مطالع الأنوار على صحاح الآثار

اللام مع القاف

          اللَّام مع القاف
          1147- «اللِّقْحةُ» [خ¦2629] بكسرِ اللامِ، وقد يقال بفَتحِها، وجمعُها لِقَاحٌ بالكسرِ لا غيرُ، وهي ذواتُ الدَّرِ من الإبلِ، يقال لها ذلك بعدَ الولادةِ بشهرٍ وشَهرينِ وثلاثةٍ، ثمَّ هي لَبُونٌ، واللِّقْحةُ اسمٌ لها في تلكَ الحالِ لا صفةٌ، فلا يقال: ناقةٌ لِقْحةٌ، ولكن يقال: هذه لِقْحةٌ، فإن أرادُوا الوصفَ قالوا: ناقةٌ لَقُوحٌ ولَاقِــحٌ، وقد يقال لهنَّ ذلكك وهنَّ حواملُ لم يضعْنَ بعدُ.
          وقد جاء في الحديثِ: «اللِّقْحَةُ» في البقرِ والغنمِ كما جاءت في الإبلِ.
          1148- وفي الرَّضاعِ: «اللّقَاح واحدٌ» بفتحِ اللَّام، ومنهم مَن يكسرُها، وأنكر الحربيُّ الكسرَ، ومَعناهُ: إنَّ ماءَ الفحلِ الَّذي حملتْ به المُرضِعةُ التي أرضعتْهُما واحدٌ، قال الهَروِيُّ: ويحتملُ أن يكون اللَّقَاحُ في هذا الحديثِ بمعنى الإلقاحِ، يقال: ألْقَحَ الفحلُ الناقةَ إلقاحاً ولَقاحاً، فاستُعير لبني آدم.
          وقوله: «نهى عن المَلاقيحِ» يعني: بيعَ الأجنَّةِ في البُطونِ، وهو قولُ ابنِ حَبيبٍ، واحدُها مَلقوحةٌ، وقيل: هو ماءٌ في ظهورِ الفحولِ، وهو قولُ مالكٍ، وهو كلُّه غَرَرٌ، وبيعُ ما لم يوجد [بعدُ].
          وقوله في النَّخلِ: «يُلقِّحُونَه»؛ أي: يجعلونَ الذَّكرَ في الأُنثى وهو الإبارُ، وقد تقدَّم.
          وقولُ البُخاريِّ في تفسيرِ {لَوَاقِحَ}[الحجر:22]: «مَلاقِحَ» [خ¦65-6832]، هو أحدُ الأقوالِ بمعنى مُلقِحة، أو ذاتُ لَقحٍ؛ أي: تُلقِّحُ الشَّجرَ والنَّباتَ، وتأتي بالسَّحابِ، وقيل: «لواقِحُ» حاملاتٌ للسَّحابِ كحملِ النَّاقةِ.
          1149- وقوله في اللُّقَطَة: «ولا تحِلُّ لُقَطَتُها» [خ¦4313] بفتح القافِ، ولا يجوزُ الإسكانُ، هذا هو المعروفُ. وقوله: «التقَطْتُ بُرْدةً»؛ أي: وجَدتُها لُقَطَةً، والالتقاطُ وجودُ الشَّيءِ من غيرِ طَلبٍ له.
          1150- وقوله: «ويُلقِمُ كفَّه رُكْبَتَه» [خ¦6957]؛ أي: يدخلُها فيها ويقبضُ عليها بها.
          1151- وقوله: «ما لم يكن نَقْعٌ(1) أو لَقْلَقةٌ» [خ¦23/33-2035] اللَّقْلَقَةُ: حكايةُ الأصواتِ إذا كَثُرَتْ، واللَّقْلَقُ: اللِّسانُ، كأنَّه يريدُ تردُّدَ اللِّسانِ بالصَّوتِ عند البكاءِ / ونُدبةِ الميِّت.
          1152- وقوله: «ثَقِفٌ لَقِن» [خ¦3905]؛ أي: فَهِمٌ حافظٌ، لَقِنتُ الحديثَ حفظتُه، ويقال: ثَقْفٌ لَقْفٌ بسكون القاف.
          1153- وقوله: «تلقَّفْتُ التَّلبيةَ مِن فِيِّ رسولِ الله صلعم»، كذا لهم.
          وعند السِّجزِيِّ: «تلقَّيتُ» بالياء؛ أي: حفِظتُها بسُرعةٍ، ومنه: {تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ}[الأعراف:117] وتلقَّيتُ أخذتُ وقَبِلتُ، ومنه: {فَتَلَقَّى آدَمُ}[البقرة:37].
          1154- وقوله: «لا يقولَنَّ أحدُكُم... لقِسَتْ نفسي» [خ¦6179]؛ أي: غثَّت، وقيل: ساءَت خُلُقُها، وقيل: خَبُثت، وقيل: نازعتْه ومالت به إلى الدَّعَةِ والكسلِ.
          1155- وقوله: «اكتوَى من اللَّقْوةِ» بفتح اللَّام؛ وهي الرِّيحُ الَّتي تُمِيلُ أحدَ جانبي الفمِ.
          1156- قوله: «ثمَّ لَقِيتُه لُقيَةً أخرى»، كذا رويناه بالضَّمِّ، وثعلبٌ يقوله: «لَقيَةً» بالفتحِ، و«لَقَاةً» أيضاً، {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} [النساء:171] [خ¦3435] أعلَمَها به.
          وقوله: «فضحِكتُ حتَّى أُلقِيتُ إلى الأرضِ»؛ أي: سقَطتُ، واللَّقيُ الشَّيءُ المطروحُ بالأرضِ.
          وقوله: «فأنزَل الله عليه ذاتَ يومٍ فَلُقِيَ» على ما لم يسمَّ فاعلُه، يعني مثل ما تقدَّمَ ذكرُه من الكَربِ بنُزولِ الوَحيِ، كما جاء «إذا أُنزِلَ عليه تربَّدَ وجهُهُ وكُرِبَ».
          وقوله: «ويُلْقَى الشُّحُّ» [خ¦6037]؛ أي: يُجعَلُ في القُلوبِ وتُطْبَعُ عليه، وضبَطناه على أبي بَحرٍ «ويُلقَّى» مُشدَّدُ القاف، بمعنى يُعطَى ويستعمل به النَّاس ويحملوا عليه، كما قيل في قوله تعالى: {وَلَا يُلَقَّاهَا (2) إِلَّا الصَّابِرُونَ} [القصص:80]؛ أي: يُعطَاهَا، وقيل: يوفَّقُ لها.


[1] في هامش (س) حاشية: (النقع رفع الصوت).
[2] في الأصول الخطية: «وما يلقاها»، تبعاً «للمشارق»، وهو خلاف التنزيل.