هدى الساري لمقدمة فتح الباري

حرف السين

           حرف السين
          (خ د س ق) سَالِمُ بْنُ عَجْلَانَ الأَفْطَسُ الجَزَرِيُّ مولى بَنِي أُمَيَّةَ: وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، والعِجْلِيُّ، وابْنُ سَعْدٍ، والنَّسَائِيُّ، والدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُمْ، وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ نَقِيُّ الحديثِ، وكانَ مُرْجِئَاً، وقالَ الْجَوْزَجَانِيُّ: كانَ يُخَاصِمُ في الإِرْجَاءِ، دَاعِيَةٌ، وهو في الحديثِ مُتَمَاسِكٌ، وأفرطَ ابْنُ حِبَّانَ فَقَالَ: كانَ مُرْجِئَاً يقلبُ الأَخْبَارَ، وينفردُ بالمعضلاتِ عَنْ الثِّقَاتِ، اتُّهِمَ بأمرِ سوءٍ فقُتِلَ صَبْرَاً.
          قلتُ: قدْ ذَكَرَ ابْنُ سَعْدٍ أنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ قتلَهُ لما غَلَبَ على الشَّأْمِ، وذكرَ العِجْلِيُّ أنهُ كانَ مع بَنِي أُمَيَّةَ فَلما قَدِمَ بَنُوْ العَبَّاسِ حَرَّانَ قَتَلُوْهُ، وقالَ أَبُوْ دَاوُدَ: كانَ إِبْرَاهِيْمُ الإمامَ عِنْدَ سَالِمٍ الأَفْطَسُ مَحْبُوْسَاً يَعْنِي فماتَ في زمنِ مَرْوَانَ الحِمَارُ، فلمَّا قَدِمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَلِيٍّ حَرَّانَ دَعَا بهِ فَضُرِبَ عُنُقُهُ، انتهى.
          فهذا هو الأمرُ السوءُ الذي زعمَ ابْنُ حِبَّانَ أنه اتُّهِمَ بِهِ، وهو كونُهُ مَالَأَ على قتلِ إِبْرَاهِيْمَ، وأما ما وصفهُ بهِ من قلبِ الأَخْبَارِ وَغَيْرِ ذلكَ فمردودٌ بتوثيقِ الأئمَّة لَهُ، ولم يستطعْ ابْنُ حِبَّانَ أن يُوْرِدَ لهُ حَدِيْثَاً وَاحِدَاً، وليسَ لهُ عِنْدَ البُخَارِيِّ سِوَى حديثَيْنِ: أحدهما [خ¦5680] : حديثُهُ عَنْ سَعِيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: [248/ب] «الشِّفَاءُ فِيْ ثَلَاثٍ» الحديثُ، والآخرُ بِهذا الإسنادِ [خ¦2684] : «أَيُّ الأَجَلَيْنِ قَضَى مُوْسَى» ولكلٍّ مِنْهُمَا ما يشهدُ لَهُ، وروى لهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ إِلَّا التِّرْمِذِيُّ.
          (خ 4) سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ الجَوْهَرِيُّ: من كبارِ شيوخِ البُخَارِيِّ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، والعِجْلِيُّ، وابْنُ سَعْدٍ، والنَّسَائِيُّ، والدَّارَقُطْنِيُّ، وقالَ أَبُوْ دَاوُدَ: ثِقَةٌ غَلِطَ في أحاديثَ.
          قلتُ: لم يُكثرْ عنهُ البُخَارِيُّ بل أخرجَ عنهُ في الجُمُعَةِ [خ¦904] عَنْ فُلَيْحٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلعم كانَ يُصَلِّي الجُمُعَةَ حينَ تَمِيْلُ الشَّمْسُ»، وهذا الحديثُ قد تابعَهُ عليهِ عِنْدَ أَحْمَدَ أَبُوْ عَامِرٍ العَقَدِيُّ، ويُوْنُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ المؤدِّبُ، وَغَيْرُ واحدٍ عِنْدَ غيرِهِ، هذا ما لهُ عنهُ بلا واسطَةٍ، وله عنهُ بواسطةٍ ثلاثةُ أحاديثَ: أحدهَا: في الْمَغَازِي [خ¦4252]، وفي بابِ عُمْرَةِ القضاءِ [خ¦2701]، والآخرُ: في بابِ حِجَّةِ الوداعِ [خ¦4400]، والثَّالثُ: في بابِ الرَّمَلِ في الحجِّ والعُمْرَةِ [خ¦1604]، والأحاديثُ الثَّلَاثَةُ بسندٍ واحدٍ عنهُ عَنْ فُلَيْحٍ / عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، وهذا جميعُ ما له عندَهُ، وروى لهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ.
          (خ ت ق) سَعْدَانُ بْنُ بِشْرٍ الجُهَنِيُّ، يُقَالُ: اسمهُ سَعِيْدٌ، قالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: لَا بَأسَ بِهِ، وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: صَالِحٌ، وقالَ الْحَاكِمُ عَنْ الدَّارَقُطْنِيِّ: ليسَ بالقويِّ.
