مطالع الأنوار على صحاح الآثار

اللام مع العين

          اللَّام مع العين
          1135- قوله صلعم لجابر: «فهلَّا بِكْراً تلاعِبُها» [خ¦5247]، و«أين أنتَ من العَذَارَى ولِعابِها» [خ¦5080] : بكسرِ اللام، ورواه أبو الهيثمِ بالضمِّ، كأنَّه ذهَب إلى اللُّعابِ الذي [في الفَمِ و] هو الرِّيقُ، يريد رَشْفَه وامتصاصَه، وقد جاء عن عائشةَ ♦: «يقبِّلنِي ويمصُّ لسانِي، ثمَّ يخرجُ إلى الصَّلاةِ»، وجاء: «هنَّ أعذبُ أفواهاً»، وأمَّا «تُلاعِبُها» فهي من المُلاعَبةِ، هذا هو الأظهرُ فيه.
          قوله: «فكان يلعَبُ به» [خ¦6203] يعني: أبا عُميرٍ بالنُّغَيرِ، هذا هو الأظهرُ، / و [قد] قيل: إنَّ الضَّميرَ المُستترَ في الفعلِ هو للنَّبيِّ صلعم، وإنَّه كان يمازحُ الصَّبيَّ باللَّعبِ بنُغْرِه، وقيل: الهاء في «به» تعود على الصَّبيِّ، والضَّميرُ في «يلعب» يعودُ على النَّبيِّ صلعم؛ أي: كان يمازحُه ◙، وعلى ما جاء في غيرِ مُسلمٍ مُفسَّراً لنُغر «كان يلعَبُ به» [خ¦6203] يكون اللَّاعب الصَّبيُّ، والهاء ضميرُ النُّغرِ، و«اللَّعبُ» بمعنى «اللهو».
          وقوله: «ومعها لُعَبُها» جمع لُعبةٍ؛ وهي صورُ الجواري وغيرِها الَّتي تلعبُ بها الصَّبَايَا، يريد لصِغَرِها.
          1136- و«اللَّعن» [خ¦304] في أصلِه البُعدُ، واللَّعينُ عند العرب المتمرِّدُ المطرودُ من بينهم الذي قد تبرَّؤوا منه؛لتمرُّدِه وخوفِ جرائرِه، ثمَّ [هو] الآنَ المُبعَدُ من رحمة الله.
          وقوله: «اتقوا اللَّاعِنَينِ»، و«اللَّعَّانَينِ»، و«الملاعِنَ الثَّلاثَ»؛ كلُّ ذلك يريدُ مواضعَ الارتفاقِ مِن ظلٍّ وماءٍ وطريقٍ، فإنَّ الجلوسَ فيها للحاجةِ سببٌ لِلَعنِ الجالسين فيها.
          وقوله في اللِّعان: «فذَهبَت لتلْتعِنَ».
          وعند الطَّبريِّ والأسدِيِّ في حديثِ ابنِ أبي شيبةَ: «ليُلَعِّن» بضمِّ الياء وفتح اللام، وفيه: «ثمَّ لعَّنَ في الخامسةِ» بشدِّ العين، وكلُّها صحيحاتُ المعاني؛ أي: كرَّر اللَّعنةَ كما جاءت به الشَّريعةُ.