غاية التوضيح

باب قيام النبي بالليل ونومه وما نسخ من قيام الليل

          ░11▒ (بابُ قيامِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وصحْبِهِ وسلَّم)
          قولُهُ: {الْمُزَّمِّلُ} [المزمل:1] أي: الملتفُّ بثيابِهِ حينَ مجيءِ الوحيِ لهُ؛ خوفًا منهُ؛ لهيبَتِهِ، {قُمِ اللَّيْلَ} [المزمل:2] أي: صلِّ في اللَّيلِ، و{نِصْفَهُ} [المزمل:3] بدلًا من {قليلًا}؛ كذا في «تفسيرُ الجلالينِ»، {أَوِ انقُصْ مِنْهُ} [المزمل:3] أي: منَ النِّصفِ، {قَلِيلًا} [المزمل:3] أي: إلى الثُّلث، {أَوْ زِدْ عَلَيْهِ} [المزمل:4] أي: على النِّصفِ إلى الثُّلثينِ، و(أو) للتَّخييرِ.
          قولُهُ: {قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل:5] أي: قرآنًا شديدًا ومهيبًا؛ لما فيهِ منَ التَّكاليفِ، و(النَّاشئة) مصدر (يشاء) إذا قامَ؛ أي: القيامُ بعدَ النَّومِ، {أَشَدُّ وَطْئًا} [المزمل:6] أي: موافقةَ السمعِ للقلبِ على تفهُّمِ القرآنِ، و{وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزمل:6] أي: أبين قولًا.
          قولُهُ: {سَبْحًا طَوِيلًا} [المزمل:7] أي: تصرُّفًا وتقلُّبًا في مهمَّاتِكَ وشواغلكَ، وفرِّغ نفسَكَ لصلاةِ اللَّيلِ، في «المقاصدِ»: قيامُ اللَّيلِ قيلَ: كانَ فرضًا عليهِ صلَّى اللهُ تعالى عليهِ وآلِهِ وصحبهِ وسلَّم، وعلى أصحابِهِ، حتَّى نُسِخَ بعدَ ستَّةِ أشهرٍ، وبقيَ في حقِّهِ ╕ فرضًا إلى عشرينَ سنةً، ثمَّ خُفِّفَ عنهُ.
          قولُهُ: {أَن لَّن تُحْصُوهُ} [المزمل:20] أي: لن تطيقوا قيامَ اللَّيلِ، ولا يتأتَّى منكم ضبطُ الأوقاتِ وحسابُها بالسَّويَّةِ إلَّا بالمشقَّةِ، {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} [المزمل:20] رخَّصَ لكم في تركِ القيامِ المقدَّرِ، {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} [المزمل:20] أي: فصلُّوا ما تيسَّرَ عليكم من قيامِ اللَّيلِ، وهو ناسخٌ للأوَّلِ، ثمَّ نُسِخا جميعًا بالصَّلواتِ الخمسِ.
          قولُهُ: (بِالحبَشِيَّةِ) أي: باللُّغةِ الحبشيَّةِ.