الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

باب الحمى من فيح جهنم

          ░28▒ قوله: (فَيْح) بفتح الفاء وبالمهملة سطوع الحرِّ وفورانه، أي الحمى، مأخوذة من حرارة جهنم حقيقة أرسلت إلى الدنيا، أو هو تشبيه، يعني شبه اشتعال حرارة الطبيعة في كونها مذيبة للبدن معذِّبة له بنار جهنم، وكما أن النار تطفأ بالماء كذلك حرارة الحمى تُزال بالماء، واعترض عليه بأن الإطفاء والإبراد يحقن الحرارة في الباطن فيزيد الحمى، فربما يهلك، والجواب أن أصحاب الصناعة الطبية يسلمون أن الحمى الصفراوية بدبر صاحبها يسقى الماء البارد ويغسلون أطرافه به، ونقل عن ابن الأنباري أنه كان يقول: معنى أبردوها بالماء، تصدَّقوا بالماء عن المريض يشفه الله، لما روي: أفضل الصدقات سقي الماء.