غاية التوضيح

باب السعوط

          ░9▒ (بَابُ السَّعُوطِ بِالْقُسْطِ الْهِنْدِيِّ)
          السَّعوط؛ بفتح المُهمَلة الأولى: الدَّواءُ يُصَبُّ في الأنف، واستعطَ؛ أيِ: استعمل السَّعوطَ بنفسِهِ، وفي بعضِها: <اسْتَعَطَ> (الْقُسْطِ) بضمِّ القاف: هو أصنافٌ؛ فمنهُ العربيُّ الأبيضُ الخفيفُ العطر [و] الرَّائحة، ويُقال له: القُسطُ البحريُّ، ومنه الهنديُّ الأسودُ، المرُّ الطَّعمِ، الخفيفُ الوزن؛ كذا في «الاختيارات البديعة»، والقُسطُ البحريُّ يُجلَب من اليمن، وربَّما يُجلَب من المغرب، وأجودُها البحريُّ، وخيارُهُ الأبيضُ الطَّيِّبُ الرَّائحة، وبعدَهُ الهنديُّ، وفي «النَّفسيُّ شرح المُوجَز»: أصنافُ القُسطِ ثلاثةٌ:
          أحدُها: الهنديُّ، ويُقال له: القرنفليُّ، وهو أسودُ اللَّون، خفيفٌ، حلوٌ.
          وثانيها: الشَّاميُّ، ولونُهُ لونُ خشبِ الشَّمشار، ورائحتُهُساطعةٌ.
          وثالثُها: القُسطُ البحريُّ، وهو خفيفُ عطرِ الرَّائحةِ / مُرُّ الطَّعمِ، أبيضُ اللَّونِ، وقيل: إنَّ الأسودَ الهنديَّ من الأبيض حلوًا، والصَّحيحُ: أنَّ الأبيضَ الحلوَ هو أصلُ نوعٍ من السُّوس، يكون في الرُّوم، ويُربَّى بالبنفسج، وهو المعروفُ بالعراق بأصلِ البنفسج انتهى
          والقُسطُ حارٌّ يابسٌ في الثَّالثة ينفع الفالج والنَّاقض دلكًا بدهنِهِ وصمناد، وينفع كلَّ مرضٍ يحتاج فيه إلى جذبٍ من العمق؛ كعِرقِ النِّساء، ويُدِرُّ البولَ والطَّمثَ يقوَّةٍ، ويقتل حبَّ القرع، وينفع القولنج، ودهنُهُ جيِّدٌ لاسترخاء العصب وبرده، وينفع التَّشنُّج، وينفع وجعَ المعدة والمغص، قيل: يضرُّ بالمثانة، ويصلح بالورد الأحمر والقتد وبدله نصف وزنه عاقر قرحًا؛ كذا في «الاختيارات البديعيَّة».