المتواري على أبواب البخاري

باب: إذا حنث ناسيًا في الأيمان

          ░15▒ باب إذا حَنِثَ ناسياً، وقوله تعالى: {ولَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ}(1) [الأحزاب:5]، وقال: {لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ} [الكهف:73]
          288- فيه أبو هريرة (يرفعه)(2): قال(3): «إن الله تجاوز لأمَّتي عما وسوست أو حدَّثت به أنفُسها ما لم تعمل به أو تتكلم». [خ¦6664].
          289- وفيه عبد الله بن عمرو(4): «أنَّ النبي صلعم بينما هو يخطب يوم النَّحر إذ قام إليه رجل فقال: كنتُ أحْسِبُ كذا قبل كذا، ثم قام آخر فقال: يا رسول الله، كنت أحسب كذا؟ فقال النبي صلعم : افعل ولا حرج...» الحديث. [خ¦6665].
          وفيه (عن) ابن عباس مثله.
          290- وفيه أبو هريرة: «أن رجلاً دخل المسجد / يصلي والنبي صلعم في ناحية المسجد، فجاء فسلم عليه، فقال: ارجع فَصلِّ فإنَّك لم تُصلِّ، (فصلى، ثم سلم، فقال: وعليك، ارجع فصلي، فإنك لم تُصلِّ)، فقال في الثالثة: علمني، فقال: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة وكبر واقرأ بما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع رأسك حتى تعتدل(5) قائماً، ثم (اسجد حتى تطمئنَّ ساجداً، ثم ارفع حتى تستوي قائماً، ثم) افعل ذلك في صلاتك كلها». [خ¦6667].
          291- وفيه عائشة: «هُزِم المشركون يوم أحد هزيمة تُعْرَف فيهم(6)، فصرخ إبليس: أي عباد الله! أُخْراكُم، فرجعتْ أولاهم فاجتلَدَتْ هي وأخراهم، فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه، فقال: أبي أَبي، فوالله ما انحجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: غفر الله لكم، فقال عروة: فوالله ما زالت في حذيفة منها بقيَّة خير حتى لَقِي الله». [خ¦6668].
          292- وفيه أبو هريرة: (قال النبي صلعم )(7): «من أكل ناسياً وهو صائم فليتمَّ صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه». [خ¦6669].
          293- وفيه(8) ابن بُحينة: «صلَّى النبي صلعم ، فقام(9) في الركعتين الأُوليين قبل أن يجلس، (فمضى في صلاته، فلما قضى صلاته انتظر الناس تَسْليمه كبَّر فسجد قبل أن يُسَلِّم)(10) ثم رفع (رأسه)(11)، ثم كبَّر وسجد، ثم رفع رأسه، وسَلَّم(12)». [خ¦6670].
          294- وفيه ابن مسعود: «أن النبي صلعم صلى بهم (صلاة) الظهر، فزاد أو نقص(13) منها، فقيل(14): يا رسول الله، أقَصُرَت الصلاة أم نَسِيت؟ فقال: وما ذاك؟ قالوا: صليت كذا وكذا(15)، قال: فسجد بهم، ثم قال: هاتان السجدتان لمن لم يدر زاد في صلاته أو نقص فيتحرَّى الصواب فليتم ما بقي، ثم يسجد سجدتين». [خ¦6671].
          295- وفيه أبي بن كعب: «أنَّه سَمع النبي صلعم يقول: «{لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً} [الكهف:73]» قال: كانتِ الأولى من موسى نسياناً». [خ¦6672].
          296- وفيه البراء: «كان عندهم ضيف، فأمَرَ أهله(16) أن يذبحوا قبل أن يرجع ليأكل ضيفهم، فذبحوا قبل الصلاة، فذكروا ذلك للنبي صلعم ، فأمره(17) أن يعيد الذَّبح». [خ¦6673].
          297- وفيه جُنْدَبٌ: «شهدتُ النبي صلعم صلَّى يوم عيد، ثم خطب، فقال: مَنْ ذبح فليعد مكانها أخرى، ومن لم يكن ذبح فليذبح باسم الله». [خ¦6674].
          [قلتَ رضي الله عنك:] لمَّا كان حكم الناسي قاعدة مختلفاً فيها / وكذلك الجاهل؛ هل يلحق بالناسي أو العامد؟ أطال البخاريُّ الأحاديث المتعارضة فيه، فمنها ما قام النسيان فيه عذراً مطلقاً، ومنها ما كان الخطأ فيه مُلغى وألحِقَ صاحبه بالمتعمد(18)، ومنها ما عُذِر به من وجه(19) دون وجه، والتدبر يبين ذلك (كله)(20)، والله أعلم.


[1] في (ع): «ليس».
[2] بياض في الأصل.
[3] في (ت) و(ع): «قال رسول الله صلعم ».
[4] في (ت) و(ع): «عمر».
[5] في (ت): «تعدل».
[6] في (ع): «فيها».
[7] ليست في (ع).
[8] في (ع): «فيه» بدون واو.
[9] في (ت) و(ع): «بنا فقام».
[10] ليست في (ع).
[11] ليست في (ع).
[12] في (ع): «ثم سلم».
[13] في (ع): «فزاد ونقص».
[14] في (ع): «فقال».
[15] في (ع): «صليت كذلك».
[16] في (ع): «أهلهم».
[17] في (ع): «فأمر».
[18] في (ت) و(ع): «بالتعمد».
[19] في (ت): «من غير وجه».
[20] ليست في (ع).