الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

حديث: كلاكما محسن، فاقرآ

          5062- قوله: (سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ) ضد الصلح. و(عَبْدِ المَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ) ضد الميمنة، الهلالي. و(النَّزَّالِ) بفتح النون وشدة الزاي (ابْنِ سَبْرَةَ) بفتح المهملة وإسكان الموحدة.
          قوله: (مُحْسِنٌ) أي: في القراءة، وقيل: الإحسان راجع إلى ذلك الرجل بقراءته، وإلى ابن مسعود بسماعه من رسول الله صلعم ، و تحرِّيه في الاحتياط، ومرَّ في كتاب الخصومات.
          قوله: (أَكثَرَ علمي) بالمثلثة والموحدة، أي: غالب ظني أنَّ رسول الله صلعم (قَالَ : إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفُوا فأُهلكوا) وفي بعضِها: <فأهلكهم> أي: الله تعالى.
          واعلم أن الاختلاف المنهي هو الخارج عن اللغات السبع، أو ما لا يكون متواتراً، وأما غيره فهو رحمة لا بأس به، وذلك مثل الاختلاف بزيادة الواو ونقصانها في: {قَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَدَاً} [البقرة:116]{وَقَالُوا}، والجمع والإفراد {كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلكُتُبِ} [الأنبياء:104] و{لِلكِتَابِ}، والتأنيث نحو: {لِــتُحصِنَكُم مِن بِأسِكُم} [الأنبياء:80] والاختلاف التصريفي كقوله : {كِذَّاباً} و{كِذَاباً} [النبأ:35] بالتخفيف والتشديد، و{مِن يَقنَطُ} [الحجر:56] و{يَقنِطُ} بالفتح والكسر، والنَّحوي نحو: {ذِو العَرشِ المجيدُِ} [البروج:15] بالرفع والجرِّ، واختلاف الأدوات مثل: {وَلَكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا} [البقرة:102] بتشديد النون وتخفيفها، واختلاف اللغات كالإمالة والتفخيم، وقد فسَّر بعضهم أُنزل القرآن على سبعة أحرف بهذه الوجوه من الاختلاف.
          ولنختم كتاب الفضائل بفائدة ذكرها محيي السُّنة، قال : الصحابة جمعوا بالاتفاق القرآن بين الدفتين متواتراً من غير أنْ زادوا فيه أو نقصوا منه، وكتبوه كما سمعوه من الرسول صلعم من غير أن قدموا شيئاً أو أخَّروه، وكان رسول الله صلعم يعلَّم أصحابه الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل إياه عليه، وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تُكتب عقيب آية كذا في سورة كذا، صلعم وعلى آله وأصحابه أجمعين. /