مصابيح الجامع

باب غزوة ذات الرقاع

          ░31▒ (غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ) وهل (1) تسميتها بذلك باسم جبل هناك فيه بُقَعٌ حُمرٌ وسودٌ وبيضٌ، أو أرضٌ فيها بقعٌ سودٌ وبيضٌ (2) كأنها مرقَّعَة (3)، أو لأنهم لَفُّوا على أرجلهم الخِرَقَ، أو لأنهم رقعوا فيها راياتهم (4)، أو لترقيع صلاةِ الخوف فيها، أو لأن خيلها كان فيها سوادٌ وبياض؟ أقوال.
          (وَهيَ غَزْوَةُ مُحَارِبِ خَصَفَةَ(5)) بفتح الخاء المعجمة والصاد المهملة (6) والفاء وهاء التأنيث، أضيف محارب إليه لقصد التميز؛ لأن محاربًا في العرب جماعة، وهذا ابنُ خَصَفَة.
          (مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ) قيل: الصواب: ((وبني ثعلبة)) بالعطف، نبَّه عليه أبو علي الغساني في «أوهام الصحيحين».
          (وَهيَ بَعْدَ خَيْبَرَ؛ لأَنَّ أَبَا مُوسَى جَاءَ بَعْدَ خَيْبَرَ) هو استشهاد ظاهر، لكن قال الدمياطي: حديث أبي موسى مُشكلٌ مع صحَّته، وما ذهب أحد من أهل السير إلى أنها بعد خيبر.
          قلت: وقع في «شرح الحافظ مغلطاي»: أن أبا مَعْشَر قال: إنها كانت بعد الخندق وقريظة.
          قال مُغْلطاي: وهو من المُعتمدين في السير، وقولُه موافقٌ لما ذكره أبو موسى.


[1] في (ق): ((وقيل)).
[2] ((فيها بقع سود وبيض)): ليست في (د).
[3] في (ج): ((ترفعه))، وفي (ق): ((حريقة)).
[4] في (ق) زيادة: ((خصفة)).
[5] في (م): ((محارب بن خصفة)).
[6] ((المهملة)): ليست في (ج) و(د).