التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة

حديث: ما من مسلم تصيبه مصيبة

           ░8▒ ومنها: ما رواه مسلم في أوَّل «كتاب الجنائز» من «صحيحه»:
          من طريق / عُمَرَ(1) بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ ابْنَ سَفِينَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ♦، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقُولُ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ ╡: {إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة:156] اللهُمَّ أُجْرُنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا»، قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلعم ، ثُمَّ قُلْتُهَا... الحديث [م:918] ، هكذا وقع في جميع النسخ، وهو غلط، وصوابه: أوَّل بيت هاجر إلى الله، وزيد فيه لفظ: (رسول) وهمًا؛ إمَّا من النساخ، أو من بعض الرُّواة، فإنَّ أبا سلمة ☺ كان بمكَّة مع النَّبيِّ صلعم ، وهو من أوَّل من هاجر من مكَّة إلى أرض الحبشة مع زوجته أمِّ سلمة ☻، فلم تكن هجرته إلى النَّبيِّ صلعم ، وكذلك أيضًا هجرته إلى المدينة ثانيًا، فإنَّه رجع بأهله إلى مكَّة، ثمَّ هاجر إلى المدينة والنَّبيُّ صلعم مقيم بعد بمكَّة.
          قال ابن إسحاق: هو أوَّل من هاجر إلى المدينة من أصحاب رسول الله صلعم ، فلم تكن هجرته إلى رسول الله صلعم ، ولم ينبِّه على هذا أحدٌ من شرَّاح كتاب مسلم، والله أعلم.


[1] في الأصل: ((محمد))، وهو تحريفٌ.