          قلتُ: لهُ عِنْدَ البُخَارِيِّ حديثٌ واحدٌ في علاماتِ النبوةِ [خ¦3595] بمُتَابَعَةِ إِسْرَائِيْلَ كِلاهُمَا عَنْ سَعْدٍ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ عَنْ مَحِلِّ بْنِ خَلِيْفَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ.
          (ع) سَعِيْدُ بْنُ إِيَاسٍ الجُرَيْرِيُّ البَصْرِيُّ: أحدُ الأثباتِ، قالَ أَبُوْ طَالِبٍ عَنْ أَحْمَدَ: كانَ مُحَدِّثَ أهلِ البَصْرَةِ، وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: تَغَيَّرَ قبلَ مَوتهِ، فمَنْ كتبَ عنهُ قَديماً فسماعُهُ صَالِحٌ، وقالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ: سَمِعْنَا منهُ بعدَ ما تَغَيَّرَ، وقالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ عَنْ كَهْمَسَ: أَنْكَرْنَا الجُرَيْرِيُّ أيامَ الطَّاعُوْنِ، وقالَ ابْنُ حِبَّانَ: اختلطَ قبلَ موتِهِ بثلاثِ سِنِيْنَ، ولم يفحشْ اخْتِلاطُهُ.
          قلتُ: اتَّفَقُوْا على ثقتهِ حَتَّى قالَ النَّسَائِيُّ: هو أثبتُ مِنْ خَالِدٍ الحَذَّاءُ، وقالَ العِجْلِيُّ: عَبْدُ الْأَعْلَى من أَصَحِّهِمْ عنهُ حَديثاً، سمعَ منهُ قبلَ أن يختلطَ بثمانِ سِنِيْنَ، انتهى.
          وَمَا أخرجَ البُخَارِيُّ من حديثهِ إِلَّا عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، وعَبْدِ الوَارِثِ، وبِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ [خ¦1407] [خ¦2654]، وهؤلاءِ سَمِعُوْا منهُ قبلَ الاختلاطِ، نعمْ وأخرجَ البُخَارِيُّ أيضاً من روايةِ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ عنهُ [خ¦5976]، ولم يتحررْ لِيَ أمرُهُ إلى الآنَ هل سمعَ منهُ قبلَ الاختلاطِ أو بعدَهُ؟ لكن حديثَهُ عندَهُ بمُتَابَعَةِ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ [خ¦6273] كِلَاهُمَا عنهُ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيْهِ، وروى لهُ الباقونُ.
          (ع) سَعِيْدُ بْنُ أَبِي سَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ أَبُوْ سَعْدٍ الْمَدَنِيُّ صاحبُ أَبِي هُرَيْرَةَ: مجمَعٌ على ثقتِهِ لكن كان شُعْبَةُ يقولُ: حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ المَقْبُرِيُّ بعدَ أن كَبِرَ، وزعمَ الوَاقِدِيُّ أنهُ اختلطَ قبلَ موتِهِ بأربعِ سنينَ، وتَبِعَهُ ابْنُ سَعْدٍ، ويَعْقُوْبُ بْنُ شَيْبَةَ، وَابْنُ حِبَّانَ، وأنكرَ ذلكَ غيرهُمْ، وقالَ السَّاجِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِيْنٍ: أثبتُ النَّاسِ فيهِ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وقالَ ابْنُ خِرَاشٍ: أثبتُ النَّاسِ فيهِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ.
          قلتُ: أكثرُ ما أخرجَ [249/أ] لهُ البُخَارِيُّ من حديثِ هذينِ عنهُ، وأخرجَ أيضاً من حديثِ مَالِكٍ وَإِسْمَاعِيْلَ بْنِ أُمَيَّةَ وعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ العُمَرِيِّ، وَغَيْرِهِمْ من الكبارِ، ورَوَى لهُ الباقونَ، لكن لم يُخْرِجُوْا من حديثِ شُعْبَةَ عنهُ شَيئاً.
          (ع) سَعِيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ المعروفُ بِسَعْدَوَيْهٍ نزيلُ بغدادَ: من شيوخِ البُخَارِيِّ، قالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: ثِقَةٌ مأمونٌ، ولعلَّهُ أوثقُ مِنْ عَفَّانَ، وقالَ الدَّوْرِيُّ عَنْ ابْنِ مَعِيْنٍ: كانَ أكيسَ مِنْ عَمْرِو بْنِ عَوْنٍ، وقالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيْهِ: كانَ صاحبَ تصحيفٍ ما شئتَ، وقالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يتكلمونَ فيهِ.
