التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة

قصة بئر معونة

           ░7▒ ومنها: ما روى البخاريُّ أيضًا في «كتاب الجهاد»:
          - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرُ الحَوْضِيُّ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسٍ ☺ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلعم أَقْوَامًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ إِلَى بَنِي عَامِرٍ فِي سَبْعِينَ، فَلَمَّا قَدِمُوا؛ قَالَ لَهُمْ خَالِي: أَتَقَدَّمُكُمْ... وذكر قصَّة بئر معونة. [خ¦2801]
          هكذا تتبَّعته في عدَّة نسخ من الأصول: (من بني سُلَيم)، وهو غلط إمَّا من النساخ، أو من بعض الرُّواة، وغفل عنه المصنِّف ☼؛ لأنَّ القوم الذين استشهدوا ببئر معونة كانوا من الأنصار بلا شكٍّ، ولكنَّ المبعوث إليهم هم بنو سُلَيم، وهم: رِعْل وذَكْوَان، وعُصيَّة، وبنو لِحيان، وكلُّهم بطون من بني سُليم، وقد رواه البخاريُّ(1) أيضًا في «المغازي»، عن موسى بن إسماعيل، عن همام، ولم يقل: (من بني سليم)، وأخرجه أيضًا من طريق فيها عن أنس ☺ أَنَّ رِعْلًا وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ اسْتَمَدُّوا رَسُولَ اللهِ صلعم عَلَى عَدُوِّهِمْ، فَأَمَدَّهُمْ بِسَبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ، كُنَّا نُسَمِّيهِمْ القُرَّاءَ فِي زَمَانِهِمْ، كَانُوا يَحْتَطِبُونَ بِالنَّهَارِ، وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ، حَتَّى إذا كَانُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قَتَلُوهُمْ وَغَدَرُوا بِهِمْ...؛ الحديث [خ¦4090]، فهذا هو الصَّواب، وهو المعروف في جميع الكتب، والله أعلم.


[1] في الأصل: ((المبارك)).