تحفة الأخباري بترجمة البخاري

ثناء أهل العلم عليه

          قال ابن عدي: وكان ابن صاعد إذا ذكر محمَّد بن إسماعيل يقول: الكبش النَّطاح، خرَّجه أبو أحمد ابن عدي كما ساقه الخطيب إليه في كتابه ((أسامي رجال البخاري))(1) .
          (وقال أبو جعفر ورَّاق البخاري: وأوردت على علي بن حجر كتاب أبي عبد الله فلما قرأه قال: كيف خلَّفت ذلك الكبش ؟ فقلت: بخير، فقال: لا / أعلم مثله.
          قال: وسمعت محمَّد بن قتيبة قريب أبي عبد الله يقول: كنت عند أبي عاصم فرأيت عنده غلامًا، قلت له: من أين أنت ؟ قال: من بخارى. فقلت: ابن مَن أنت ؟ قال: ابن إسماعيل. فقلت: أنت قرابتي. فعانقته وبررته، فقال لي رجل في مجلس أبي عاصم: هذا الغلام يناطح الكباش.
          وقال أيضًا: وسمعت أبا الطيب حاتم بن منصور الكشي يقول: محمَّد بن إسماعيل إنه من آيات الله في بصره. ويقال: من العلم).
          وقال أبو جعفر محمَّد بن أبي حاتم (أيضًا): سمعتُ أبا عَمرو المُستنير بن عتيق البكري: سمعتُ رجاء بن المرجَّا (الحافظ) يقول: فضل محمَّد بن إسماعيل على العلماء كفضل الرجال على النساء. فقال له رجل: يا أبا محمَّد كل ذلك بمرَّة ؟ فقال: هو آية من آيات الله يمشي على ظهر الأرض.
          (وقال أبو جعفر أيضًا: وسمعته _يعني البخاري_ يقول: قال لي قتيبة بن سعيد: أتعجب من قدومك عليَّ، كان انتفاعي بك أكثر من انتفاعك بي). /
          وقال أبو بكر أحمد(2) بن عبد الرحمن الشيرازي في كتابه ((الألقاب)): أخبرني أبو الفضل يعقوب بن إسحاق السلامي: أخبرنا أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف_يعني التميمي_: حدَّثنا الحسين بن محمَّد بن حاتم عبيدٌ العجل قال: ما رأيت مثل محمَّد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج الحافظ لم يكن يبلغ محمَّد بن إسماعيل، ورأيت أبا زرعة وأبا حاتم يستمعون إلى محمَّد بن إسماعيل أي شيء يقول يجلسون تحته، قال: فذكرت له قصة محمَّد بن يحيى، فقال: ما له ولمحمد بن إسماعيل، كان محمَّد أمةً من الأمم، وكان أعلم من محمَّد بن يحيى بكذا وكذا، ويجَّله.
          وكان محمَّد بن إسماعيل ديِّنًا فاضلًا يحسن كل شيء.
          وخرَّجه الخطيب في ((تاريخه)) بنحوه.
          وفي هذا الأثر تفضيل البخاري على مسلم والذُّهلي وغيرهما.


[1] الكتاب لابن عدي الحافظ، والعبارة توهم أنه للخطيب.
[2] في (أ) تصحيفًا: بن أحمد، وهذه الفقرة ملحقة في النسخة (ب) بخط المؤلف