          قلتُ: هذا تليينٌ مُبْهَمٌ لا يُقْبَلُ، ولم يكثرْ عنهُ البُخَارِيُّ، نعم رَوَى هُوَ والباقونَ أَيضاً عَنْ رَجُلٍ عنهُ، وجميعُ ما لهُ في البُخَارِيِّ خَمْسَةُ أحاديثَ ليسَ فيها شيءٌ تفرَّدَ بِهِ.
          (خ ت س ق) سَعِيْدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ الثَّقَفِيُّ الْجُبَيْرِيُّ البَصْرِيُّ: وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وابْنُ مَعِيْنٍ، وأَبُوْ زُرْعَةَ، والنَّسَائِيُّ، وقالَ الْحَاكِمُ عَنْ الدَّارَقُطْنِيِّ: ليسَ بالقويِّ يُحَدِّثُ بِأَحَادِيْثَ يُسْنِدُهَا وَغَيْرُهُ يُوْقِفُهَا، واستنكرَ البُخَارِيُّ في ((التاريخِ)) حديثاً من روايتِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، وروى لهُ في الصَّحِيْحِ حديثَيْنِ أحدهُمَا من روايتهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ المُزْنِيِّ عَنْ أَنَسٍ في الأشربةِ [خ¦5584]، / وله شواهدٌ، والآخرُ من رِوَايَتِهِ عَنْ عَمِّهِ زِيَادُ بْنُ جُبَيْرِ بْنُ حَيَّةَ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ الْمُغِيْرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وهو حديثٌ طويلٌ في قصةِ فتحِ المدائنِ أوردَهُ في الجزيةِ مُطَوَّلَاً [خ¦3159]، وفي التوحيدِ مُختصراً [خ¦7530]، وله شاهدٌ من حديثِ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، وأوردَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بسندٍ قويٍّ، وروى لهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ غيرُ أَبِي دَاوُدَ.
          (ع) سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ واسمهُ مِهْرَانُ العَدَوِيُّ أَبُوْ النَّضْرِ البَصْرِيُّ: من كبارِ الأئمَّةِ، وَثَّقَهُ الأئمَّةُ كُلُّهُمْ إِلَّا أنهُ رُمِيَ بالقدرِ، وقالَ العِجْلِيُّ: كانَ لا يَدْعُوْ إليهِ، وكانَ قدْ كَبِرَ [واختلطَ](1)، وقالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنْ ابْنِ مَعِيْنٍ: أثبتُ النَّاسِ في قَتَادَةَ هؤلاءِ الثَّلَاثَةَ: سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، وشُعْبَةُ، وهِشَامُ الدَّسْتَوَائِيُّ، وقالَ أَبُوْ عَوَانَةَ: ما كانَ عِنْدَنَا في ذلكَ الوقتِ أحفظُ منهُ، وقالَ أَبُوْ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: كانَ أحفظَ أَصْحَابِ قَتَادَةَ، وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: كانَ أعلمَ النَّاسِ بحديثِ قَتَادَةَ، وقالَ أَبُوْ زُرْعَةَ: أحفظُ أَصْحَابِ قَتَادَةَ سَعِيْدٌ وهِشَامٌ، وقالَ دُحَيْمٌ: اختلطَ سَعِيْدٌ مُخْرِجُ إِبْرَاهِيْمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنَ الحَسَنِ، وقالَ أَبُوْ نُعَيْمٍ: سَمعتُ منهُ بعدَ ما اختلطَ، وقالَ النَّسَائِيُّ: حدَّثَ سَعِيْدٌ عَنْ جَمَاعَةٍ لم يسمعْ مِنهم شَيئاً، وَهُمْ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَعَمْرُو بْنُ دِيْنَارٍ، وسَمَّى جَمَاعَةً من هذا الضَّرْبِ من أهلِ الكوفَةِ وأهلِ الحِجَازِ.
          قلتُ: لم يخرجْ لهُ البُخَارِيُّ عَنْ غيرِ قَتَادَةَ سِوَى حديثٌ واحدٌ أوردَهُ في كِتَابِ اللباسِ [خ¦5963] مِنْ طريقِ عَبْدِ الْأَعْلَى عنهُ، قَالَ: سمعتُ النَّضْرَ بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ قَتَادَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، فذكرَ حديثَ: «مَنْ صَوَّرَ صُوْرَةً» وقد وافقهُ على إخراجه مُسْلِمٌ، وَرَوَاهُ أيضاً من حديثِ هِشَامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ النَّضْرِ، وأمَّا مَا أخرجَهُ البُخَارِيُّ [249/ب] مِنْ حديثهِ عَنْ قَتَادَةَ فأكثرُهُ من روايةِ مَنْ سَمِعَ منهُ قبل الاختلاطِ، وأخرجَ عَمَّنْ سمعَ منهُ بعدَ الاختلاطِ قَليلاً كَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ، ورَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ، وابْنِ أَبِي عَدِيٍّ، فإذا أخرجَ مِنْ حديثِ هؤلاءِ [انْتَقَى](2) منهُ ما تُوْبِعُوْا عليهِ كَمَا سنبينُهُ في مواضعهِ إنْ شاءَ اللهُ، واحتجَّ بهِ الباقونَ.
