المعلم بشيوخ البخاري ومسلم

محمد بن عبد الله بن إسماعيل

          213- محمَّد بن عبد الله بن إسماعيلَ، ابنُ أبي الثلج أبو بكر، وقيل: أبو عبد الله البغداذيُّ نزيلُ الرَّيِّ، وقيل: أصله من الرَّيِّ، وكان من أصحاب ابن حنبل، وعبدُ الله والدُ / [محمَّد هو] المكنَّى بأبي الثلج.
          روى محمَّد هذا عن: أبي عبد الله محمَّد بن عبد [الله] الأنصاريِّ.
          تفرَّد به البُخاريُّ، روى عنه في (بدوّ الخلق) فقال: حدَّثنا محمَّد بن عبد الله بن إسماعيلَ قال: حدَّثنا محمَّد بن عبد الله الأنصاريُّ، عن ابن عَون قال: أنبأنا القاسمُ، عن عائشة قالت: مَن زعم أنَّ محمَّدًا صلى الله عليه رأى ربَّه؛ فقد أعظم، ولكن رأى جبريلَ في صورتِه وخلقِهِ سادًّا ما بين الأُفُق.
          وقد سقط (محمَّد بن عبد الله بن إسماعيلَ) هذا من رواية أبي زيد المَروزيِّ في رواية الأصيليِّ والقابِسيِّ عنه.
          وثبت في نسخة عُبدوس بن محمَّد، عن أبي زيدٍ المذكور، وكان في نسخة الأصيليِّ ثابتًا، لكن ضَرَبَ عليه إعلامًا منه بأنَّه سقط عن أبي زيدٍ وثبتَ لأبي أحمد محمَّد بن محمَّد الجُرجانيِّ، وأبي عليٍّ ابن السَّكَن، وأبي ذرٍّ الهَرَويِّ، عن مشايخه الثلاثة.
          وثبت أيضًا في نسخةٍ عن النسفيِّ، وذكر أبو محمَّد عبد الغني بن سعيد المِصريُّ في «المؤتلف والمختلف» له أبا بكر محمَّد بن أحمد ابن أبي الثلج فقال: وجدُّه محمَّد بن عبد الله بن إسماعيلَ، حدَّث عنه البُخاريُّ في «الصحيح».
          قال محمَّدٌ: وقد روى محمَّد بن عبد الله بن إسماعيلَ هذا عن: أبي النضر هاشم بن القاسم البغداذيِّ، وأبي محمَّد يونس بن محمَّد المؤدِّب البغداذيِّ، وأبي الفضل يحيى بن غيلان بن عبد الله الخزاعيِّ البغداذيِّ، وأبي محمَّد روح بن عبادة القيسيِّ البصريِّ، وأبي سهل عبد الصمد بن عبد الوارث العَنْبريِّ البصريِّ، وأبي محمَّد سعيد بن عامر العُجيفيِّ المعروف بالضُّبَعيِّ، وأبي عبد الله مصعب بن المِقدام الخثعميِّ الكوفيِّ، وأبي عليٍّ الحسن بن موسى الأشيب الكوفيِّ قاضي المَوصل، وغيرِهم.
          روى عنه: أبو حاتم الرازيُّ، وأبو / عيسى التِّرمذيُّ، وأبو محمَّد عبد الله بن عليِّ بن الجارود النِّيسابوريُّ، وابن ابنه أبو بكر محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن عبد الله ابنُ أبي الثلج، وغيرُهم.
          مات في سنة سبعٍ وخمسين ومئتين.
          وقال ابن أبي حاتم: كتبتُ عنه مع أبي في سنة أربعٍ وخمسين ومئتين، وهو صدوقٌ.
          حدَّثني أبو عبد الله محمَّد بن سعيد الأنصاريُّ، قراءةً منِّي عليه، قال: حدَّثنا عبد الرحمن بن محمَّد: حدَّثنا أبي: حدَّثنا عبد الرحمن بن مروانَ: حدَّثنا الحسن بن يحيى القُلزَميُّ: حدَّثنا ابن الجارود قال: حدَّثنا محمَّد بن عبد الله بن إسماعيلَ البغداذيُّ، قال: حدَّثنا يحيى بن عجلان بن عبد الله الخُزاعيُّ قال: حدَّثنا يزيدُ بنُ زُريعٍ، عن التيميِّ، عن أنسٍ: أنَّ النبيَّ صلعم إنَّما سَمَرَ أعينَهُم لأنَّهم سَمُروا أعيُنَ الرُّعاةِ.
          وقال أبو عيسى التِّرمذيُّ في مصنفه: حدَّثنا محمَّد بن عبد الله ابنُ أبي الثلج رجلٌ مِن أهل بغداذ أبو عبد الله صاحبُ أحمدَ ابنِ حنبل: حدَّثنا يونُس بن محمَّدٍ: حدَّثنا سعيد بن زربي، عن عاصمٍ الأحول وثابتٍ، عن أنسٍ قال: دخل النبيُّ صلعم المسجدَ ورجلٌ قد صلَّى وهو يدعو، وهو يقول في دعائِه: اللَّهُمَّ لا إله إلَّا أنت المنَّانَ، بديعَ السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام، فقال النبيُّ صلعم: «تدرون بما دعا الله؟ دعا الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سُئل به أَعطى».
          قال أبو عيسى: هذا حديث غريب من حديث ثابت، عن أنس، وقد رُوي من غير هذا الوجه عن أنس.