الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

باب وصاة النبي وفود العرب أن يبلغوا من وراءهم

          ░5▒ قوله: (وَصَاةِ) مقصورًا، و<وِصَايَةِ> بالتحتانيةَّ بعد الألف هي الوصيَّة، و(مَالِكُ بْنُ / الحُوَيْرِثِ) مصغَّر الحارث الليثيُّ مرَّ حديثه آنفًا [خ¦7246]، و(عَلِيُّ بْنُ الجَعْدِ) بفتح الجيم وتسكين المهملة الأولى، و(إِسْحَاقُ) هو إمَّا ابن منصورٍ وإمَّا ابن إبراهيم، و(النَّضْرُ) بسكون المنقَّطة ابن شُميلٍ بضمِّ المعجمة، و(أبو جَمرَة بفتح الجيم والراء، (نصرٌ) بالمهملة وهو مِن الأفراد، و(عَبْدِ القَيْسِ) أبو قبيلةٍ كانوا ينزلون البحرين وحوالي القَطيف، بالقاف المفتوحة، و(رَبِيعَةُ) بفتح الراء، و(عَبْدِ القَيْسِ) مِن أولاده فهو فخذٌ منهم، (والخزايا) جمع الخزيان وهو المفتضح والمستحي والذليل، (والنَّدامى) جمع ندمان بمعنى النادم، أي لم يكن منكم تأخر عن الإسلام ولا أصابكم قتال ولا سبي ولا أسرٌّ مما تفتضحون به أو تستحيون منه أو تندمون عليه، ويحتمل أن يكون دعاءً لهم، و(مُضَرَ) بالضمِّ وفتح المعجمة وبالراء قبيلةٌ، ويقال: ربيعة ومضر أخوان، يقال: له ربيعة الخيل، ولهذا مضر الحمراء لأنَّهما لمَّا اقتسما الميراث أخذ مضر الذهب وربيعة الفرس ولم يكن لهم الوصول إلى المدينة إلَّا عليهم وكانوا يخافون منهم إلَّا في الشهر الحرام، و(مَنْ وَرَاءَنَا) بحسب المكان مِن البلاد البعيدة أو بحسب الزمان مِن الأولاد ونحوهم، وفي بعضها <مِنْ وَرَائِنا> بكسر الميم.
          قوله: أن (تُؤْتُوا) فإن قلت: لم عدل عن أسلوب إخوانه ؟ قلت : للإشعار بمعنى التجدُّد لأنَّ سائر الأركان كانت ثابتةً قبل ذلك بخلاف إعطاء الخمس فإنَّ فرضيَّته كانت متجدِّدة.
          وفيه دليلٌ على أنَّ الإيمان والإسلام واحدٌ، ولم يذكر الحجَّ لأنَّه لم يفرض حينئذٍ أو لأنَّهم ما كانوا يستطيعون الحجَّ بسبب لقاء مضر.
          فإن قلت: المذكور خمسٌ لا أربعٌ. قلت: لم يجعل الشهادة مِن الأربع لعلمهم بذلك وإنَّما (أَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ) لم تكن في علمهم أنَّها مِن دعائم الإيمان، وله أجوبةٌ أخرى سبقت في آخر كتاب الإيمان [خ¦53]، و(الحَنْتَمِ) بفتح المهملة وسكون النون وفتح الفوقانيَّة الجرَّة التي يُنتبذ فيها وفيه أقوالٌ، و(الدُّبَّاءِ) بشدَّة الموحَّدة وبالمدِّ اليقطين، و(الْمُزَفَّتِ) بتشديد الفاء المطليُّ بالزفت أي القار، (وَرُبَّما قَالَ) ابن عبَّاسٍ بدل المزفَّت: (الْمُقَيَّرِ)، (وَالنَّقِيرِ) بفتح النون الجذع المنقور الوسط كانوا ينتبذون فيه والنهي وإن كان عن الظروف لكن المراد منه النهي عن شرب الأنبذة التي فيها، وقيل النهي عن هذه نهيٌ عن الانتباذ فيها لأنَّ الشراب فيها قد يصير مسكرًا ولا يشعر به. ومرَّ في الإيمان فوائد الحديث وسبب وفادتهم مبسوطًا [خ¦53].