التلويح شرح الجامع الصحيح

باب ما يقال إذا أمطرت

          ░23▒ (بَابُ مَا يُقَالُ إِذَا أَمْطَرَتْ)
          (وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {كَصَيِّبٍ}[البقرة:19]: المَطَرُ).
          روينا عن جماعةٍ من أشياخنا، عن ابن رواحٍ، عن ابن بَشْكُوَال، عن أبي عبد الله محمد بن عَتَّابٍ، عن أبي المطرف القنازعي، عن أبي الطيب الحريري قال: أَخْبَرَنَا أبو جعفر الطبري بجميع كتاب التفسير، قال: حَدَّثَنا محمد بن مثنى: حَدَّثَنا أبو صالحٍ: حَدَّثَنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قال: الصَّيِّبُ: المطر.
          وحَدَّثَنِي محمد بن سعدٍ: حدَّثني سلمة: حدَّثني عمِّي: حدَّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ.
          وحَدَّثَنِي موسى: حَدَّثَنا عمرو: حَدَّثَنا أسباط، عن السُّدِّيِّ في خبرٍ ذكره، عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عباسٍ. وعن مُرَّة، عن ابن مسعودٍ عن ناسٍ من أصحاب النبي صلعم.
          قال: وحُدِّثتُ عن المنجاب: حَدَّثَنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضحاك، عن ابن عباسٍ مثله.
          وفي روايته عن الأحمسي: حَدَّثَنا محمد بن عبيد: حَدَّثَنا هارون بن عنترة، عن أبيه، عنه: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ}[البقرة:19] قال: القَطْرُ.
          وعن عطاءٍ وقتادة ومجاهدٍ والربيع بن أنس: الصيب: المطر.
          وقال عبد الرحمن بن زيدٍ: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ}[البقرة:19] قال: أو كغيثٍ من السماء.
          وفي «تفسير الضحاك»: عن ابن عباسٍ جمع إسماعيل بن أبي الزناد: الصَّيِّب: الرزق.
          وقال سفيان: الصَّيِّب: الذي فيه المطر.
          وقال غيره: صاب وأصاب يصوب / كأنه يعني ما روِّيناه عن أبي عبيدة معمر بن المثنى في كتاب «المجاز»: الصيب تقديره من الفعل سيِّد وقيِّمٌ وهو من صاب يصوب ينزل المطر، قال علقمة بن عبدة:
كأنَّهُمُ صابَتْ عليهمْ سحابةٌ                     صَواعِقُها لِطَيرهنَّ دبيبُ
فلا تَعْدِلي بَيْني وبينَ مُغَمَّرٍ                     سقَتكِ رَوايا المُزن حيث تَصوبُ
          وقال رجل جاهلي من عبد القيس يمدح بعض الملوك:
ولست لإنسيٍّ ولكن لِمَلْأَكٍ                     تنزَّلَ من جوِّ السماء يَصوبُ
          وقال أبو إسحاق الزجاج: الصيب في اللغة المطرُ وكلُّ نازلٍ من علو إلى أسفل فقد صاب يصوب.
          وقال الطبري: صيِّبٌ فَيْعِلٌ، وهو في الأصل صَيْوِب، ولكن الواو لما سبقتها ياءٌ ساكنةٌ صُيِّرتا جميعًا ياء مشددة.
          وقال الفرَّاء: هو صَوِيبْ مثل فعِيل.
          وفي «المحكم»: صاب المطرُ صوبًا وانصاب كلاهما انصبَّ، ومطرٌ صوبٌ وصيِّبٌ وصيوبٌ، وصابت السماء الأرض جادتها، وصاب الماء وصوَّبه صبَّه وأراقه، والتصوب الانحدار، والتصويب خلاف التصعيد، والإصابة خلاف الإصعاد.
          وفي «التهذيب» قال شمر: وقال بعضهم: الصيب الغيم ذو المطر.
          وقال المُبَرِّد: وهو من صاب إذا قصد.
          وقال الخطابي: الصيب الماء الكثير الشديد.