تعليقة على صحيح البخاري

باب تمني الخير

          ░2▒ (بَابُ تَمَنِّي الْخَيْرِ، وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلعم: «لَوْ كَانَ لِي أُحُدٌ ذَهَبًا»).
          فيه أيضًا: تمنِّي الخير وأفعال البرِّ؛ لأنَّه ◙ تمنَّى لو كان [له] مثل أُحُد ذهبًا؛ لأحبَّ أن ينفقه في الطاعة قبل أن يأتي عليه ثلاث، قال: وقد تمنَّى الصالحون ما يمكن كونه وما لا يمكن؛ حرصًا منهم على الخير، وكان من دأبهم لا يتمنَّون(1) علوًّا في الأرض(2) ؛ تصغيرًا لأنفسهم وتحقيرًا لأعمالهم، فتمنَّوا أنَّهم لم يُخلَقوا، وأنَّهم أقلُّ الموجودات، تمنَّى الصِّدِّيق أن يكون بحفرة تأكله الذئاب، وتمنَّى عمر أن [يكون تبنة من الأرض، وقال عمران] بن حصين: وددت أنَّ الله تعالى خلقني شجرة تقضم(3) ، ومرَّت عائشة بشجرة فقالت: يا ليتني كنت ورقة من هذه الشجرة، وقال أبو عبيدة: وددت أنِّي كبش، فذبحني أهلي فيأكلون لحمي ويحسون مرقي، وإنَّما حملهم على ذلك شدَّة الخوف مِن المساءلة والعرض عليه، وعلى قدر العلم بالله تكون الخشية منه.


[1] تكرَّر في (أ): (يتمنَّون).
[2] زيد في (أ): (فتمنَّوا).
[3] في (أ): (تقصم).