المعلم بشيوخ البخاري ومسلم

محمد بن يزيد بن رفاعة

          248- محمَّد بن يزيدَ بن رِفاعة أبو هشام الرفاعيُّ الكوفيُّ، قاضي بغداذ، مات بها، وهو قاضيها في دولة المستعين سنة ثمانٍ وأربعين ومئتين.
          روى عن: أبي عبد الرحمن محمَّد بن فُضيل بن غزوان الضَّبِّيِّ الكوفيِّ.
          تفرَّد به مسلمٌ، روى عنه في (كتاب الزكاة) مقرونًا بأبي كريب، وفي (الفتن) مقرونًا بمَشكدانة.
          وقد روى عن: أبي الأحوص سلَّام بن سُليم الحنفيِّ، وأبي بكر بن عيَّاش بن سالم الأسَديِّ، وأبي خالد سليمان بن حيان الأحمر، وأبي عمرَ حفص بن غياث النَّخَعيِّ، وأبي تُميلَةَ يحيى بن واضح الأنصاريِّ مولاهمُ المَروزيِّ، وأبي هشام عبد الله بن نمير الهَمْدانيِّ، وأبي محمَّد عبد الله بن إدريسَ الأوديِّ، وأبي معاويةَ محمَّد بن خازم الضرير، وأبي أسامةَ حمَّاد بن أُسامة القُرشيِّ الكوفيِّ، وأبي محمَّد عبد الرحمن بن محمَّد المحاربيِّ الكوفيِّ، وأبي سفيانَ وكيع بن الجرَّاح الرُّؤاسيِّ الكوفيِّ، وأبي زكريَّا يحيى بن اليمان العِجليِّ الكوفيِّ، وغيرِهم.
          روى عنه: أبو إسماعيلَ محمَّد بن إسماعيلَ بن يوسفَ السلميُّ التِّرمذيُّ، وأبو بكر أحمدُ بن زهير بن حرب البغداذيُّ، وأبو عبد الرحمن بقيُّ بن مَخْلد الأندلسيُّ، وأبو القاسم عبد الوهَّاب بن عيسى بن أبي حيةَ الورَّاق، وأبو يَعلى المَوصليُّ، وأبو عيسى التِّرمذيُّ، وأبو القاسم البغويُّ، وأبو جعفرٍ الطبريُّ، وأبو العبَّاس السَّرَّاج، وأبو محمَّد ابن صاعد، وغيرُهم.
          وقال أبو عبد الرحمن النَّسويُّ: محمَّد بن يزيد أبو هشام الرفاعيُّ ضعيفٌ.
          وقال ابن أبي حاتم / الرازيُّ: سألت أبي عنه فقال: ضعيفٌ يتكلَّمون فيه، هو مثل مسروق بن المزُربان.
          وسئل ابن نمير عن أبي هشام الرفاعيِّ فقال: كان أضعفَنا طلبًا، وأكثرَنا غرائبَ.
          وذكره أبو أحمد محمَّد بن محمَّد بنِ أحمدَ بنِ إسحاقَ الحاكم فقال: ليس بالقويِّ عندَهم، تركه أبو عبد الرحمن النَّسويُّ.
          وقال أيضًا أبو أحمد الحاكم: أخبرنا أبو العبَّاس الثَّقَفيُّ قال: حدَّثنا محمَّد بن إسماعيلَ _يعني: البُخاريَّ_ وسئل عن أبي هشام فقال: رأيتُهم مجتمعين على ضعفه.
          وقال أبو أحمد عبد الله بن عديٍّ الجُرجانيُّ سمعت عبدان يقول: كنَّا مع أبي بكر ابن أبي شيبةَ في جنازة عبد الله بن برَّاد الأشعريِّ فأقبل أبو هشام راكبًا دابَّته قد خضب بالحِناء، فقلتُ: يا أبا بكر؛ ما تقولُ في أبي هشام؟ قال: انظر إليه ما أحسن خِضابَه.
          وقال أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفيُّ: أبو هشام الرفاعيُّ كوفيٌّ لا بأس به، صاحبُ قُرآنٍ.
          وذكر ابن أبي خيثمةَ قال: سمعت محمَّد بن يزيدَ الرفاعيَّ يقول: مات أبو الأحوص سنةَ تسع وسبعين، وصلى على أبي الأحوص حفصٌ وكبَّر عليه أربعًا، وصليتُ خلفَه وأنا ابن عشرُ سنين، ولدتُ سنةَ تسعٍ وستين.
          وقال أيضًا ابن أبي خيثمةَ: سمعتُ محمَّد بن يزيدَ يقول: ما رأيتُ وكيعًا قطُّ ضَحِكَ إلَّا مرَّةً، وقد صحبتُه نحوًا من اثنتي عشرةَ سنةً، وكان إذا جلس جلسةً لم يتحوَّل عنها.
          قال: وحدَّثنا محمَّد بن يزيدَ قال: قال لنا وكيع بن الجرَّاح يومًا: ما تقولون في سماع هؤلاء الذين على باب الدار وفي الدهليز يستمعون منِّي ولا يروني؟ قال: فلم ندرِ ما نقول، قال: هم بمنزلة العُميان، يسمعون ولا يرون.
          ثم قال: سمعت محمَّد بن يزيد يقول: سمعت من أبي بكرٍ الحنفيِّ ولم أَرَه، وانصرفتُ وما رأيتُه.