          (خ م ت) سَعِيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَشْوَعَ الكُوْفِيُّ: من الفُقَهَاءِ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، والنَّسَائِيُّ، والعِجْلِيُّ، وإِسْحَاقُ بْنُ رَاهُوْيَهٍ، وأما أَبُوْ إِسْحَاقَ الْجَوْزَجَانِيُّ فَقَالَ: كانَ زَائغاً غَالياً يَعْنِي في التَّشَيُّعِ.
          قلتُ: والْجَوْزَجَانِيُّ عالٍ في النَّصبِ فَتَعَارَضَا! وقد احتجَّ بهِ الشَّيْخانِ والتِّرْمذِيُّ، له عندَهُ حديثَانِ أحدُهُمَا مُتَابَعَةٌ.
          (ع) سَعِيْدُ بْنُ فَيْرُوْزَ أَبُوْ البَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ: مَشْهُوْرٌ في التَّابعينَ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وأَبُوْ زُرْعَةَ، وأَبُوْ حَاتِمٍ، والعِجْلِيُّ، وقالَ: كانَ يتشيعُ، وقالَ أَبُوْ دَاوُدَ: لم يسمعْ مِنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ، وقالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لم يسمعْ من عَلِيٍّ، وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: رِوَايتُهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وعُمَرَ، وعَائِشَةَ، وزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ مُرْسَلَةٌ، ولم يسمعْ من رَافِعِ بْنِ خَدِيْجٍ، وقالَ ابْنُ سَعْدٍ: كانَ كثيرَ الحديثِ، ويُرسلُ كَثيراً، فما كانَ من حديثهِ سَماعاً فَهُوَ حَسَنٌ، وَمَا كان «عَنْ» فَهُوَ ضعيفٌ.
          قلتُ: أخرجَ لهُ البُخَارِيُّ حَديثاً وَاحِدَاً [خ¦2246] [خ¦2247] عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ [جَميعاً](3) صَرَّحَ عندَهُ بسماعِهِ فيهِ، واحتجَّ بهِ الباقونَ.
          (خ م س) سَعِيْدُ بْنُ كَثِيْرِ بْنِ عُفَيْرٍ أَبُوْ عُثْمَانَ المَصْرِيُّ: وقد يُنْسَبُ إلى جَدِّهِ مَشْهُوْرٌ مِنْ / شيوخِ البُخَارِيِّ، قالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ، وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ إِلَّا أنهُ كانَ يقرأُ مِنْ كُتُبِ النَّاسِ، وقالَ النَّسَائِيُّ: صَالِحٌ، وابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أحبُّ إِلَيَّ منهُ، وأوردَهُ ابْنُ عَدِيٍّ في ((الكامل)) ونقلَ عَنْ الدُّوْلَابِيِّ عَنْ السَّعْدِيِّ قَالَ: سَعِيْدُ بْنُ عُفَيْرٍ فيهِ غيرُ لونٍ مِنَ البِدَعِ، وكانَ مُخَلِّطَاً غيرَ ثِقَةٍ، ثم تعقبَ ذلكَ ابْنُ عَدِيٍّ فَقَالَ: هذا الذي قالَهُ السَّعْدِيُّ لا مَعْنَى لَهُ، ولا بَلَغَنِي عَنْ أحدٍ في سَعِيْدٍ كلامٌ، وهو عِنْدَ النَّاسِ ثِقَةٌ، ولم ينسبْ إلى بِدَعٍ، ولا كَذِبٍ، ولم أجدْ لهُ بعدَ استقصائي على حديثهِ شَيئاً يُنْكَرُ عليهِ سِوَى حديثَيْنِ رَوَاهُمَا عَنْ مَالِكٍ فَذَكَرهما، وقالَ: لَعَلَّ البلاءَ فِيهما من ابنهِ عُبَيْدِ اللهِ؛ لأنَّ سَعِيْدَ بْنَ عُفَيْرٍ مستقيمُ الحديثِ.
          قلتُ: لم يُكثرْ عنهُ البُخَارِيُّ، وروى لهُ مُسْلِمٌ والنَّسَائِيُّ.
          (ع) سَعِيْدُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ اللَّيْثِيُّ أَبُوْ العَلَاءِ المِصْرِيُّ أصلهُ مِنَ المدينةِ ونشأَ بِهَا ثم سكنَ مصرَ: وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ، والعِجْلِيُّ، وأَبُوْ حَاتِمٍ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، والدَّارَقُطْنِيُّ، وابْنُ حِبَّانَ، وآخرونَ، وشَذَّ السَّاجِيُّ فذكرهُ في ((الضعفاءِ))، ونقلَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ أنهُ قَالَ: ما أَدْرِي أَيَّ شيءٍ حديثهُ يُخَلِّطُ في الأحاديثِ! وتَبِعَ أَبُوْ مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ السَّاجِيُّ فضعَّفَ سَعِيْدَ بْنَ أَبِي هِلَالٍ مُطلقاً، ولم يصبْ في ذلكَ، واللهُ أعلم. احتجَّ بهِ الجماعَةُ.
