الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

حديث: بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين

          3159- 3160- قوله: (سَعِيدُ بْنُ عبد اللَّهِ) مكبراً ابن جبير بن حية الثقفي بالمثلثة والقاف المفتوحتين وبالفاء و(بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ) بضم الميم وفتح الزاي وبالنون و(زِيَادُ) بكسر الزاي وخفة التحتانية ابن جبير بن حية مر في باب الصوم يوم النحر، و(جُبيرٌ) مصغر ضد الكسر ابن حيَّة بفتح المهملة وشدة التحتانية ابن مسعود الثقفي التابعي مات أيام عبد الملك بن مروان.
          قوله : (أَفْنَاءِ الأَنصَارِ) يقال هو من أفناء الناس إذا لم يعلم ممن هو، وفي بعضها <الأمصار> بالميم و(الْهُرْمُزَانُ) بضم الهاء وسكون الراء وضم الميم وبالزاي وبالنون علم رجل عظيم من عظماء العجم، كان ملكًا بالأهواز. قال ابن قتيبة في «المعارف»: قتله عبيد الله بن عمر بن الخطاب بعد عمر ☺ .
          قوله: (مَغَازيَّ) بتشديد الياء و(نَعَمْ) حرف الإيجاب وإن صح الرواية بلفظ / فعل المدح فتقدير نعم المثل مثلها والضمير في مثلها راجع إلى المذكور راجع إلى الأرض التي يدل عليها السياق، و(شُدِخَ) بالمعجمتين وإهمال الدال أي كُسَرَ ولفظ (كِسْرَى) بفتح الكاف وكسرها و(قيصر) غير منصرف وكذا (فَارِسُ) اسم الجيل المعروف من العجم. فإن قلت: وما الرجلان قلتُ: لقيصر الإفرنج مثلاً ولكسرى الهند. فإن قلتَ: لم قال وإن كسر الرجلان فكذا؟ قلتُ: اكتفى بذلك للعلم بحاله قياساً على الجناح لا سيما وأنه بالنسبة إلى الطائر أسهل حالاً من الجناح، فإن قلت: إذا انكسر الجناحان والرجلان جميعاً لا ينهض أيضاً. قلت: الغرض أن العضو الشريف هو الأصل فإذا صلُح صلُح الجسد كله وإذا فسد فسد بخلاف العكس.
          قوله: (النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ) بفتح القاف وكسر الراء المشددة وبالنون المزني حامل لواء مزينة يوم الفتح استشهد يوم نهاوند سنة إحدى وعشرين.
          و(التُرْجُمَان) بضم التاء وفتحها وضم الجيم والوجه الثالث فتحها نحو الزعفران و(الْمُغِيرَةُ) هو ابن شعبة الثقفي الكوفي الصحابي.
          قوله: (أَوْ يُؤَدُّوا الْجِزْيَةَ) فيه دلالة على جواز أخذها من المجوس لأنهم كانوا مجوساً؛ وفيه فصاحة المغيرة من حيث إنَّ كلامه مبين لأحوالهم فيما يتعلق بدنياهم من المطعوم والملبوس، وبدينهم من العبادة، وبمعاملتهم مع الأعداء من طلب التوحيد والجزية، وبمعادهم في الآخرة إلى كونهم في الجنة، وفي الدنيا إلى كونهم ملوكاً ملَّاكاً للرقاب. والخطاب في (أَشْهَدَكَ الله) للمغيرة وكان على ميسرة النعمان أي أحضرك مثل تيك المغازي أو هذه المقاتلة مع رسول الله صلعم ، (ولَمْ يقدمكَ) من الإقدام يقال أقدمه الله فقدم و(لَمْ يُخْزِكَ) من الإخزاء يقال خزي بالكسر إذا ذل وهان وكأنه إشارة إلى غير خزايا ولا ندامى.
          قوله: (الأَرْوَاحُ) جمع الريح وأصله الواو قُلبت ياء لانكسار ما قبلها ولعل السرَّ فيه الاحتراز عن تمادي القتيل بسبب دخول الليل وظلمته والتبرك أيضاً بأوقات العبادة. فإن قلتَ: ما معنى الاستدراك وأين توسطه بين كلامين متغايرين ؟. قلتُ: كان المغيرة قصد الاشتغال بالقتال أول النهار بعد الفراغ من المكالمة مع الترجمان فقال إنك وإن شهدت القتال مع رسول الله صلعم لكنك ما ضبطت انتظاره الهيوب.