التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة

حديث سبيعة الأسلمية

           ░15▒ ومنها: ما رواه النَّسائيُّ في «سننه الكبير»، وفي «المجتبي» أيضًا، قال: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، / عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ زَيْنَبَ ابِنْةَ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَتْهُ عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سَلَمَةَ ♦: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَسْلَمَ يُقَالُ لَهَا: سُبَيْعَةُ كَانَتْ تَحْتَ زَوْجِهَا، فَتُوُفِّيَ عَنْهَا وَهِيَ حُبْلَى، فَخَطَبَهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ فَأَبَتْ أَنْ تَنْكِحَهُ، فَقَالَ: مَا يَصْلُحُ لَكِ أَنْ تَنْكِحِي حَتَّى تَعْتَدِّي آخِرَ الْأَجَلَيْنِ، فَمَكَثَتْ قَرِيبًا مِنْ(1) عِشْرِينَ لَيْلَةً ثُمَّ نُفِسَتْ، فَجَاءَتْ رَسُولَ الله صلعم ، فَقَالَ: «انْكِحِي».
          وهذا الحديث رواه البخاريُّ في «الطلاق» عن يحيى بن بكير، عن الليث بن سعد بهذا السند، وقال فيه: فمكثت قريبًا من عشر ليال، ثم جاءت النَّبيَّ صلعم فقال: «انكحي»، لم يذكر فيه أنَّها نفست بعد أن خطبها أبو السنابل؛ كما هو في رواية النَّسائيِّ، وأخرجه البخاريُّ أيضًا في كتاب «التفسير» من طريق كريب، عن أم سلمة ♦ قالت: قتل زوج سُبيعة الأسلميَّة وهي حبلى، فوضعت بعد موته بأربعين ليلة، فخطبت فأنكحها رسول الله صلعم ، وكان أبو السنابل فيمن خطبها، ففي هذا التصريح بأن خطبته إيَّاها كانت بعد الولادة، وكذلك جاء مصرِّحًا به في عدة طرق، عن سبيعة نفسها ♦، وهو الصَّواب، والله أعلم.


[1] في الأصل: ((و)).