الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: إن لله ملائكةً سياحين فضلًا يتبعون مجالس الذكر

          3550- مسلمٌ: عَنْ أَبِي هُرَيرةَ، عَنِ النَّبيِّ صلعم(1) قالَ: «إنَّ لِلهِ مَلائِكةً سَيَّاحِينَ(2) فُضُلًا، يَتَّبِعُونَ مَجالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيْهِ ذِكْرٌ؛ قَعَدُوا مَعَهُم، وَحَفَّ(3) بَعْضُهُم بَعْضًا بِأجْنِحَتِهِم، حَتَّى يَمْلَؤُوا ما بَيْنَهُم وَبَيْنَ السَّماءِ الدُّنْيا، فَإِذا تَفَرَّقُوا؛ عَرَجُوا وَصَعِدُوا إلَى السَّماءِ، قالَ: فَيَسْأَلُهُمُ اللهُ ╡_وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِم_: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنا مِنْ عِنْدِ عِبادٍ لَكَ فِي الأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ، وَيُكَبِّرُونَكَ، وَيُهَلِّلُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ، وَيَسْأَلُونَكَ، قالَ: وَماذا(4) يَسْأَلُونِي؟ قالُوا(5) : يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، قالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قالُوا: لا، أَيْ رَبِّ، قالَ: فَكَيْفَ لَو رَأَوْا جَنَّتِي؟ قالُوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ، قالَ: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونِي(6) ؟ قالُوا: مِنْ نارِكَ يارَبِّ، قالَ: وَهَلْ رَأَوُا نارِي؟ قالُوا: لا، قالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوا نارِي؟ قالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، قالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُم، فَأَعْطِيتُهُمْ ما سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُم مِمَّا اسْتَجَارُوا، قالَ: يَقُولُونَ(7) : رَبِّ، فِيهِم فُلانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إِنَّما مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُم، قَالَ: فَيَقُولُ: وَلَهُ قَدْ غَفَرْتُ، هُمُ القَوْمُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ».
          لَفْظُ البُخاريِّ فِي هَذا الحديثِ: عَنْ أَبِي هُرَيرةَ / أَيضًا قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلعم: «إنَّ لِلهِ مَلائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ، يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللهَ؛ تَنادَوا: هَلُمُّوا إلَى حاجَتِكُم، قالَ: فَيَحُفُّونَهُم بِأَجْنِحَتِهِم إلَى السَّماءِ الدُّنْيا، قالَ: فَيَسْأَلُهُم رَبُّهُم_وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُم_: ما يَقُولُ عِبادِي؟ قالَ: تَقُولُ(8) : يُسَبِّحُونَكَ، وَيُكَبِّرُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ، وَيُمَجِّدُونَكَ، قالَ: فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ قالَ: فَيَقُولُونَ: لا، وَاللهِ ما رَأَوْكَ، قالَ: فَيَقُولُ: كَيْفَ لَو رَأَوْنِي؟ قالَ: فَيَقُولُون(9) : لَوْ رَأَوْكَ؛ كانُوا أَشَدَّ عِبادَةً لَكَ (10) ، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا، قالَ: فَيَقُولُ: فَما يَسْأَلُونِي؟ قالَ: يَسْأَلُونَكَ الجَنَّةَ، قالَ: يَقُولُ (11) : وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قالَ: يَقُولُونَ: لا، وَاللهِ يا رَبِّ، ما [رَأَوْها] (12) ، قالَ: يَقُولُ: فَكَيْفَ (13) لَو رَأَوْها؟ قالَ: يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُم رَأَوْها؛ كانُوا أَشَدَّ عَلَيها حِرْصًا، وَأَشَدَّ لَها طَلَبًا، وَأَعْظَمَ فِيها رَغْبَةً، قالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ قالَ: يَقُولُونَ: مِنَ النَّارِ، قالَ: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْها؟ قالَ: يَقُولُونَ: لا، وَاللهِ يا رَبِّ، ما رَأَوْها، قالَ: يَقُولُ: فَكَيْفَ لَو رَأَوْها؟ قالَ: يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُم رَأَوْها؛ كانُوا أَشَدَّ مِنها فِرارًا، وَأَشَدَّ لَها مَخافَةً، قالَ: فَيَقُولُ: فأُشْهِدُكُم (14) أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُم، قالَ: يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ المَلائِكَةِ: فِيهِم فُلانٌ لَيْسَ مِنْهُم، إِنَّما جاءَ لِحاجَةٍ، قالَ: هُمُ القَوْمُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ». [خ¦6408]
          تَكَرَّر لمُسْلِمٍ هُنا (15) حَديثٌ [في] (16) أَسْماءِ اللهِ تَعالَى، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي [أوَّلِ] (17) كِتابِ الذِّكْرِ عَلَى تَرتِيبِهِ أَيضًا.


[1] زيد في (أ) و(ت) و(م): (أنه).
[2] في حاشية كل من (أ) و(ص) و(ق) و(ك): (سيارة)، وعليها علامة نسخة.
[3] في (أ): (حيط)، وفي (ص) (ق): (وأحيط)، وفي (ك): (أحيط)، وفي (م): (وحظ).
[4] في (أ) و(ت): (وما ذلك).
[5] في (ق) و(ك): (قال).
[6] في (أ) و(ت) و(م): (يستجيرونني).
[7] زيد في (أ) و(ت) و(م): (يا).
[8] في (ص) و(ق): (يقول).
[9] في (ص) و(ق): (فيقول).
[10] في (أ) و(ت) و(م): (كانوا لك أشد عبادة).
[11] في (ص): (فيقول).
[12] سقط من (أ) و(ت).
[13] في (ص): (كيف).
[14] في غير (ص) و(ق): (أشهدكم).
[15] في (ص): (ههنا)، وفي (ق): (منها)، وفي (ك): (فيها).
[16] سقط من (ت) و(م).
[17] سقط من(ص).