الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

باب من شبه أصلًا معلومًا بأصل مبين قد بين الله حكمهما

          ░12▒ قوله: (أَصْلًا) لو قال أمرًا (مَعْلُومًا) لوافق اصطلاح أهل القياس، و(أَصْبَغُ) بفتح الهمزة والموحَّدة وسكون المهملة بينهما، (ابْنُ الفَرَجِ) بفتح الراء وبالجيم، و(أَنْكَرْتُهُ) لأنِّي أبيض وهو أسود، والوُرق _بضمِّ الواو_ جمعٌ والأورق ما في لونه بياضٌ إلى سوادٍ.
          قال: فمن أين تظنُّ أنَّ ذلك البياض جاء إلى إبلك الحمر ؟ و(العرق) الأصل، و(نَزَعَهَا) أي: اجتذبه إليه حتَّى ظهر لونه عليه، و(الاِنْتِفَاءِ) أي: اللعان ونفي الولد مِن نفسه مرَّ في اللعان [خ¦5305]، وأبو بِشرٍ بكسر الموحَّدة واسمه جعفرٌ، و(قَاضِيَتَهُ) في بعضها <قَاضِيَةٌ> بغير الضمير، و(اقْضِي) في أكثر النسخ <اقْضُوا> أي: اقضوا أيُّها المسلمون الحقَّ الذي لله، ودخلت المرأة في هذا الخطاب دخولًا بالقصد الأوَّل، وفي كتب الأصوليِّة ذكروا أنَّ النساء داخلاتٌ في خطاب الرجال لا سيَّما عند القرينة المدخلة فيه.
          فإن قلت: قال الفقهاء: حقُّ الآدميِّ مقدَّمٌ على حقِّ الله. قلت: التقديم بسبب احتياجه لا ينافي الأحقيَّة بالوفاء واللزوم.
          فإن قلت: عقد الباب وما فيه يدلُّ على صحَّة القياس وأنَّه ليس مذمومًا والباب المتقدِّم مشعرٌ بالذمِّ والكراهة. قلت: القياس على نوعين: صحيحٌ مشتملٌ على جميع شرائطه المذكورة في فنِّ الأصول، وفاسدٌ بخلاف ذلك، فالمذموم هو الفاسد وأمَّا الصحيح فلا مذمَّة فيه بل هو مأمورٌ به، وفي الباب دليلٌ على وقوع القياس منه صلى الله وعليه وسلم.