          (خ س ق) سَعِيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ اللَّخْمِيُّ أَبُوْ يَحْيَى المعروفُ بِسَعَدَانٍ نزلَ دِمَشْقَ وأصلهُ من الكوفةِ: قالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ، وقالَ دُحَيْمٍ: ما هو [250/أ] عِندي ممن يُتَّهَمُ بالكذبِ، وقالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ليسَ بذاكَ، وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مستقيمُ الحديثِ.
          قلتُ: لهُ في البُخَارِيِّ حديثٌ واحدٌ [خ¦4282] من روايتهِ عَنْ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ تُوْبِعَ عليهِ عِنْدَه، رَوَى لهُ النَّسَائِيُّ وابْنُ مَاجَه.
          (خ ت) سَعِيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَهْدِي الحِمْيَرِيُّ أَبُوْ سُفْيَانَ الْوَاسِطِيُّ: مَشْهُورٌ بكنيتهِ، وَثَّقَهُ أَبُوْ دَاوُدَ، وقالَ أَبُوْ بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: كانَ صَدُوْقاً، وقالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: [كانَ](4) متوسطَ الحالِ ليسَ بالقويِّ.
          قلتُ: لهُ في الصَّحِيحِ حديثٌ واحدٌ في تفسيرِ سورةِ ق [خ¦4849] من روايتهِ عَنْ عَوْفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيْرِيْنَ، وله شاهدٌ، وروى له التِّرْمذِيُّ حَديثاً وَاحِدَاً أيضاً.
          (خ م س) سَلْمُ بْنُ زُرَيرٍ أَبُوْ يُوْنُسَ البَصْرِيُّ: وَثَّقَهُ أَبُوْ حَاتِمٍ، وأَبُوْ زُرْعَةَ، والعِجْلِيُّ، وقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كانَ القَطَّانُ يستضعفهُ، وقالَ أَبُوْ دَاوُدَ والنَّسَائِيُّ: ليسَ بالقويِّ، وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يجوزُ الاحتجاجُ بهِ إذا انفردَ. وقالَ الْحَاكِمُ: أخرجَ لهُ البُخَارِيُّ في الأصولِ.
          قلتُ: جميعُ مَا لهُ عندهُ ثلاثةُ أحاديث، أحدها [خ¦3571] : حديثهُ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ في قصةِ نَومهِم عَنْ الصَّلَاةِ في الوادِي، وهو عندَهُ بمُتَابَعَةِ عَوْفٍ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، ووافقهُ مُسْلِمٌ، ولم يخرجْ لهُ غيرُهُ، والثَّانِي [خ¦3241] : بهذا الإسنادِ، والمُتَابَعَةُ حديثُ: «اطَّلَعْتُ فِيْ الجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الفُقَرَاءَ» الحديثُ، والثَّالِثُ [خ¦6172] : حديثهُ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلعم قالَ لابْنِ صَائِدٍ: «خَبَّأْتُ لَكَ خِبْئَاً» ولم يخرجْ لهُ في الأصولِ غيرَ هذا الحديثِ الْوَاحِدِ، مع أنَّ لِهَذَا الحديثَ شواهدٌ كثيرةٌ، واللهُ الموفقُ، وروى لهُ النَّسَائِيُّ.
          (خ 4) سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ الشُّعَيْرِيُّ أَبُوْ قُتَيْبَةَ: وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وأَبُوْ دَاوُدَ، وأَبُوْ زُرْعَةَ، والدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرهم، وقالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيْدٍ: ليسَ هو من جِمَالِ المحاملِ، وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: كانَ كثيرَ الوهمِ.
          قلتُ: لهُ في البُخَارِيِّ ثلاثةُ أحاديثَ، أو أربعةٌ [خ¦909] [خ¦1008] [خ¦6713]، وروى لهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ. /
          (خ ت ق) سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءَ التَّمِيْمِيُّ أَبُوْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكُوْفِيُّ: قالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: ما بهِ بأسٌ، وقالَ أَبُوْ زُرْعَةَ: صَدُوْقٌ، وقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: ليسَ بشيءٍ، وضعَّفَهُ النَّسَائِيُّ.
          قلتُ: لهُ في البُخَارِيِّ حديثٌ واحدٌ في الفضائلِ [خ¦3824]، رَوَاهُ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ الْخَلِيْلِ عنهُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَائِشَةَ في ذكرِ يومِ أُحُدٍ، وأوردَهُ في الْمَغَازِي [خ¦3290] من طريقِ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ نحوهُ، وروى لهُ التِّرْمِذِيُّ وابْنُ مَاجَه.
