غاية التوضيح

حديث: مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم

          2787- قوله ╕: (واللهُ أَعْلَمُ بِمَن يُجَاهِدُ في سَبيلِه) جملة معترضةٌ بين المشبَّه والمشبَّه به، (وَتَوَكَّلَ اللهُ) تعالى؛ أي: ضمن يعني إمَّا أن يقتل المجاهد فيدخل الجنَّة وإمَّا أن لا يقتل فيرجع بأجرٍ وغنيمة.
          قوله: (أَوْ يَرْجِعَهُ) بفتح أوَّله؛ أي: أو أن يرجعه إلى مسكنه حال كونه سالمًا (مَعَ أَجْرٍ) واحدة، أو مع (غَنِيمَة) مع أجر، وحذف الأجر من الثَّاني للعلم به، وقد روى مسلمٌ من حديث عبد الله بن عمر ومرفوعًا: «ما من غازيةٍ تغزو في سبيل الله فيصبون الغنيمة إلَّا تعجَّلوا ثلثي أجورهم، وبقي لهم الثُّلث، فإن لم يصبوا غنيمة تمَّ لهم أجرهم» وذلك أنَّ الله تعالى أعدَّ للمجاهد ثلاث كرامات: السَّلامة والغنيمة ودخول الجنَّة، فإذا رجع سالمًا غانمًا فقد حصل له ثلث ما أعدَّ الله له وبقي له عند الله الثُّلث؛ كذا في «القسطلانيِّ».