جامع الصحيحين بحذف المعاد والطرق

حديث: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية

          2863- (خ، م) حدَّثنا أحمد بن عبد الغفار قال: أخبرنا أبو الحسن قال: أخبرنا أبو إسحاق قال: أخبرنا أبو يَعلى قال: حدَّثنا أبو خَيْثَمة قال: حدَّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن داود بن أبي هند عن الشَّعبي:
          عن مسروق قال: كنتُ مُتَّكِئًا عند عائشةَ، فقالت لي: يا با عائشةَ؛ ثلاثٌ مَن تكلَّم بواحدةٍ منهنَّ فقد أَعظمَ على الله الفِرْيةَ، قلت: ما هنَّ؟ قالت: مَن زعم أنَّ محمَّدًا رأى ربَّه فقد أَعظمَ على الله الفِرْيةَ، قال مسروق: وكنتُ مُتَّكِئًا، فجلستُ، فقلت: يا أمَّ المؤمنين؛ انظرِي، ولا تَعجَلِي، ألَمْ يقلِ الله: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ} [التكوير:23] {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم:13]؟ فقالت: أنا أولُ هذه الأمَّة سأل عن ذلك رسولَ الله صلعم، فقال: «إنَّما هو جبرئيلُ، لم أَرَهُ على صورته (1) التي خُلِقَ عليها غيرَ هاتَين المرَّتَين، رأيتُه مُنهبِطًا من السَّماء سادًّا عظمُ خَلقِه ما بين السَّماء» قالت: أَوَلَمْ تَسمعْ: {لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ} [الأنعام:103]؟ أَوَلَمْ تَسمعِ اللهَ يقول: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى:51
          قالت: ومَن زعم أنَّه يُخبِر بما في غدٍ، فقد أَعظمَ على الله الفِرْيةَ؛ واللهُ تعالى يقول: {لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلَّا اللهُ} [النمل:65].
          ومَن زعم أنَّ رسولَ الله صلعم كتمَ شيئًا من كتاب الله، فقد أَعظمَ على الله الفِرْيةَ؛ واللهُ تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} الآية [المائدة:67]. [خ¦4855]


[1] في (أ): (صورة)، ولعل المثبت هو الصواب.