المعلم بشيوخ البخاري ومسلم

محمد ابن مرزوق

          196- محمَّد ابن مرزوق(1) بن بُكير أبو عبد الله الباهليُّ البصريُّ ابنُ بنت مهديِّ بن ميمون.
          روى عن: أبي محمَّد روح بن عبادة القيسيِّ، وأبي عثمان محمَّد بن بكر بن عثمانَ البُرْسانِيِّ، وأبي محمَّد بشر بن عمر الزهرانيِّ البصريِّ.
          تفرَّد به مسلمٌ، روى عنه في (كتاب الحج) و(الاستئذان) و(الفتن) وغير ذلك.
          وقد روى عن: أبي محمَّد عثمان بن عمر بن فارس البصريِّ، وأبي محمَّد عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصريِّ، وأبي عبد الله محمَّد بن عبد الله بن المُثنَّى الأنصاريِّ، وأبي خالد يزيدَ بنِ هارونَ السلميِّ الواسطيِّ، وأبي عتاب سهل بن حمَّاد العَقَدِيِّ الدلال، وأبي عبد الرحمن مؤمّل بن إسماعيلَ البصريِّ نزيلِ مكَّةَ، وأبي داودَ سليمانَ بنِ داودَ الطَّيالِسيِّ، وأبي سهل حاتم بن ميمون السقطيِّ العابد، / وأبي عثمان عمرو بن محمَّد بن إدريسَ الخزاعيِّ مولاهمُ البصريِّ، وأبي حذيفة موسى بن مسعود النهديِّ، وأبي عمرو عبد الله بن رجاء الغُدانيِّ البصريِّ، وأبي قُتيبةَ سَلْم بن قُتيبةَ الأزديِّ الشعيريِّ الخُراسانيِّ نزيلِ البصرة، وأبي محمَّد صفوان بن عيسى القُرشيِّ الزُّهريِّ البصريِّ، وأبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدِيِّ البصريِّ، وأبي عامر إبراهيمَ بنِ صدقةَ الأنصاريِّ البصريِّ، وغيرِهم.
          روى عنه: أبو حاتم الرازيُّ، وأبو عيسى التِّرمذيُّ، وأبو بكرٍ البزَّار، وأبو بكرٍ ابن خُزيمةَ، وأبو بكر محمَّد بن محمود بن المنذر السَّرَّاج، وغيرُهم.
          وهو ثقةٌ، قاله أبو أحمد عبد الله بن عديٍّ الجُرجانيُّ، وأبو الحسن الدارَقُطْنيُّ.
          وقال الصَّدَفيُّ: سألت أبا جعفرٍ العُقيليَّ عن محمَّد ابن مرزوقٍ الباهليِّ فقال: جارُ هدبةَ لا بأس به، قال: وسألت عنه أبا عليٍّ صالح بن عبيد الله فقال: هو ثقةٌ مأمونٌ خُراسانيٌّ، وانفرد بحديثٍ أنكروه عليه.
          روى عن: محمَّد بن عبد الله الأنصاريِّ، عن ثُمامةَ بن أنس، عن أنس قال النبيُّ صلعم: «ليس المُعاينةُ كالخبر».
          ورواه عنه ابنُ خزيمةَ وحدَه.
          وقال ابن أبي حاتم: سمعتُ أبي يقول: هو صدوقٌ.
          وذكر أبو بكرٍ البزَّار في «مسنده» قال: حدَّثنا إبراهيم بن سعيد، ومحمَّد ابن مرزوق بن بُكير قالا: حدَّثنا روح بن عبادة قال: حدَّثنا ابن جُريج قال: أخبرنا ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عنِ ابن عمرَ، عن عمرَ أنَّه بلغه أنَّ سَمُرةَ باع خمرًا فقال: إنَّ رسول الله صلعم قال: «لعن الله اليهود، حُرِّمتْ عليهمُ الشحومُ أن يأكلوها فَجَمَلُوها فباعوها فأكلوا أثمانَها».
          قال البزَّار: وهذا الحديث يُروى عن عمرَ مِن غير وجهٍ، وهذا الإسنادُ إسنادٌ صحيح، ولا نعلم رواه عنِ / الزُّهريِّ، عن سعيدٍ، عن ابن عمرَ، عن عمرَ، إلَّا روح بن عبادة، عن ابن جُريج.
