المعلم بشيوخ البخاري ومسلم

محمد بن يوسف بن واقد أبو عبد الله الضبي

          241- محمَّد بن يوسفَ بن واقد أبو عبد الله الضَّبِّيُّ مولاهمُ الفِريابيُّ، من أهل خُراسانَ، سكن قيساريَّة من ساحل الشام.
          مات في شهر ربيع الأوَّل سنة ثنتي عشرةَ ومئتين، قاله البُخاريُّ.
          روى عن: أبي عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوريِّ الكوفيِّ، وأبي عبد الله مالك بن مغول البَجليِّ الكوفيِّ، وأبي عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن يُحمِد الأوزاعيِّ الشاميِّ البيروتيِّ، وأبي بِشر ورقاء بن عُمر بن كليب اليَشْكُريِّ _ويُقال: الشيبانيُّ_ الخوارزميِّ نزيلِ المدائن، وأبي يوسفَ إسرائيلَ بنِ يونسَ بن أبي إسحاقَ الهَمْدانيِّ.
          تفرَّد به البُخاريُّ، روى عنه في (العلم) وفي غير موضعٍ من «الجامع».
          وروى عن إسحاق غيرَ منسوب، عنه في (الصلاة) وفي (تفسير سورة النور)، وهو عندي إسحاق بن منصور الكَوسَج.
          فقد روى مسلمٌ في «مسنده الصحيح» عن إسحاقَ بن منصور، عن محمَّد بن يوسف الفِريابيِّ هذا.
          وروى أيضًا الفِريابيُّ عن: أبي إسماعيلَ إبراهيمَ بن أبي عبلةَ _واسم أبي عبلةَ شمر_ بن يقظان المرتحل العقيليِّ الرمليِّ، وأبي الصلت زائدةَ بنِ قدامةَ الثَّقَفيِّ الكوفيِّ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الشاميِّ الزاهد، وغيرِهم.
          روى عنه: أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيمَ الدِّمشقيُّ المعروف بدُحَيم بن الهيثم، وأبو الحسن أحمد بن عبد الله بن أبي الحواري الزاهد، وأبو بكر محمَّد بن سهل بن عسكر البُخاريُّ، وأبو عبد الرحمن سلمة بن شبيب النِّيسابوريُّ، وأبو بكر محمَّد بن عبد الملك بن زنجويه القُشيريُّ، وأبو عبد الله محمَّد بن يحيى بن عبد الله الذُّهْليُّ، وأبو سليمانَ يحيى بن عثمانَ بن سعيد بن كثير بن دِينار القُرشيُّ، وأبو عبد الملك القاسم بن عثمانَ الجُوعيُّ الدِّمشقيُّ، وإبراهيم بن الوليد بن سلمةَ الأزديُّ الطبرانيُّ، وأبو بكر عبد الله بن محمَّد بن سعيد بن أبي مريم الجُمحيُّ، وغيرُهم.
          وهو عندهم ثقةٌ / أحد الفقهاء، إلَّا أنَّه أخطأ في أحاديث.
          ذكره أبو أحمد بن عديٍّ الجُرجانيُّ في «الكامل» فقال: والفِريابيُّ له عن الثوريِّ إفرادات، وله حديثٌ كثيرٌ عنِ الثوريِّ، وقد قُدِّم الفِريابيُّ في سفيانَ الثوريِّ على جماعةٍ مثلِ عبد الرزَّاق ونُظرائِه، وقالوا: الفِريابيُّ أعلم بالثوريِّ منهم.
          ورحل إليه أحمد ابن حنبل، فلمَّا قرُب من قيساريَّة نُعِيَ إليه فعَدَلَ إلى حمصَ، وكان رحلتُه إليه قاصدًا، قال: والفِريابيُّ هو صدوقٌ لا بأس به.