          (ع) سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ [الكُوْفِيُّ](5) الْمَدَنِيُّ: أحدُ الثِّقَاتِ المشاهيرِ، وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وابْنُ مَعِيْنٍ، وابْنُ سَعْدٍ، والخَلِيْلِيُّ، وآخرونَ، قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ: ندمْتُ أن لا أكونَ أكثرْتُ عنهُ، ونقلَ ابْنُ شَاهِيْنَ في ((كِتَابِ الثِّقَاتِ)) عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ أنه قالَ فيهِ: لَا بَأسَ بهِ لكن ليسَ مِمَّنْ يُعْتَمَدُ على حديثهِ.
          قلتٌ: وهو تليينٌ غيرُ مقبولٍ فقد اعتمدَهُ الجماعةُ.
          (ع) سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ أَبُوْ خَالِدٍ الأَحْمَرُ الكُوْفِيُّ: مَشْهُورٌ، قالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بهِ بَأسٌ، ووَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ، والعِجْلِيُّ، وابْنُ المَدِيْنِيِّ وَغَيْرُهُمْ، وقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: صَدُوْقٌ، وليسَ بِحُجَّةٍ. وقالَ [250/ب] ابْنُ عَدِيٍّ: إِنَّمَا أُتِيَ من سوءِ حفظهِ فيغلطُ ويُخطئُ، وقالَ أَبُوْ بَكْرٍ الْبَزَّارُ: اتَّفَقَ أهلُ العلمِ بالنقلِ أنه لم يكنْ حَافظاً، وأنهُ رَوَى عَنْ الأَعْمَشِ وَغَيْرهِ أحاديثَ لم يُتَابَعْ عَلَيْهَا.
          قلتُ: لهُ عِنْدَ البُخَارِيِّ نحوُ ثلاثةِ أحاديث [خ¦1973] [خ¦6501] [خ¦7398] من روايتهِ عَنْ حُمَيْدٍ، وهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وعُبَيْدِ اللهِ [بْنِ عَبْدِ اللهِ](6) بْنِ عُمَرَ كلها مِمَّا توبعَ عَلَيْهَ، وعَلَّقَ لهُ عَنْ الأَعْمَشِ حَديثاً وَاحِدَاً في الصِّيَامِ [خ¦1141]، وروى له الباقونَ.
          (خ م د س) سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ العُتُكِيُّ أَبُوْ الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيُّ البَصْرِيُّ: وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وأَبُوْ زُرْعَةَ، وأَبُوْ حَاتِمٍ، وآخرونَ، وشَذَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُوْسُفَ بْنِ خِرَاشٍ فَقَالَ: تكلمَ فيهِ النَّاسُ، وهو صَدُوْقٌ، انتهى. ولم نجدْ فيهِ لأحدٍ كلاماً إِلَّا بالتوثيقِ، رَوَى عنه البُخَارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وأَبُوْ دَاوُدَ، وروى له النَّسَائِيُّ بواسطةٍ.
          (خ 4) سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ المعروفُ بابْنِ بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ: قالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: كانَ صَدُوْقَاً مستقيمَ الحديثِ، ولكنه كانَ يروي عن الضعفاءِ والمجاهيلِ، وكانَ في حَدٍّ لو أنَّ رَجُلاً وضعَ لهُ حديثاً لم يفهمْ، وقالَ الآجِرِيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ: هُوَ ثِقَةٌ يُخْطِئُ كَمَا يُخطئ النَّاسُ.
          قلتُ: هُوَ حُجَّةٌ؟ قالَ: الحجةُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وقالَ يَعْقُوْبُ بْنُ سُفْيَانَ: كانَ صحيحِ الكِتَابِ إِلَّا أنهُ كانَ يُحَوِّلُ يَعْنِي ينسخُ من أصلهِ فإنْ وقعَ منهُ شيءٌ فمِنَ النقلِ، وهو ثِقَةٌ. وقالَ الْحَاكِمُ: قلتُ للدَّارَقُطْنِيِّ: أليسَ عندَهُ مناكيرَ؟ قَالَ: بلى حَدَّثَ بها عن قومٍ ضعفاءَ، وأمَّا هو فثِقَةٌ.
          قلتُ: روى عنهُ البُخَارِيُّ أحاديثَ يسيرةً [خ¦3292] [خ¦3737] [خ¦3919] [خ¦4282] [خ¦4640] [خ¦5189] [خ¦6165] من روايتهِ عَنْ الْوَلِيْدِ بْنِ مُسْلِمٍ فقطْ، وروى لهُ مَقْرُوْناً بِمُوْسَى بْنِ هَارُوْنَ البَرْدِيُّ حَديثاً من روايتهِ عَنْ الْوَلِيْدِ أيضاً، وروى لهُ الباقونَ سِوَى مُسْلِمٌ.
