المعلم بشيوخ البخاري ومسلم

محمد بن كثير أبو عبد الله العبدي

          191- محمَّد بن كثير أبو عبد الله العبديُّ البصريُّ أخو سليمانَ بنِ كثير، وكان سليمان أكبرَ منه بخمسين سنة.
          روى عن: أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوريِّ، وأبي بسطام شعبةَ بن الحجَّاج العَتَكيِّ، وأبي يوسفَ إسرائيل بن يونسَ بن أبي إسحاقَ الهَمْدانيِّ، وأبي عبد الله همَّام بن يحيى بن دِينار البصريِّ وأخيه / أبي داودَ _ويقال: أبو محمَّد_ سليمانَ بنِ كثير العبديِّ، وغيرِهم.
          تفرَّد به البُخاريُّ، روى عنه في (العلم) وغير موضعٍ من «الجامع».
          وروى عنه: أبو الحسن عليُّ بن عبد الله المدينيُّ، وأبو بكر محمَّد بن بشَّار العبديُّ، وأبو موسى محمَّد بن المثنَّى العَنْبريُّ، وأبو عبد الله محمَّد بن يحيى الذُّهْليُّ، وأبو محمَّد عبد بن حُميد الكَشِّيُّ، وأبو بكر عبد القدوس بن محمَّد العطَّار، وأبو محمَّد عبد الله بن عبد الرحمن الدَّارِميُّ، وأبو خالد يزيدُ بن سِنانَ بنِ يزيدَ البصريُّ نزيلُ مصرَ، وأبو داودَ سليمان بن الأشعث السِّجستانيُّ، وأبو حاتم محمَّد بن إدريسَ الرازيُّ، وأبو زُرعةَ عُبيد الله بن عبد الكريم الرازيُّ، وغيرُهم.
          مات سنة ثلاثٍ وعشرين ومئتين، قاله البُخاريُّ.
          وقال ابن المثنَّى: مات يوم الخميس لثنتي عشرةَ ليلةً خلت من جمادى الأولى سنة ثلاثٍ وعشرينَ ومئتين، ودُفِن غداة الجمعة.
          قال محمَّدٌ: محمَّد بن كثير هذا صدوق.
          أخرج مسلم في «صحيحه» عن رجلٍ، عنه.
          وكان يحيى بن معين يتكلَّم فيه وينهي عنِ الكتابة عنه، وقال: هو ضعيفٌ، وحدَّث عن أخيه، واختلط عليه سماعه، ودخل عليه غفلة.
          قال أبو الفتح المَوصليُّ: وأمرُ محمَّد بن كثيرٍ عندنا مستقيمٌ، وكلام يحيى فيه تحاملٌ عليه.
          وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أبي عنه فقال: صدوقٌ.
          وقال عنه أبو يحيى الساجيُّ: صدوقٌ ثقةٌ، روى عنه: عليٌّ، وبُنْدارُ، وابن المثنَّى، فابن معين: قليل العلم بمحمَّد بن كثير، أصحابنا البصريُّونَ أعلم به.
          - قال محمَّدٌ: ومن أقرانه:
          محمَّد بن كثير بن أبي عطاء أبو يوسفَ الثَّقَفيُّ مولاهمُ اليمانيُّ، سكن المِصيصةَ.
          روى عن: أبي عروة مَعْمَر بن راشد الأزديِّ، وأبي سلمةَ حمَّادِ بن سلمةَ / الربعيِّ البصريّ، وأبي عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعيِّ الشاميِّ، وزائدة بن قُدامةَ، وغيرِهم.
          روى عنه: أبو عبد الله أحمد بن إبراهيمَ بن كثيرٍ الدَّورَقيُّ، وأبو إسحاقَ إبراهيمُ بن يعقوبَ الجوزجانيُّ، وأبو جعفرٍ محمَّد بن عوف بن سفيانَ الطائيُّ، وعليُّ بن محمَّد بن عليِّ بن أبي المضاء القاضي، وأبو الحسن أحمد بن يوسف السلميُّ، وغيرُهم.
          مات يوم السبت لتسعَ(1) عشرةَ مضت من ذي الحِجَّة سنةَ ستَّ عشرةَ ومئتين، قاله البُخاريُّ، وقال: ضعَّفه أحمدُ، وقال: بَعَثَ إلى اليمن فأُتيَ بكتابٍ بعدُ فأخذه فرواه.
          وقال النَّسائيُّ: محمَّد بن كثير المِصيصيُّ كثيرُ الخطأ، وهو صدوقٌ، إلَّا أنَّه كثيرُ الخطأ.
          وذكره أبو أحمد الحاكم في «الأسامي والكُنى» فقال: ليس بالقويِّ عندَهم، ثمَّ قال: أخبرنا أبو العبَّاس الثَّقَفيُّ قال: حدَّثنا الجوهريُّ _يعني: حاتمَ بنَ الليث_ قال: أخبرنا أحمد ابن حنبل وذكر محمَّد بن كثير فقال: ليس بشيءٍ، يحدِّث بأحاديثَ منكرةٍ ليس لها أصل.
          وذكر أيضًا أبو أحمد محمَّد بن محمَّد بن أحمد الحاكم قال: أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيمَ بن البطال اليمانيُّ بالمِصيصةِ قال: أخبرنا إبراهيمُ بن الحسن _يعني: المِقسمي_ قال: أخبرنا أبو عبد العزيز الحرشيُّ قال: حججتُ فلقيتُ سفيانَ بنَ عُيَينةَ فقال لي: مِن أين؟ قلتُ: مِنَ المِصيصة، قال لي: ما فعل الشيخ الصالح الحارث بن عطية يحدِّثُ اليوم؟ قلتُ: نعم، قال: احتاج الناسُ إليه، قال: فما فعل الشيخ العابد عليُّ بن بكَّار هو في عبادته اليوم؟ قلتُ: نعم وأشدّ، قال: أَمَا إنِّي أعرفُه في هذه العبادة وهو غلام، فما فعل الشيخ الصالح صاحب الجمَّة محمَّد بن كثير يحدِّث اليوم؟ قلت: نعم، قال: احتاج الناسُ إليه.
          وقال ابن أبي حاتم: حدَّثني أبي قال: سمعت / الحسن بن الربيع يقول: محمَّد بن كثيرٍ اليومَ أوثقُ الناس، وكان يُكتب حديثُه وأبو إسحاقَ الفزاريُّ حيٌّ، وكان يعرف بالخير منذ كان، وينبغي لمن يطلب الحديثَ لله أن يخرجَ إليه.


[1] صحح فوقها، وفي الهامش نسخة: (لسبع، صح).