انتقاض الاعتراض

باب إقبال المحيض وإدباره

          ░19▒ (باب إقبال المحيض وإدباره)
          فيه أثرٌ عن زيد بن ثابت وقد خبط فيه(ع) مَا يعرفه من نظرٍ في(1) كلامه إلى أنْ قال: قال (ح): نسبه أن تكون بنت زينب هي أمُّ كلثوم، وزعم بعض الشرَّاح أنَّها أمُّ سعد.
          قال (ع): أراد بقوله: بعض الشرَّاح: مُغْلَطاي، ليت شعري ما / الفرق بين زعم هذا وزعمه هو حيث قال: وكأنَّهُا هي المبهمة، انتهى.
          ووجه التَّرجيح أنَّ أمَّ كلثوم كانت زوج سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأمَّا رواية و(2) لم أرَ لواحدة مِن أولاد زينب بنت زيد بن ثابت رواية إلا لها، وأمَّا مُغْلَطاي فاستند إلى ابن عبد البرِّ ذكرها في الصَّحابة.
          قلت: لم يذكرها(3) إلَّا مِن رواية عَنْبسة بن عبد الرَّحمن، ولم يذكر أحدٌ مِن أهل المعرفة بالنسب لزيد بن ثابت ابنة يُقال لها: أمُّ سعد.
          قال (ع): ذكره(4) الذَّهبي فقال: أمُّ سعد بنت زيد، انتهى.
          فالذَّهبيُّ تبع ابن عبد البَرِّ، والَّذي نفاه (ح) إنَّما هو عن أهل العلم بالنَّسب فكيف يستقيم هذا الرَّد؟!
          ثمَّ قال (ح): قيل(5) : عائب عليهنَّ؛ لكون ذلك كان في غير وقت الصَّلاة وهو جوف اللَّيل، وفيه نظرٌ؛ لأنَّه وقت العشاء.
          قال (ع): لم يدلَّ شيء على أنَّه كان وقت العشاء؛ لأنَّ طلب الصَّباح(6) لأمرٍ لا يكون غالبًا إلا في شدَّة الُّظلمة، وشدَّة الُّظلمة لا تكون إلَّا في جوف اللَّيل، انتهى.
          وكأنَّ عنده أنَّ وقت العشاء إلَّا عند(7) إلى الفجر ولا إلى نصف الليل؛ بل ولا إلى ثلث الليل؛ بل ولا إلى ربع الليل، ولا يشكُّ أحدٌ أنَّ اللَّيل قبل أن يمضي ربعه تشتدُّ ظلمته، فما وجه الاعتراض؟!


[1] قوله: ((في)) زيادة من (ظ).
[2] قوله: ((و)) زيادة من (س) و(ظ).
[3] في (س) و(ظ): «ذكرها».
[4] في (س) و(ظ): «ذكر».
[5] في (ظ) : «قل».
[6] في (س) : «المصباح».
[7] قوله: «إلا عند» في (د) و(س): «لا يمتد».