تعليقة على صحيح البخاري

باب دعاء العائد للمريض

          ░20▒ (بَابُ دُعَاءِ الْعَائِدِ لِلْمَرِيضِ، وَقَالَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهَا: قال النَّبيُّ صلعم (1) : «اللَّهُمَّ؛ اشْفِ سَعْدًا»): يعني: ابن أبي وقَّاص؛ وذلك أنَّ العلل والأمراض كفَّارات لأهل الإيمان وعقوبات يمحِّص(2) الله بها عمَّن يشاء؛ ليلقوه مطهَّرين من دنس الذُّنوب؛ كما روى أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال: كان الصِّدِّيق يأكل مع رسول الله صلعم ، فنزلت هذه الآية {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}؛ الآية [الزلزلة:7] ، فرفع الصِّدِّيق يده وقال: يا رسول الله؛ إني أجزى بما عملت من مثقال من شرٍّ؟ فقال: «يا أبا بكر؛ ما رأيت في الدُّنيا ممَّا يكره بمثاقيل ذرِّ شرٍّ، ويدَّخر لك مثاقيل الخير حتَّى توفَّاه يوم القيامة»، فإذا كانت العلل والأوجاع إنَّما هي عقوبات على التَّبعات؛ ثبت أنَّه ◙ إنَّما دعا بالشِّفاء من الأمراض لمن لا كبائر له، وكره اختيار الصِّحَّة على البلاء، وفيه: جواز السجع في الدُّعاء والشِّفاء، تقديره: واشف شفاءً.


[1] كذا في رواية أبي ذرٍّ الهروي.
[2] في (أ): (يمحض).