غاية التوضيح

باب قول النبي: «بعثت أنا والساعة كهاتين»

          ░39▒ (بَابُ قَولِ النَّبِيِّ صلعم : بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَة)
          بالرَّفع والنَّصب؛ أيِ: القيامة، و(هَاتَينِ) إلى الإصبعين السَّبَّابةِ والوسطى، فقيل: هو إشارةٌ إلى قربِ المُجاوَرة(1)، وقيل: إلى تفاوت(2) ما بينهما طولَا، وبفضل الوسطى على السَّبَّابة إلَّا بشيْ يسيرٍ، وقيل: التَّفاوُتُ بينهما سبعُ إصبعٍ تقريبًا، فإنَّ عمرَ الدُّنيا سبعةُ آلافِ سنةٍ، وبُعِثَ النَّبيُّ صلعم في آخر السَّادسة، فيكون بين مَبعثِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم وبين السَّاعة ألفُ سنةٍ تقريبًا؛ وهو سبعُ الإصبعِ.
          وفي «القسطلانيِّ»: وقال صاحبُ «الكشف»: إنَّ الذي دلَّتْ عليه الآثارُ أنَّ مدَّةَ هذه الأمَّةِ تزيد على ألفِ سنةٍ، ولا تبلغ الزِّيادة عليها خمس مئة سنةٍ؛ وذلك أنَّه وردَ من طرقٍ: أنَّ مدَّةَ الدُّنيا سبعةُ آلافِ سنةٍ، وأنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم [بُعِثَ في آخر الألفِ السَّادسةِ](3)، ووردَ أنَّ الدَّجَّالَ يخرج على رأس مئةٍ، وينزل(4) عيسى ◙ فيقتله، ثمَّ يمكث في الأرض أربعين سنةً، وأنَّ النَّاسَ يمكثون بعد طلوعِ الشَّمسِ من مغربِها مئةً وعشرين سنةً [وأنَّ بين النَّفختين أربعين سنةً، فهذه المئتا سنةً لا بدَّ منها، والباقي الآنَ من الألفِ سنةٌ وسنتان، وإلى الآن لم تطلعِ الشَّمسُ من مغربِها](5) ولا خرجَ الدَّجَّالُ الذي خروجُهُ قبل طلوعِ الشَّمس بسنين، ولا ظهر المهديُّ الذي ظهورُهُ قبل الدَّجَّال بسبع سنين انتهى


[1] في (أ): (المُجاوَزة)، وهو تصحيفٌ.
[2] كذا في (أ)، وفي «الكرمانيِّ» (23/24): (تقارب).
[3] ما بين معقوفين مثبتٌ من «القسطلانيِّ» (9/288).
[4] في (أ): (ونزل).
[5] ما بين معقوفين مثبتٌ من «القسطلانيِّ» (9/288).