          (ع) سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيْرٍ الْعَبْدِيُّ: قالَ النَّسَائِيُّ: لَا بَأسَ بهِ إلا في الزُّهْرِيِّ فإنَّهُ يُخطئُ عَلَيْهِ، وقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: ضعيفٌ، وقالَ الذُّهَلِيُّ والعُقَيْلِيُّ: مضطرِبُ الحديثِ عَنْ الزُّهْرِيِّ، وفي غيرهِ أثبتُ / وقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لم أسمعْ أَحداً قالَ في روايتهِ عَنْ غيرِ الزُّهْرِيِّ شَيئاً، ولهُ عَنْ الزُّهْرِيِّ أحاديثَ صَالِحَةً ولَا بَأسَ بِهِ.
          قلتُ: رَوَى لهُ البُخَارِيُّ منْ حديثهِ عَنْ حُصَيْنٍ [خ¦4751]، وعلقَ لهُ عنْ الزُّهْرِيِّ مُتَابَعَةً [خ¦2014]، وروى لهُ مُسْلِمٌ، والباقونَ.
          (خ د ت ق) سِنَانُ بْنُ رَبِيْعَةَ البَصْرِيُّ البَاهِلِيُّ: قالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: شيخٌ مضطربُ الحديثِ، وقالَ يَحْيَى بْنُ مَعِيْنٍ: ليسَ بالقويِّ، وقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أرجو أنه لَا بَأسَ بِهِ.
          قلتُ: ليسَ لهُ في البُخَارِيِّ سِوَى حديثٌ واحدٌ في كِتَابِ الأطعمةِ [خ¦5450] مَقْرُوْناً بِالجَّعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، ومُحَمَّدِ بْنِ سِيْرِيْنَ ثلاثتهم عن أَنَسٍ، وروى لهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ سِوَى النَّسَائِيُّ.
          (خ د)(7) سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ المِصِّيْصِيُّ صاحبُ التَّفْسِيْرِ: حَكَي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أنهُ حضرَ معهُ عِنْدَ حَجَّاجٍ في سماعِ ((الْجَامِعِ)) لابْنِ جُرَيْجٍ، وكانَ يحملُ حَجَّاجَاً على أن يُدَلِّسَ تدليسَ التسويةِ، وضعفهُ أَبُوْ دَاوُدَ، وأَبُوْ حَاتِمٍ، والنَّسَائِيُّ.
          قلتُ: لم يُثْبِتْ لي أن البُخَارِيَّ رَوَى عنهُ، بل وقعَ في كِتَابِ التَّفْسِيْرِ عندَهُ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الفَضْلِ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فذكرَ حَديثاً في تفسيرِ سورةِ النِّسَاءِ [خ¦4584]، فوقعَ في روايةِ أَبِي عَلِيِّ بْنِ السَّكَنِ وَحْدَهُ في هذا الموضعِ حَدَّثَنَا سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ فذكرهُ، ولم يذكرْ صَدَقَةَ، وقولُ ابْنِ السَّكَنِ شاذٌّ إِلَّا أنه محتملٌ، والذي أظنهُ أنه كانَ [251/أ] في الأصلِ عَنْ صَدَقَةَ وسُنَيْدٍ جَميعاً عن حَجَّاجٍ، فاقتصرَ الجماعةُ على صَدَقَةَ لثقتهِ، واقتصرَ ابْنُ السَّكَنِ على سُنَيْدٍ بقرينةِ التَّفْسِيْرِ، فاللهُ أعلمُ.
          (خ د س) سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ أَبُوْ بِشْرٍ البَصْرِيُّ: وَثَّقَهُ أَبُوْ حَاتِمٍ، والدَّارَقُطْنِيُّ، وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: ربما وَهِمَ وأخطأَ.
          قلتُ: رَوَى عنه البُخَارِيُّ في الصَّحِيْحِ حديثَيْنِ كلاهُمَا عن وُهَيْبِ بْنِ خَالِدٍ أحدهُمَا في الحجِّ [خ¦1712] بمُتَابَعَةِ مُوْسَى بْنِ إِسْمَاعِيْلَ، والآخرُ في الزَّكَاةِ [خ¦1481] بتمامه، وفي الجزيةِ [خ¦3161] مُختصراً، بمُتَابَعَةِ سُلَيْمَانِ بْنِ بِلَالٍ لوُهَيْبٍ [خ¦1482]، وروى عنهُ أَبُوْ دَاوُدَ، وروى لهُ النَّسَائِيُّ.
          (ع) سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ السَّمَانُ: أحدُ الأئمَّةِ الْمَشْهُورينَ المُكْثِرِيْنَ، وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، والدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُمَا، وقالَ أَبُوْ حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حديثهُ ولا يُحْتَجُّ بِهِ، وقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: صُوَيْلِحٌ، وقالَ البُخَارِيُّ: كانَ لهُ أخٌ فماتَ فَوَجَدَ عليهِ فساءَ حفظُهُ.
