في البُخَارِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَيْفِيِّ حديثٌ واحدٌ [خ¦1496]، وأحاديثُ يَسِيْرَةٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِيْنَارَ. [خ¦364] [خ¦2770] [خ¦3903] [خ¦4505]
          (ع) زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ أَبُوْ يَحْيَى الكُوْفِيُّ: وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، ويَعْقُوْبُ بْنُ سُفْيَانَ، وابْنُ سَعْدٍ، والْبَزَّارُ، وقالَ أَبُوْ زُرْعَةَ، وأَبُوْ حَاتِمٍ، وأَبُوْ دَاوُدَ: صَدُوْقٌ إِلَّا أنهُ كانَ يُدَلِّسُ عَنْ الشَّعْبِيِّ، وقالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ إِلَّا أن سماعَهُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ بآخرةٍ، وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: لَيِّنُ الحديثِ، وإِسْرَائِيْلُ أحبُّ إِلَيَّ منهُ، وقالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيْهِ: هو أحبُّ إِلَيَّ مِنْ إِسْرَائِيْلَ، ثم قَالَ: ما أقربَهما، وحديثهما عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ لَيِّنٌ، احتجَّ بهِ الجماعةُ.
          (خ) زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنِ [حُصَيْنِ](1) بْنِ حُمَيْدِ بْنِ مُنْهَبٍ الطَّائِيُّ أَبُوْ السِّكِّيْنِ: من شيوخِ البُخَارِيِّ، تكلمَ فيهِ الدَّارَقُطْنِيُّ فَقالَ مَرَّةً: ليسَ بالقويِّ، وقالَ مَرَّةً: متروكٌ، وقالَ الْحَاكِمُ: يُخطئ في أحاديثَ، وقالَ الخَطِيْبُ: ثِقَةٌ.
          قلتُ: رَوَى عنهُ البُخَارِيُّ في الصَّحِيْحِ حَديثاً وَاحِدَاً، وهو في العيدينِ [خ¦966] عنهُ عَنْ المُحَارِبِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَوْقَةَ، وعَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوْبَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيْدٍ كِلَاهُمَا عَنْ سَعِيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ(2) في قصتهِ معَ الْحَجَّاجِ حينَ أصابَهُ سِنَانُ الرُّمْحِ، قالَ فيهِ البُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى أَبُوْ السِّكِّيْنِ، وأخرجَ ثلاثةَ أحاديثَ أُخرى [247/ب] في الصَّحِيحِ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى غيرَ مُكَنَّى ولا منسوبٍ، اثنينِ مِنْهَا: عنهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ [خ¦336]، والآخرُ عنهُ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ [خ¦147]، وزَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى في هذهِ المواضعِ الثَّلَاثَةِ هو البَلْخِيُّ، وليسَ لِأَبِي السكينِ عندَهُ سِوَى الأوَّلِ، وقد أخرجَ شاهِدَهُ بِجَانِبِهِ، واللهُ أعلم. /
          (ع) زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ أَبُوْ المُنْذِرِ الْخُرَاسَانِيُّ نزيلُ مَكَّةَ: مُخْتَلَفٌ فيهِ:
          قالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كأنَّ زُهَيْرَاً الذي رَوَى عنهُ أهلُ الشامِ آخرُ؛ فإنَّ روايةَ أَصْحَابِنَا عنهُ مُستقيمةٌ [عِنْدَ](3) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، وَأَبِي عَامِرٍ العَقَدِيِّ، وأمَّا روايةُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيْسِيِّ فَبَوَاطِيْلُ، وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: في حفظهِ سوءٌ وحديثُهُ بالشامِ أنكرُ من حديثهِ بالعراقِ، وقالَ العِجْلِيُّ، والبُخَارِيُّ، والنَّسَائِيُّ نحوَ ذلكَ، وقالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَعَلَّ أهلَ الشامِ أَخْطَؤُوْا عليهِ؛ فإنَّ رواياتَ أهلِ العراقِ عنهُ شِبْهُ المستقيمَةِ، وأَرجو أنه لَا بَأسَ بِهِ، واختلفتْ فيهِ الروايَةُ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِيْنٍ، وهو بحسبِ أحاديثَ من رَوَى عنهُ، وأفرطَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فَقَالَ: إِنَّهُ ضعيفٌ عِنْدَ الجميعِ، وتَعَقَّبَهُ صاحبُ ((الميزانِ)) بأنَّ الجماعَةَ احْتَجُّوْا بِهِ، وهو كَمَا قالَ قد أخرجَ له الجماعةُ لكن له عِنْدَ البُخَارِيِّ حديثٌ واحدٌ في كِتَابِ المرضَى [خ¦5641] قالَ فيهِ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وهو أَبُوْ عَامِرٍ العَقَدِيُّ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حديثُ: «مَا يُصِيْبُ المُسْلِمُ مِنْ نَصَبٍ» الحديثُ، وقد تابعهُ الْوَلِيْدُ بْنُ كَثِيْرٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ، وأخرجَ البُخَارِيُّ في الاستئذانِ [خ¦6229] بهذا الإسنادِ إلى زُهَيْرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ حديثَ: «إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ» الحديثُ، ولم ينسبْ زُهَيْرَاً عندَهُ، فذكرَ المِزِّيُّ وَغَيْرُهُ أنهُ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وقد تابعهُ عليهِ حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عِنْدَهُمَا، والدَّرَاوَرْدِيُّ عِنْدَ مُسْلِمٍ، وأَبِي دَاوُدَ كِلَاهُمَا عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمٍ بِهِ، وليسَ لهُ في البُخَارِيِّ غيرَ هَذَا.
