مطالع الأنوار على صحاح الآثار

اللام مع الطاء

          اللَّام مع الطَّاء
          1121- قوله: «تَلُطُّ حَوْضَها» في «المُوطَّأ».
          وفي مسلمٍ : «يَلوطُ حَوْضَهُ» كذا للخُشَنيِّ، وللصَّدَفيِّ: «يُلِيطُ» [خ¦6506]، ولغيرهما: «يَلُطُّ» بالياء، والمعنى مُتقارب، يقال: لطَّه ألصقَه بالطِّين حتَّى يسدَّ خلَلَه، واللَّطُّ اللُّصُوقُ والإلصاقُ، ولاطَه أصلَحه بأن يُلصِقَ به الطِّينَ، ولاطَ الشَّيءُ بالشَّيءِ لصِقَ به، وألَطْتُه به أَلصَقتُه، أُلِيطُه.
          1122- قوله: «اللَّطْخُ» [خ¦86 /43-10178] هو التُّهمةُ / وإلصاقُ الشَّرِّ إلى المَلطُوخِ، كمن لُطخ بلُصوقٍ.
          وقول أبي طلحةَ: «تَرَكتنِي حتَّى تَلطَّخْتُ»؛ أي: تنجَّسْتُ وتقذَّرْتُ بالجماعِ، يقال: فلان لطِخٌ؛ أي: قذِر، ويحتمل أن يريد؛ أي: حتَّى تلبَّسْتُ بما تلبَّسْتُ به ممَّا لا ينبغي أن يلبسَ به مَن أُصيبَ بمثلِ ما أُصِبتُ به.
          1123- قولها: «ولا أرى منه اللَّطَفَ الذي كنتُ أعرفُه» [خ¦4141]، كذا رويناه بفتح اللَّام والطَّاء، وهو البِرُّ والتَّحفِّي في رفقٍ ولينٍ، ويقال: لُطْفٌ أيضاً.
          ومن أسمائه «اللَّطِيفُ» وهو البرُّ بعبادِه من حيثُ لا يعلمون، وقيل: العالمُ بخفيَّاتِ الأمورِ والمَصالحِ، وقيل: هو الَّذي لَطُف عن أن يُدرَك بالكَيفيةِ، أو غَمُضَ وخفي.
          1124- و [جاء] في شعرِ حسَّانَ: «يُلَطِّمُهنَّ بالخُمُرِ النِّساءُ»؛ أي: يَنْفُضْنَ ما عليها من الغُبارِ ويَضرِبنَها بذلك، فاستعارَ لها اللَّطْمَ، قلت: وقيل: يَمسَحنَ وجوهَها فقط من اللَّطِيمِ من الخيلِ، وهو بياضٌ في وجهِه(1).
          ويُروَى: «يُطَلِّمُهُنَّ»، وهو النَّفْضُ أيضاً، وقال ابنُ دُريدٍ: الطَّلْمُ ضربُكَ الخُبزةَ بيدكَ لتنفُضَ الرَّمادَ عنها، والطُّلْمة خُبزَةُ المَلَّة، قال ابنُ سراجٍ: وكذا روَاه الخليلُ وأنكر رِوايةَ: «يُلَطِّمُهنَّ».


[1] في غير (ن): (وجهه أحد)، كذا، وهي من زيادات ابن قرقول على «المشارق»، وفي كتاب «العين»: (واللَّطيمُ من الخيل: الذي يأخذ خدَّيه بياضٌ). انتهى.