          وقال البزَّار أيضًا في (مسند عثمان): حدَّثنا محمَّد ابن مرزوق قال: حدَّثنا محمَّد بن بكر البُرْسانِيُّ قال: حدَّثنا عبيد الله بن أبي زياد القداح قال: أخبرني عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبي علقمةَ مولى ابن عبَّاس، عن عثمان أنَّه دعا بوَضوءٍ وعنده ناسٌ من أصحاب رسول الله صلعم، فأفرغ بيده اليُمنى على اليسرى وغسلَهُما ثلاثًا، ومضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل يديه إلى المِرفقين ثلاثًا، ثم مسح برأسه، وغسل رجليه فأنقاهما، قال: رأيتُ رسول الله صلعم توضَّأ مثلَ هذا الوضوء، أو قال: توضَّأ كما رأيتُموني توضَّأتُ ثمَّ قال: «مَنْ توضَّأ فأحسن وضوءَهُ ثم صلَّى ركعتين؛ كان مِن ذُنوبه كيومَ ولدته أُمُّه».
          وقال أيضًا أبو بكر في (مسند عليٍّ): حدَّثنا محمَّد ابن مرزوق قال: حدَّثنا عمرو بن محمَّد بن أبي رزين قال: حدَّثنا هشام بن حسَّانَ، عن محمَّد بن سيرين، عن عبيدة، عن عليِّ ☺ قال: نهاني رسول الله صلعم عن التختُّمِ بالذهب، وعن لُبس القِسيِّ.
          قال: وهذا الكلام قد رُوِيَ عن عليٍّ ☺ من غير وجهٍ، وهذا الإسناد إسنادٌ صحيحٌ منها، فاقتصرنا عليه.
          وقال أبو بكر في (مسند سعد): حدَّثنا محمَّد ابن مرزوق بن بُكير قال: حدَّثنا موسى بن مسعود قال: حدَّثنا سفيان الثوريُّ، عن سالمٍ أبي النضر، عن عامر بن سعدٍ، عن أبيه: أنَّ النبيَّ صلعم قال: «إنَّ هذا الوجعَ رجزٌ أو بقيَّة عذابٍ عُذِّبَ به مَن كان قبلَكم، فإذا وقعَ بأرضٍ ولستُم بها؛ فلا تأتوها، وإذا وقع بأرضٍ وأنتم بها؛ فلا تخرجوا منها».
          قال: (وهذا الحديثُ لا نعلم رواه عنِ / الثوريِّ، عن سالمٍ أبي النضر، عن عامر بن سعد، عن أبيه إلَّا موسى بن مسعود، ورواه غيرُ موسى عنِ الثوريِّ، عن محمَّد بن المُنكدِر، عن عامرٍ، عن أبيه).
          وقال مسلمٌ في «مسنده»: حدَّثني محمَّد ابن مرزوق ابن بنت مهدي بن ميمون قال: حدَّثنا روح قال: حدَّثنا مالكٌ، عن أبي الزناد، عنِ الأعرج، عن أبي هريرةَ: أنَّ رسول الله صلعم قال: «قال رجلٌ لم يعملْ حسنةً قطُّ لأهله: إذا مات فحرِّقوه...» الحديث.
          وذكر أبو أحمدَ الحاكم في كتاب «الأسامي والكُنى» فقال: أبو عبد الله محمَّد ابن مرزوق البصريُّ، سمع أبا عثمان محمَّد بن بكر البُرْسانِيَّ، وأبا حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدِيَّ، روى عنه: محمَّد بن سعيد الصَّفَّار النِّيسابوريِّ.
          قال أبو أحمد: أُرى هذا غير الباهليِّ الذي روى عنه ابن خُزيمةَ ورأيتُه حدَّث عن مشايخه بما لم يُتابع عليه.
          - قال محمَّدٌ: وفي هذه الطبقة أيضًا رجلٌ آخر يُقال له:
          محمَّد بن مرزوق بن راشد أبو عبد الله المِصريُّ.
          روى عن: أبي عبد الله بشر بن بكر البَجليِّ التِّنِّيسيِّ، وأبي الهيثم خالد بن عبد الرحمن المخزوميِّ الخُراسانيِّ نزيلِ مكَّةَ.
          سمع منه: أبو حاتم محمَّد بن إدريسَ بن المنذر الرازيُّ.
          ويُقال: إنَّ في الرُّواة رجلًا ثالثًا يُقال له:
          محمَّد بن مرزوق، وهو محمَّد بن مرزوق بنِ إبراهيمَ بنِ إسحاقَ أبو عبد الله، ذكر بعضهم: أنَّ هذا هو الذي روى عنه مسلم بن الحجَّاج في «صحيحه»، عن روح بن عبادة القيسيِّ، والأوَّلُ عندي أصحُّ، والله أعلم(2).


[1] هو محمَّد بن محمَّد بن مرزوق، قال المزي في «تهذيب الكمال» (26/377): (وأكثر ما يأتي منسوبًا إلى جدِّه).
[2] في هامش الأصل: (بلغت القراءة، والحمد لله ربِّ العالمين).