تعليقة على صحيح البخاري

باب مناقب زيد بن حارثة

          ░17▒ (بَاب: مناقب زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ مَوْلَى النَّبِيِّ صلعم)؛ الحديث.
          زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبيُّ مولى رسول الله صلعم ، وهو أوَّل من أسلم من الموالي، وأحدُ من بادر إلى الإسلام، فأسلم من أوَّل يوم، وشهد بدرًا وأحدًا والمشاهد، وكان من الأمراء الشُّهداء، ومن الرُّماة المذكورين، قال ابن عمر: ما كنَّا ندعوه إلَّا زيد بن محمَّد، حتَّى نزلت: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب:5] ، وذكره الله باسمه في القرآن العظيم، مات في غزوة مؤتة، شعر(1) :
بَكَيتُ عَلَى زيدٍ وَلَمْ أَدْرِ مَا فَعَل                     أَحيٌّ فَيُرجَى أَمْ أَتَى دُونَهُ الأَجَل
          وكان البعث الذي بعث فيه أسامة أرسله إلى يُبْنَا(2) ، فهدم فيها وأحرق، وكان وجَّهه قبل مرضه الذي توفِّي فيه، ثمَّ مرض، فقال له أسامة: إنَّ يدي لا تقوى أن أمضي وأنت على هذه الحالة(3) ، فأذن له في التربُّص، فتُوفِّي رسول الله صلعم ، فأراد الصَّحابة أن يمسك أبو بكر ذلك الجيشَ، فقال: ما كنتُ / لأحلَّ آخر عقدٍ عقده رسول الله صلعم بأوَّل عقد أعقده أنا(4) ، وأمره بالخروج، فقال: ما تأمر؟ قال: الأمر ما أمرك به رسول الله صلعم ، وقبل بعثه إلى مؤتة من أرض الشَّام.


[1] (شعر): ليس في (ب).
[2] في النسختين: (بُنْيَا).
[3] في (أ): (الحال).
[4] في (ب): (عقده رسول الله أنا).