          قلتُ: لهُ في البُخَارِيِّ حديثٌ واحدٌ في الجِهَادِ [خ¦2840] مقرونٌ بيَحْيَى بْنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ كلاهُمَا عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، وذكرَ لهُ حديثَيْنِ آخرينِ مُتَابَعَةً في الدَّعَوَاتِ [خ¦6329] [خ¦6408]، واحتجَّ بهِ الباقونَ.
          (خ م د س ق) سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ الْأَزْدِيُّ أَبُوْ رَوْحٍ البَصْرِيُّ: أحدُ الأثباتِ، وَثَّقَهُ الأئمَّةُ، وقالَ أَبُوْ دَاوُدَ: كانَ يذهبُ إلى القدرِ، واحتجَّ بهِ الجماعَةُ سِوَى التِّرْمذِيُّ، وليسَ له في البُخَارِيِّ سِوَى حديثَيْنِ أحدهُمَا [خ¦5685] : في الطبِّ، والآخر [خ¦6038] : في الأدَبِ.
          (خ م ت س ق) سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيْعٍ الخُزَاعِيُّ أَبُوْ سَعِيْدٍ البَصْرِيُّ: مَشْهُوْرٌ، وقالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ صاحبُ سُنَّةٍ، وقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ليسَ بمستقيمِ الحديثِ عَنْ قَتَادَةَ خاصَّةً، ولم أرَ أَحَدَاً من / المتقدمينَ نسبَهُ إلى الضعفِ، وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كانَ سِيءَ الأخذِ لا يجوزُ الاحتجاجُ بهِ إذا انفردَ، وقالَ الْحَاكِمُ: نُسِبَ إلى الغفلَةِ وسوءِ الْحِفْظِ.
          قلتُ: لهُ في البُخَارِيِّ حديثَانِ: أحدهما [خ¦5061] : في فضائلِ القرآنِ، وفي الاعتصامِ [خ¦7364] بمُتَابَعَةِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَغَيْرِهِ لهُ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيِّ عَنْ جُنْدُبٍ، والآخرُ [خ¦6376] : في الدعواتِ بمُتَابَعَةِ أَبِي مُعَاوِيَةَ وَغَيْرِهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَائِشَةَ.
          (خ م د س ق) سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَخْزُوْمِيُّ المَكِّيُّ: أحدُ الأثباتِ، قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ عَنْ يَحْيَى القَطَّانِ: كانَ عِنْدَنَا ثَبْتَاً، وقالَ أَبُوْ دَاوُدَ: ثِقَةٌ يُرْمَى بالقدرِ، وقالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثبتٌ، وقالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: أَجمعوا على أنهُ صَدُوْقٌ ثِقَةٌ غيرَ أنه اتُّهِمَ بالقَدَرِ.
          قلتُ: لهُ في البُخَارِيِّ أحاديثَ، أحدها [خ¦5426] : في الأطعمةِ حديثُ حُذَيْفَةَ في آنيةِ الذهبِ بمُتَابَعَةِ الْحَكَمِ وابْنِ عَوْنٍ وَغَيْرِهِمَا عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عنهُ. ثانيها [خ¦1718] : في الحجِّ حديثُ عَلِيٍّ في القِيَامِ على البُدْنِ بمُتَابَعَةِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ وَغَيْرِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عنهُ. ثالثها [خ¦1815] : في الحجِّ أيضاً حديثُ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ في الفديةِ بمُتَابَعَةِ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ وَغَيْرِ واحدٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عنهُ. رابعها [خ¦397] : في الصَّلَاةِ وفي التَّهَجُّدِ [خ¦397] حديثُ ابْنِ عُمَرَ عَنْ بِلَالٍ في صَلَاةِ النَّبِيِّ صلعم، أخرجهُ مِنْ حديثهِ عَنْ مُجَاهِدٍ عنهُ، وله متابعٌ [251/ب] عندَهُ عَنْ نَافِعٍ، وعَنْ سَالِمٍ مَعاً، وهذهِ الأحاديثُ وقعَتْ للبُخَارِيِّ عاليةً من حديثِ مُجَاهِدٍ، فإنه رواهَا عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَنْ سَيْفٍ هذا عَنْ مُجَاهِدٍ، ولم أرَ لهُ عندَهُ من أفرادِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ غيرُ الرَّابِعِ، وقد ذكرتُ أنهُ أخرجَ شاهدَهُ، واللهُ أعلمُ. وروى لَهُ الباقونَ إِلَّا التِّرْمِذِيُّ.


[1] في ت: فاختلط.
[2] في ط: انتفى.
[3] في ت: حديثاً.
[4] سقط من ت و د.
[5] سقط من ت و د.
[6] سقط من ت و د.
[7] كذا رمز له، والذي في التقريب رمز ابن ماجه فقط (ق).