غاية التوضيح

باب تسمية من سمي من أهل بدر

          ░13▒ (باب) تسميةُ مَنْ عُلِمَ في هذا الكتاب أنَّه من أهل بدرٍ، فكأنَّه فذلكةٌ وإجمالٌ لما تقدَّم مُفصَّلًا، لا تسميةُ من روى حديثًا منهم، فإنَّ كثيرًا من المذكورين ههنا لم يرووا حديثًا فيه؛ نحو: حارثة، وقد رتَّب من ذكره ههنا (عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ) إلَّا رسول الله صلعم والخلفاء الأربعة، فقدَّمهم؛ لشرفِهم.
          قولُهُ: (عَلَى ابْنَتِهِ) أي: رقيَّة، وكانت مريضةً، فقال له النَّبيُّ صلعم : «إنَّ لك أجرَ من شهد بدرًا».
          قولُهُ: (إِيَاسُ) بكسر الهمزة وفتحها، و(البُكَيْرِ) مُصغَّرٌ، و(رَبَاحٍ) بفتح الرَّاء والمُوحَّدة.
          قولُهُ: (ابْنُ الرُّبَيِّعِ) مُصغَّرٌ، هو [اسمُ] أمِّهِ، وأمَّا أبوه؛ فهو سُراقةُ؛ بضمِّ المُهمَلة.
          قولُهُ: (فِي النُّظَّارَةِ) بضمِّ النُّون وتشديد الظَّاء المُعجَمة فهما مُصغَّران، و(حُذَافَةَ) بضمِّ المُهمَلة، و(رِفَاعَةُ) بكسر الرَّاء، و(الْمُنْذِرِ) بضمِّ الميم وكسر الذَّال المُعجَمة، و(لُبَابَةَ) بضمِّ اللَّام، و(الْعَوَّامِ) بتشديد الواو، و(حُنَيْفٍ) بضمِّ المُهمَلة، مُصغَّرٌ، و(ظُهَيْرُ) بضمِّ المُعجَمة، مُصغَّرٌ، وكذا (عُوَيْمُ)، و(عِتْبَانُ) بكسر المُهمَلة وسكون الفوقيَّة وبالمُوحَّدة، و(قُدَّامَةُ) بضمِّ القاف وشدَّة الدَّال المُهمَلة، و(مَظْعُونٍ) بسكون الظَّاء المُعجَمة، و(مُعَاذُ) بضمِّ الميم، و(مُعَوِّذُ) بضمِّ الميم وفتح العين وشدَّة الواو وكسرها، و(عَفْرَاءَ) بفتح العين، ممدودًا: اسمُ أمِّهِ، و(أُسَيْدٍ) مُصغَّرٌ، و(مُرَارَةُ) بضمِّ الميم وتخفيف الرَّاء، و(الرَّبِيعِ) بفتح الرَّاء وكسر المُوحَّدة، و(مِسْطَحُ) بكسر الميم وسكون السِّين، و(أُثَاثَةَ) بضمِّ الهمزة ومَثلَّثتين، بينهما ألفٌ، و(مِقْدَادُ) بكسر الميم وبدالين مُهمَلتين، بينهما ألفٌ، في «الزَّركشيِّ»: وفي رواية العزيزيِّ: معوِّذ ابن عفراء وأخوه، مالك بن ربيعة أبو أُسيدٍ، قال القاضي: وفيه إشكالٌ على من لا معرفةَ له بالصَّحابة؛ فإنَّ ظاهرَهُ يُوهِم أنَّ مالك بن ربيعة هو أخو مُعوِّذ ابن عفراء، وليس كذلك، وإنَّما تمامُ الكلام عند قوله: ولم يسمِّهِ، وهو مُعاذُ ابن عفراء، ثمَّ استأنف ذِكْرَ اسمٍ آخرَ ممَّن شهد بدرًا، فقال: مالكُ بن ربيعة أبو أُسيدٍ، ووقع لبعضهم، وأبو أسود؛ بالواو، وهو وهمٌ، واسمُهُ مالكٌ، انتهى، وفي «الزَّركشيِّ» أيضًا: وذكر البخاريُ عثمان بن عفَّان ممَّن شهد بدرًا، ولم يشهدها، لكن لمَّا ضرب له النَّبيُّ صلعم بسهمٍ؛ عدَّهُ فيهم، وكان ينبغي أن يذكر عاصم بن عديٍّ؛ كما نقل ابن إسحاق، فإنَّه لم يشهدها، وردَّه رسولُ الله صلعم من الرَّوحاء بسبب ذكره موسى بن(1) عقبة وغيره، وضرب له بسهمه مع أهل بدرٍ، وقال المحقِّقون: وهمَ البخاريُّ في قوله: إنَّ سعد بن زيدٍ حضر بدرًا، بل خرج من المدينة يريد لقاءَ رسول الله صلعم ، فوجده منصرفًا من بدرٍ، وكذلك وهمَ في خُبيب بن عديٍّ، فإنَّه لم يشهد بدرًا، والذي شهدها خُبيب بن يسارٍ، وكذا جابر بن / عبد الله بن عمرو(2) بن حرامٍ لا يصحُّ شهوده بدرًا، واختلف النَّاس فيه، وفي «القسطلانيِّ»: فجملةُ من ذكره ههنا من البدريِّين أربعةٌ وثلاثون غير النَّبيِّ صلعم ، وعدَّدَ الحافظ أبو الفتح من المهاجرين أربعةً وتسعين، ومن الخزرج مئةً وخمسةً وتسعين، ومن الأوس أربعةً وسبعين، فذلك ثلاث مئةٍ وستُّون، قال المحقِّق الدَّوانيُّ في «شرح العقائد العضديَّة»: كان غزاةُ بدرٍ ثلاث مئةٍ وثلاثة عشر شخصًا، وقد عدَّهم الإمام البخاريُّ ☺ في «جامعه الصَّحيح»، وسمعنا من مشايخ الحديث أنَّ الدُّعاء عند ذكرهم في «البخاريِّ» مُستَجابٌ، وقد جُرِّب ذلك، انتهى


[1] زيد في الأصل: (نقل ابن إسحاق، فإنَّه لم يشهدها وردَّه)، وهو تكرارٌ، ووضع فوقها إشارة.
[2] في الأصل: (عمر).