          (خ ت ق) زِيَادُ بْنُ الرَّبِيْعِ اليَحِمَدِيُّ البَصْرِيُّ يُكَنَّى أَبَا خِدَاشٍ: وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُوْ دَاوُدَ، وابْنُ حِبَّانَ، وذكرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ في ((الكاملِ))، ونقلَ عَنْ الدُوْلَابِيِّ عَنْ البُخَارِيِّ أنهُ قَالَ: في إسنادِهِ نَظَرٌ.
          قلتُ: قد رَوَى لهُ البُخَارِيُّ في ((الصحيحِ)) حَديثاً واحداً في الْمَغَازِي [خ¦4208] من روايَتِهِ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيِّ عَنْ أَنَسٍ أنهُ نظرَ إلى النَّاسِ وعَليهم الطَّيَالِسَةُ، الحديثُ [خ¦4208]. ما لهُ عندَهُ غيرُهُ، وقالَ ابْنُ عَدِيٍّ بعدَ أن أوردَ له هذا الحديثَ وَغَيْرَهُ: ما أَرى بِرِوَايَاتِهِ بَأْسَاً.
          (خ م ت ق) زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنُ الطُّفَيْلِ البَكَّائِيُّ العَامِرِيُّ الكُوْفيُّ: رَاوي الْمَغَازِي عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قال يَحْيَى بْنُ آَدَمَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيْسَ: ما أجدُ أثبتَ في ابْنِ إِسْحَاقَ منهُ؛ لأنَّهُ أَمْلَى عليهِ إملاءً مَرتين، وقالَ صَالِحُ جَزَرَةٍ: زِيَادٌ في نفسهِ ضعيفٌ، ولكن هو أثبتُ النَّاسِ في كِتَابِ الْمَغَازِي، وكذا قالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ وَغَيْرُهُ عن ابْنِ مَعِيْنٍ، قالَ وَكِيْعٌ: هو مَعَ شَرَفِهِ لا يكذبُ، وقالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، [248/أ] وأَبُوْ دَاوُدَ: حديثهُ حديثُ أهلِ الصدقِ، وضعفَهُ عَلِيُّ بْنُ المَدِيْنِيِّ، والنَّسَائِيُّ، وابْنُ سَعْدٍ، وأفرطَ ابْنُ حِبَّانَ فَقَالَ: لا يجوزُ الاحتجاجُ بخبرِهِ إذا انفردَ.
          قلتُ: ليسَ لهُ عِنْدَ البُخَارِيِّ سِوَى حديثهُ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ: أنَّ عمَّهُ غابَ عَنْ قتالِ بدرٍ، الحديثُ، أوردهُ في الجِهَادِ [خ¦2805] عَنْ عَمْرِو بْنِ زُرَارَةَ عنهُ مَقْرُوْنَاً بحديثِ عَبْدِ الْأَعْلَى عَنْ حُمَيْدٍ، وروى لهُ مُسْلِمٌ، والتِّرْمذِيُّ، وابْنُ مَاجَه.
          (ع) زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ الجَزَرِيُّ أَبُوْ أُسَامَةَ أصلهُ من الكوفةِ ثم سَكَنَ الرَّهَاءَ: متفقٌ على الاحتجاجِ بِهِ، وتوثيقِهِ، لكن قالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِيْمَا حكاهُ العُقَيْلِيُّ: حديثهُ حَسَنٌ مُقَارِبٌ، وإنَّ فيهِ / لبعضُ النُّكْرَةِ، وقالَ المَرْوَذِيُّ: سألتُ أَحْمَدَ عنهُ فحرَّكَ يَدَهُ، وقالَ صَالِحٌ: وليسَ هو بذاكَ.
          قلتُ: لهُ في ((صحيحِ البخارِي)) حديثُهُ عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو [خ¦1953].
          (ع) زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ الجُهَنِيُّ أَبُوْ سُلَيْمَانَ الكُوْفِيُّ: من كبارِ التَّابعينَ رَحَلَ إلى النَّبِيِّ صلعم فَقُبِضَ وهو في الطريقِ، قالَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ الأَعْمَشِ: إذا حَدَّثَكَ زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ عَنْ أحدٍ فكأنكَ سَمِعْتَهُ من الذي حَدَّثَكَ عنهُ، ووَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وابْنُ خِرَاشٍ، وابْنُ سَعْدٍ، والعِجْلِيُّ، وجمهورُ الأئمَّةِ، وشَذَّ يَعْقُوْبُ بْنُ سُفَيْانَ الفَسَوِيُّ فَقَالَ: في حديثهِ خللٌ كثيرٌ، ثم ساقَ من روايتهِ قولَ عُمَرَ [في حديثهِ](4) : يا حُذَيْفَةَ، باللهِ أَنَا مِنَ المنافقينَ؟ قالَ الفَسَوِيُّ: وهذا مُحَالٌ.
          قلتُ: هذا تَعَنُّتٌ زائدٌ، وَمَا بمثلِ هذا تُضَعَّفُ الأَثْبَاتُ، ولا تُرَدُّ الأحاديثُ الصحيحةُ؛ فهذا صَدَرَ مِنْ عُمَرَ عِنْدَ غلبةِ الخوفِ وعدمِ أَمْنِ المكرِ فلا يلتفتُ إلى هذهِ الوساوسِ الفاسدَةِ في تضعيفِ الثِّقَاتِ، واللهُ الموفقُ.


[1] في ت: حصن.
[2] انظر [خ¦966] و [خ¦967] وقارن بما قاله ابن حجر هنا.
[3] سقط من ت و د.
[4] سقط من ت و د.