الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

باب التعوذ من غلبة الرجال

          ░36▒ و(غَلَبَةِ الرِّجَالِ) تسلطهم واستيلاؤهم هرجاً ومرجاً وذلك كغلبة العوام، وهذا الدعاء من جوامع الكلم لما قالوا: أنواع الرذائل ثلاثة: نفسانية وبدنية وخارجية:
          والأول بحسب القوى التي للإنسان العقلية والغضبية والشهوية ثلاث أيضاً: فالهم والحزن تتعلق بالعقلية، والجبن بالغضبية، والبخل بالشهوية، والعجز والكسل بالبدنية.
          والثاني يكون عند سلامة الأعضاء وتمام الآلات والقوى، والأول عند نقصان عضو ونحوه، والضلع والغلبة للخارجية، فالأول مالي، والثاني جاهي، والدعاء مشتمل على الكل.
          6363- قوله: (صَفِيَّةُ) بِنتُ حُيَيٍّ بضم المهملة وخفة التحتانية الأولى المفتوحة وشدة الثانية، الخيبريِّ. و(حَازَهَا) أي: اختارها من الغنيمة وأخذها لنفسه، و(أُرَاهُ) بضم الهمزة: أُبصره، (يُحَوِّي) أي: يجمع ويدور، و(العَبَاءَة) ضرب من الأكسية، فهو من باب عطف العام على الخاص، و(الصَّهْبَاء) بفتح المهملة وإسكان الهاء وبالموحدة ممدوداً: موضع بين خيبر والمدينة، و(الحَيْسُ) بفتح المهملة: تمر يخلط بالسمن والأَقِط، و(النِّطَع) فيه أربع لغات، و(بِنَاؤُهُ بِهَا) أي: وقاعه بها، و(بَدَا) أي: ظهر، و(الْمَحبَّة) تحتمل الحقيقة لشمول قدرة الله تعالى، والمجازَ، أو فيه إضمار، أي: يحبنا أهله وهم أهل المدينة.
          قوله: (مِثْلَ) أي: في نفس حرمة الصيد لا في الجزاء ونحوه. فإن قلتَ: في بعضها: <مثل ما حرم به>، بزيادة: به، قلتُ: إما أن يكون (مثل) منصوباً بنزع الخافض، أي: بمثل ما حرم به وهو الدعاء بالتحريم، أو معناه: أحرم بهذا اللفظ، وهو أحرم مثل ما حرم به إبراهيم عليه السلام، والبركةُ في المدِّ مستلزم عُرفاً وعادة للبركة في الموزون، أو المراد البركة فيما يقدر به، ومرَّ في الجهاد في باب من غزا بصبي.