انتقاض الاعتراض

باب غزوة ذي القرد

          ░37▒ (غَزْوَةُ ذِي قَرَدٍ)
          وَهِيَ الْغَزْوَةُ الَّتِي أَغَارُوا فِيهَا عَلَى لِقَاحِ النَّبِيِّ(1) صلعم قَبْلَ خَيْبَرَ بِثَلَاثٍ.
          قوله: «بثلاثٍ»(2) غلطٌ؛ فإنَّ خيبر كانت في جمادى الآخرة سنة سبع، وغزوة ذي قَرَد قبل الحديبية.
          قال (ح):(3) مستند البخاريِّ قولُ إياسِ بنِ سَلَمَة بنِ الأَكْوَعِ، فذكر غزوة ذي قَرَد ثمَّ قال في آخرها: «فما لبثنا بالمدينة إلَّا ثلاثَ ليالٍ حتى خرجنا إلى خَيْبَرَ».
          أخرجه مسلم مطوَّلًا بأزيدَ ممَّا ساقه البخاري هنا، وزاد في آخره: «قال سلمةُ: فما لبثنا»، وعلى هذه الزِّيادة اعتمد البخاري.
          قال (ع):(4) هذا لا يصلُح أن يكون مستندًا؛ لأنَّ القرطبيَّ قال: لا يختلف أهل السِّيَرِ أنَّ غزوة ذي قَرَدٍ كانت قبل الْحُدَيْبِية، فيكون ما وقع في حديثِ سَلمة مِن وهمِ بعض الرُّواة.
          قلت: اتِّصافُ(5) الوهمِ بأهل السِّيَرِ أولى مِن اتِّصافه(6) بما وقع في «صحيح مسلم» واعتمد عليه البخاري.


[1] في (س) و(ظ): «رسول الله».
[2] في (س): «ثلاث».
[3] قوله : «(ح)» غير واضحة في (د).
[4] قوله : «(ع)» بياض في (د).
[5] في (د) و(س): «إلصاق ».
[6] في (د) و(س): «إلصاقه ».