التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة

حديث: للعبد المملوك الصالح أجران

           ░12▒ ومنها: ما رواه البخاريُّ في «كتاب العتق»، عن بِشْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: عن ابنِ المُباركِ، عن يُونُسَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عن سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ عن أبي هُرَيْرَةَ ☺ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم / : «لِلْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ الصَّالِحِ أَجْرَانِ» وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْحَجُّ [وَبِرُّ أُمِّي](1) لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ.
          فهذا الفصل الأخير مُدرج في الحديث من قول أبي هريرة قطعًا، ولا يجوز أن يكون من قول النَّبيِّ صلعم ، أو يستحيل عليه أن يتمنى(2) كونه مملوكًا، وأيضًا فلم يكن له أمٌّ يَبُرَّها(3) وكأنَّ البخاري لم يبين كونه من قول أبي هريرة ☺ لظهور ذلك، وأنَّه لا يجوز أن يكون من تتمَّة قول النَّبيِّ صلعم ، والحديث في «صحيح مسلم»، من طريق ابن وهب، عن يونس، ولفظه: (وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ).
          وكذلك رواه الحافظ الخطيب من طريق حبَّان بن موسى، عن ابن المبارك، بسند البخاريِّ فانتفى به الإدراج الموهم، وبالله التوفيق.


[1] ما بين معقوفين ليس في الأصل.
[2] في الأصل: ((تمني)).
[3] في الأصل: ((برهان)).