المتواري على أبواب البخاري

باب: خيركم من تعلم القرآن وعلمه

          ░21▒ باب خيُركُم من تعلَّم القرآن وعَلَّمه
          584- فيه عثمان: عن النبيِّ صلعم قال: «خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه». [خ¦5027].
          وقال أبو عبد الرحمن: «وذلك الذي أقعدني مقعدي هذا».
          وقال مرَّةً: «إنَّ أفضلكم من تعلَّم القرآن وعلَّمه».
          585- وفيه سهل بن سعدٍ: «إنَّ امرأةً أتت النبيَّ صلعم وقال(1): إنَّها قد وهبت نفسها لله ╡ ولرسوله... الحديث، فقال (رجلٌ)(2): زوِّجْنِيها... إلى قوله: (قد)(3) زوجتكها بما معك من القرآن». [خ¦5029].
          [قلتَ رضي الله عنك:] مطابقة الأحاديث للترجمة بيَّنة، إلَّا حديث سهلٍ، وظنَّ ابن بطَّال أنَّ وجه مطابقته أنَّه زوَّجه المرأة لحرمة القرآن(4)، وليس كذلك، بل معنى قوله / صلعم : «زوَّجتكها بما معك من القرآن» بأن تُعلِّمها ما معك من القرآن، فهو من قبيل التزويج على المنافع التي يجوز عقد الإجارة عليها، وعلى هذا حَمَله الأئمَّة، وهو الذي فهمه البخاريُّ ☼، فأدخله في تعلُّم(5) القرآن، والله أعلم.
          وقد ظهر بهذا الحديث فضل القرآن على صاحبه في الدين والدنيا، ينفعه في دينه بما فيه من المواعظ والآيات وينفعه في دنياه؛ لأنَّه قام له مقام المال الذي يُتوصَّل به إلى النكاح وغيره من المقاصد.


[1] في (ع): «وقالت».
[2] ليست في (ت).
[3] ليس في (ع) ولا في (ت).
[4] في (ع): «القراءات».
[5] في (ع): «باب تعليم»، وفي (ت): «في باب تعظيم القرآن، والله أعلم».