الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه

حديث: أشيروا أيها الناس علي أترون أن أميل
     
         1           

  الرواة  
شروح الصحيح
                          
    التالي السابق

4178- 4179- حدَّثنا (1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيانُ قالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ حِينَ حَدَّثَ هَذا الْحَدِيثَ، حَفِظْتُ بَعْضَهُ، وَثَبَّتَنِي مَعْمَرٌ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوانَ بْنِ الْحَكَمِ _يَزِيدُ أَحَدُهُما على صاحِبِهِ_ قالَا: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِئَةً مِنْ أَصْحابِهِ (2)، فَلَمَّا أَتَى ذا الْحُلَيْفَةِ، قَلَّدَ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ وَأَحْرَمَ منها بِعُمْرَةٍ، وَبَعَثَ عَيْنًا لَهُ مِنْ خُزاعَةَ، وَسارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كانَ بِغَدِيرِ الأَشْطاطِ (3) أَتاهُ عَيْنُهُ (4)، قالَ (5): إِنَّ قُرَيْشًا جَمَعُوا لَكَ جُمُوعًا، وَقَدْ جَمَعُوا لَكَ الأَحابِيشَ، وَهُمْ مُقاتِلُوكَ، وَصادُّوكَ عن الْبَيْتِ، وَمانِعُوكَ. فَقالَ: «أَشِيرُوا أَيُّها النَّاسُ عَلَيَّ، أَتَرَوْنَ أَنْ أَمِيلَ إِلَى عِيالِهِمْ وَذَرارِيِّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَصُدُّونا عن الْبَيْتِ؟ فَإِنْ يَأتُونا كانَ اللَّهُ عَزَّ وَجلَّ قَدْ قَطَعَ عَيْنًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَإِلَّا تَرَكْناهُمْ مَحْرُوبِينَ». قالَ أَبُو بَكْرٍ: يا رَسُولَ اللَّهِ، خَرَجْتَ عامِدًا لِهَذا الْبَيْتِ، لَا تُرِيدُ قَتْلَ أَحَدٍ، وَلَا حَرْبَ أَحَدٍ، فَتَوَجَّهْ لَهُ، فَمَنْ صَدَّنا عَنْهُ قاتَلْناهُ. قالَ: «امْضُوا على اسْمِ اللَّهِ».
/


[1] في رواية أبي ذر: «حدَّثني».
[2] في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «من أصحاب النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
[3] في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «الأشظاظ»، و «الأشطاط» بمهملتين وبمعجمتين معًا. وبهامش اليونينية: قال القاضي عياض رَحِمَهُ اللهُ: الأشطاط بفتح أوله وإسكان ثانيه بعده طاء مهملة وألف وطاء أخرى، وهو تلقاء الحديبية، مذكور في حديثها.اهـ. وبهامشها أيضًا: في نسخة الحافظ أبي ذر رَحِمَهُ اللهُ: «بغدير الأشظاظ» بالظاء المعجمة المشالة، وبالطاء المهملة، وكتب (معًا)، وبالطاء المهملة هي رواية أبي الهيثم، وفي الأصل بالظاء المعجمة المشالة، وكذلك في أصل السمعاني عن أبي الوقت، وهو موهم في أصل ابن عساكر وابن الحطيئة، وقال الحافظ أبو القاسم السُّهيلي في «الروض الأُنف»: «الأشطاط» يقال بالطاء المهملة، وبالظاء المعجمة، وذكره الحافظ أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري بطاءين مهملتين، ولم يذكر الظاء المعجمة، وكذلك الحافظ أبو إسحاق ابن قرقول، ذكر ما ذكره الإمام عياض رَضِيَ اللهُ عَنْهُم.اهـ.
[4] بهامش اليونينية: عين النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هو بشر بن سفيان بن عمرو بن عمير الخزاعي، قالَه الحافظان أبو عبيد البكري والسهيلي.اهـ.
[5] في نسخة: «فقال».