غاية التوضيح

باب: إذا قالوا صبأنا ولم يحسنوا أسلمنا

          ░11▒ (بابٌ إِذَا قالُوا) أي: المشركون.
          قوله: (صَبَأْنَا) بهمزةٍ ساكنةٍ، قال ابن عمر: بعث النَّبيُّ صلعم خالد بن الوليد إلى بني خزيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا فجعل خالد يقتل ويأسر لمَّا كان الصَّبأ معناه الخروج من دينٍ إلى دينٍ مطلقًا ظنَّ خالدٌ أنَّهم يريدون الخروج إلى غير دين الإسلام، فنفذ فيهم القتل ولمَّا احتمل أنَّهم عدلوا عن اسم الإسلام إلى الصَّبأ لكونهم لم يكونوا يحسنون لفظه: أسلمنا أنكر النَّبيُّ صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم على خالد.
          قوله: (أَبْرَأُ إِليكَ) وتعديته بـ(إلى) لتضمُّنه معنى أنهي؛ أي: أنهي إليك براءتي وعدم رضائي ممَّا فعل خالد من القتل.
          قوله: (مترس) بفتح الميم والفوقانيَّة وسكون الرَّاء وبالسِّين المهملة، لفظٌ فارسيٌّ معناه لا تخف؛ كذا في «الشُّروح»، ولو قال المؤمن للكافر: تكلَّم بحاجتك فإنَّه لا بأس عليك لا يجوز التَّعرُّض له.