غاية التوضيح

حديث: كان النبي إذا قام من الليل يتهجد

          1120- قولُهُ: (يَتَهجَّدُ) حالٌ من الضَّميرِ في (قامَ)، و(قالَ) جوابُ (إذا)، والجملةُ الشرطيَّةُ خبرُ (كان).
          قولُهُ: (قَيِّمُ السَّماواتِ) القيِّمُ والقيُّومُ بتدبيرِ الخلقِ، المعطي لهُ ما بهِ قوامُهُ، أو القائمُ بنفسِهِ، المقيمُ لغيرِهِ، و(النُّور) بمعنى المنور.
          قولُهُ: (أَنْتَ الحَقُّ) أي: المتحقِّقُ وجوده.
          قولُهُ: (ولِقاؤكَ) أي: رؤيتكَ في الدَّارِ الآخرةِ، أو لقاء جزائكَ، قيلَ: إنَّما عرَّفَ (الحقَّ) في الأوَّلين للحصرِ؛ لأنَّ اللهَ تعالى ╡ هوَ الحقُّ الثَّابتُ الباقي، وما سواهُ في معرضِ الزَّوالِ، وكذا وعده مختصٌّ بالإنجازِ دونَ وعدِ غيرِهِ، والتَّنكيرُ في البواقي للتَّعظيمِ.
          قولُهُ: (أَسْلَمْتُ) أي: استسلمتُ وانقدتُ لأمرِكَ ونهيكَ، و(تَوَكَّلتُ) أي: فوَّضتُ الأمرَ إليكَ، قاطعًا النَّظرَ عن الأسبابِ العاديَّةِ، و(أثَبتُ) أي: رجعتُ إليكَ مقبلًا بقلبي عليك، و(بِكَ) أي: بما أعطيتَني منَ البرهانِ، (خاصَمتُ) العاند، و(حاكمت) أي: كلُّ من أَبى قبولَ ما أرسلتَني / به؛ حاكمتُهُ إليكَ، وجعلتُكَ الحاكمَ بيني وبينهُ، لا غيرك ممَّا كانت تحاكم إليهِ الجاهليَّةُ من صنمٍ، أو كاهنٍ ونارٍ، وقدَّمَ مجموعَ صلاتِ هذهِ الأفعال عليها؛ إشعارًا بالتَّخصيصِ، وإفادةً للحصرِ، (فاغْفِر) سألَهُ تواضعًا وهضمًا لنفسِهِ، وإجلالًا وتعظيمًا للهِ تعالى، وتعليمًا لأمَّتِهِ.
          قولُهُ: (أَنْتَ المُقَدِّمُ) في البعثِ في الآخرةِ، و(أَنْتَ المُؤَخِّرُ) لي في البعثِ في الدُّنيا، فإنَّهُ صلَّى اللهُ تعالى عليه وآلِهِ وصحبه وسلَّم أُخِّرَ عن الأنبياءِ في الدُّنيا، وقدِّمَ عليهم يومَ القيامةِ بالبعثِ والشَّفاعةِ، و(خَشْرَم) بفتحِ الخاءِ وسكونِ الشينِ المعجمةِ وفتحِ الراء.