تعليقة على صحيح البخاري

باب من كره أن يكثر سواد الفتن والظلم

          ░12▒ (بَابُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يُكَثِّرَ سَوَادَ الْفِتَنِ وَالظُّلْمِ).
          ثبت عن رسول الله صلعم أنَّه مَن كان مع قومٍ راضيًا بحالهم؛ فهو(1) منهم، صالحين كانوا أو فاسقين هم شركاء في الأجر والوزر، وكذا في مشاركة أهل الظُّلم [في] الوزر(2) ، ألا ترى إلى قوله ◙: «إنَّ لله ملائكةً يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فيقول الله تعالى: إنِّي قد غفرت لهم، فيقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنَّما جاء لحاجة، قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم»، وإن كان مُجالِسَ أهل الفسق ولم يستطع مفارقتهم؛ خوفًا على نفسه، أو لعذر منعه؛ فتُرجى(3) له النَّجاة من إثم ذلك، يدلُّ على ذلك: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ [وَالنِّسَاءِ] وَالْوِلْدَانِ [لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا. فَأُولَئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللهُ عَفُوًّا غَفُورًا]} (4)؛ الآية [النساء:98- 99] .


[1] في (أ): (وهو).
[2] في (أ): (والوزر).
[3] في (أ): (فرجا).
[4] في (أ) بدأ بهذه الآية وأتمَّها بـ({الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} [النساء:75] ).