          وقال أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالحٍ الكوفيُّ قال: أبي: أخطأ الفِريابيُّ في خمسين ومئةِ حديثٍ فيما حكى لي بعضُ البغداذيِّينَ، ثم قال: قال أبي: محمَّد بن يوسفَ الفِريابيُّ ويحيى بن آدم وأبو أحمد الأسديُّ وقَبيصة بن عُقبةَ ومعاوية بن هشام ثقاتٌ، وهم في الرواية قريبٌ بعضُهم من بعض، وأبو نعيم ووكيع بن الجرَّاح وعبيد الله الأشجعي ويحيى بن سعيد القطَّان وعبد الرحمن بن مهديٍّ وأبو داودَ الحفريُّ أثبت في حديث سفيان من الفِريابيِّ وأصحابِه.
          وقال ابن أبي خيثمةَ، وسمعت يحيى بن معين وسُئل عن أصحاب الثوريِّ أيُّهم أثبتُ؟ قال: هم خمسةٌ: يحيى بن سعيد، ووكيع بن الجرَّاح، وعبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهديٍّ، وأبو نُعيم الفضل بن دُكَين، فأمَّا الفِريابيُّ وأبو حذيفة وقبيصة وعبيد الله _يعني: ابنَ موسى_ وأبو عاصمٍ وأبو أحمد الزُّبيريُّ وعبد الرزَّاق وطبقتُهم؛ فهُم كلُّهم في سفيانَ بعضُهم قريبٌ مِن بعضٍ، وهم ثقةٌ كلُّهم دونَ أولئكَ في الضبطِ والمعرفةِ.
          وقال ابن أبي حاتم الرازيُّ: أخبرنا عبد الله بن محمَّد بن عمرو الغَزِّيُّ قال: سمعتُ أبا عمير _يعني: عيسى بن محمَّد الرمليَّ_ يقول: سألتُ يحيى بن معين قلتُ: أيُّهما أحبُّ إليك: كتابُ الفِريابيِّ / أو كتابُ قبيصة؟ قال: كتابُ الفِريابيِّ، ثم قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنِ الفِريابيِّ فقال: صدوقٌ، وهو ثقةٌ، ثمَّ قال: سألتُ أبا زُرعةَ عنِ الفريابيِّ ويحيى بن اليمان فقال: الفِريابيُّ أحبُّ إليَّ مِن يحيى بن اليمان.
          حدَّثني أبو العبَّاس أحمد بن خليل السَّكونيُّ قراءةً منِّي عليه، قال: حدَّثنا أبو بكر يحيى بن محمَّد: حدَّثنا أبو محمَّد بن غياث: حدَّثنا أبي: حدَّثنا أبو مطرف القنازعيُّ: حدَّثنا أبو محمَّد القُلْزُميُّ: حدَّثنا ابن الجارود. وحدَّثني أبو عبد الله محمَّد بن سعيد بن زرقون الأنصاريُّ قراءةً منِّي عليه: حدَّثنا أبو محمَّد عبد الرحمن بن محمَّد بن عتَّاب: حدَّثنا أبو القاسم حاتم بن محمَّد التميميُّ: أخبرنا أبو الحسن عليُّ بن محمَّد القابِسيُّ: حدَّثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن محمَّد بن عبد المؤمن النِّيسابوريُّ قال: حدَّثنا أبو محمَّد عبد الله بن عليِّ بن الجارود النِّيسابوريُّ قال: حدَّثنا محمَّد بن يحيى قال: حدَّثنا محمَّد بن يوسفَ قال: حدَّثنا الأوزاعيُّ قال: حدَّثني الزُّهريُّ قال: حدَّثني عطاء بن يزيدَ الليثيُّ قال: حدَّثني أبو سعيدٍ الخدريُّ قال: جاء أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلعم فسأله عنِ الهجرة، فقال: «ويحك؛ إنَّ الهجرةَ شأنُها شديدٌ، هل لك مِنْ إِبِلٍ؟» قال: نعم، قال: «فتعطي صدقتَها؟» قال: نعم، قال: «تمنح منها؟» قال: نعم، قال: «فتحلبها يومَ وردِها؟» قال: نعم، قال: «فاعمل من وراء البحار؛ فإنَّ اللهَ لن يَتِرَكَ مِنْ عَمَلِكَ شيئًا».