مصابيح الجامع

باب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم

          ░28▒ (بابُ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صلعم مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ) هذا لقبٌ، واسمه: شَيْبَةُ، على الصحيح، قيل: وسُمِّي شَيبَة؛ لأنه وُلد وفي رأسه شَيبة.
          (ابْنِ هَاشِم) لأنه هَشَمَ الثريدَ لقومه في زمن المجاعة، واسمه: عَمْرٌو.
          (ابْنِ عَبْدِ مَنَافِ) اسمه: المغيرة.
          (ابْنِ قُصَيِّ) بضم (1) القاف، تصغير قَصِيٍّ؛ أي: بعيد؛ لأنه بَعُدَ عن (2) عشيرته في بلاد قُضاعة، حين احتملته أُمُّه مع رابِّةِ ربيعةَ بنِ حَرام، وصُغِّر على فُعَيْل (3)؛ لأنهم كرهوا اجتماع ياءات، فحذفوا إحداهنَّ، وهي الثانية (4) التي تكون في فُعَيِّل، نحو قُضَيِّب، فبقي على وزن فُعَيل (5)، مثل(6) : فُلَيْس، ويجوز أن يكون المحذوفُ لام الفعلِ، فيكونَ وزنه: فُعَيًّا، وتكونَ ياء التصغيرِ هي الباقيةُ مع الزائدة، فقد جاء ما هو أبلغُ في الحذف من هذا، وهي قراءة قُنبُل: {يَابَنِي} [البقرة:40]، ببقاء ياء التصغير وحدها، واسمُ (7) قُصَيٍّ: زيدٌ.
          (ابْنِ كِلَابِ) بكسر الكاف وتخفيف اللام، قيل: اسمه حكيم، وقيل: الحكيم (8)، ويقال: عُروة، ويقال: المهذب (9)، ولُقِّب كلابًا (10)؛ لمحبَّته الصيد، وكان أكثرُ صيدهِ بالكلاب.
          (ابْنِ مُرَّةَ بْنِ كعْبِ بْنِ لُؤَيِّ): بالهمز في الأكثر.
          (ابْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ): قيل: إنه لقب، والفِهْرُ من الحجارة: الطويل، واسمه: قُريش، وقيل: بل اسمه: فهر، وقريشٌ لقب له.
          (ابْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ(11)) قال ابنُ الأنباري: هو بكسر الهمزة، وجعله موافقًا لاسم إلياسَ النبيِّ صلعم.
          وحكى السُّهيلي: أنَّ قاسم بن ثابت قال في «الدلائل»: إن الياس ضدُّ (12) الرجاء، / واللام فيه للتعريف، والهمزة همزة وصلٍ (13)، قال السُّهيلي: وهذا أصح.
          (ابْنِ مُضَرَ) ويقال له: مضر الحمراء، ولأخيه ابن ربيعة: الفَرَس؛ لأن أباهما كان أوصى لِمُضَر بقُبَّةٍ حمراء، ولربيعة بفَرَسٍ.
          ومُضر: أوَّلُ من سنَّ الحُداء للإبل، وكان أحسنَ الناس صوتًا.
          (ابْنِ نِزَارِ) بكسر النون من النَّزْر، وهو القليل، وكان أبوه حين وُلد له، ونظر إلى النور الذي بين عينيهِ وهو نور النبوة الذي كان ينتقلُ في الأصلاب إلى محمد صلعم فرح (14) فرحًا شديدًا، ونَحَر وأطَعم، وقال: إن هذا كلَّه نَزْرٌ لحقِّ هذا المولود، فسُمِّي نِزَارًا لذلك.
          (ابْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ) قال القتيبي: وما بعدَ عدنانَ من الأسماء مضطَرَبٌ فيه، فالذي صحَّ عن رسول الله صلعم أنَّه انتسب إلى عدنان لم (15) يتجاوزه.
          قلت: وكأنَّ البخاريَّ اقتصر في رفع النَّسب على ما ذكَره لذلك، وقد رُوي من طريق ابن عبَّاسٍ لمَّا بلغ عدنانَ، قال: كذبَ النَّسابون، مرَّتين، أو ثلاثًا.
          قال السهيليُّ: والأصحُّ في هذا الحديث: أنه من قول ابنِ مسعود، ورُوي عن عُمر ☺ أنه قال: إنما نُنسبُ إلى عدنان، وما فوق ذلك لا ندري ما هو.
          وأصحُّ شيء يُروى (16) فيما بعدَ عدنانَ ما ذكَره الدولابي أبو بشرٍ من طريق موسى بن يعقوبَ بنِ عبد الله بنِ وَهْبِ بنِ زمعةَ (17) الزَّمْعِيِّ عن عمَّتِه، عن أُمِّ سلمة، عن النبي صلعم أنه قال: ((مَعَدُّ بْنُ عدنانَ بنِ أَدَدِ (18) بنِ زنْدٍ (19) اليرى بنِ أعراقِ الثرى)).
          قالت أُمُّ سلمة: فـ((زند)) هو الهميسع، واليرى(20) : هو نَبْتٌ، وأعراقُ الثرى (21) هو: إسماعيل؛ لأنه ابن إبراهيم، وإبراهيمُ لَم تأكله النار كما أن النار لا تأكلُ الثرى.
          قال السهيليُّ: وقوله: ابن الثرى (22) بن إسماعيل؛ من الانتساب إلى الجدِّ البعيد، لا أنه ابنه لصُلبه؛ لأنه لا خلاف في بُعد المُدَّة بين عدنان وإبراهيم، ويستحيل أن يكون بينهما أربعة آباءٍ أو سبعة.


[1] في (د): ((بفتح)).
[2] ((عن)): ليست في (ج).
[3] في (ق): ((بعيد)).
[4] في (م): ((الثمانية)).
[5] من قوله: ((لأنهم... إلى... قوله: فعيل)): ليس في (ج).
[6] في (ق): ((نحو)).
[7] في (د): ((اسمه)).
[8] في (ج): ((حكم... الحكم)).
[9] في (ج) و(د): ((المهلب)).
[10] في (د): ((كلباً)).
[11] من قوله: ((ولقب كلاباً... إلى... قوله: إلياس)): ليس في (ق).
[12] في (ج): ((صد)).
[13] ((وصل)): ليست في (ق).
[14] في (ق) زيادة: ((به)).
[15] في (ق): ((ولم)).
[16] في (ق): ((ويروى)).
[17] ((ابن وهب بن زمعة)): ليست في (ق).
[18] في (ج) و(م): ((أود)).
[19] في (ج) و(م): ((زيد)).
[20] في (د): ((الثريا)).
[21] من قوله: ((قالت أم... إلى... قوله: الثرى)): ليس في (ق).
[22] ((قال السهيلي وقوله ابن الثرى)): ليست في (ق).