غاية التوضيح

باب ما قيل في العمرى والرقبى

          ░32▒ قوله: (ما قِيلَ في العُمريِّ) بضمِّ المهملة وسكون الميم مع القصر، هو أن يقول الرَّجل لصاحبه أعمرتك داري؛ أي: جعلتها لك مدَّة عمرك، فإذا قال هذا واتَّصل به القبض كان تمليكًا لرقبتها، ولذلك سمَّاها رسول الله صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم هبة حيث قال: إنَّها لمن وهبت له.
          قوله: (والرُّقبى) بضمِّ الرَّاء وسكون القاف أن يقول أرقبتك داري إذا أعطيتها إيَّاه وقلت: إن متُّ قبلك فهي لك؛ أي: استقرَّ لك، وإن متَّ قبلي فهي لي؛ أي: عادت إليَّ، مشتقٌّ من الرقوب كأنَّ واحدٍ يرقب موت صاحبه.
          قوله: (اسْتَعْمَرَكُم) أي: جعلكم عُمَّارًا؛ بضمِّ العين وتشديد الميم، في «الكرمانيِّ»: قال في «الكشَّاف»: استعمركم من العمر؛ نحو استقاكم من التقاء، وقد جعل من العمرى بأن يكون استعمر بمعنى أعمر كاستهلك بمعنى أهلك؛ أي: أعمركم فيها دياركم ثمَّ هو يرثها منكم بعد انقضاء أعماركم، انتهى.