الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

باب السحر، وقول الله تعالى {ولكن الشياطين كفروا}

          ░47▒ (باب السِّحْر)
          وهو أمر خارق للعادة صادر عن نفس شريرة لا تتعذر معارضته، وأنكر قوم حقيقته وأضافوا ما يقع منه إلى خيالات باطلة لا حقائق لها. وقال أكثر الأمم من العرب، والروم، والهند، والعجم بأنه ثابت، وحقيقته موجودة وله تأثير، ولا استحالة في العقل في أن الله تعالى يخرق العادة عند النطق بكلام ملفق أو تركيب أجسام ونحوه على وجه لا يعرفه كل أحد، وأراد البخاري إثباته، ولهذا أكثر في الاستدلال عليه بالآيات الدالة عليه، والحديث صريح في المقصود، وفي أنه ممرض حيث قال: شفاني الله. فإن قلت: إذا جاز خرق العادة على يد السَّاحر فبما يتميز عن النبي؟ قلت: بالتحدي وتعذُّر المعارضة، أو بأن السِّحر لا يظهر إلا على يد الفاسق، أو بأنه يحتاج إلى الآلات والأسباب، والمعجزة لا تحتاج إليها. /