مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الكاف مع الياء

          الكَاف مع اليَاء
          1091- قوله: «يُكَادَانِ به» [خ¦5807] الكَيدُ تدبيرُ فعل السُّوء، وإعمالُ الحِيلَة فيه، وكاد الشَّيء بمعنى: قَرُب.
          قوله: «وهو يَكِيدُ بِنَفْسِه» قال الخليلُ: أي: يسُوقُ، قال أبو مروان: كأنَّه من الكيدِ؛ وهو القيء، أو من كَيدِ الغُرابِ وهو نَعِيبُه، أو من كاد يكاد إذا قارَب، كأنَّه قارَب الموت؛ ولأنَّ صِفَتَه في نَفسِه صِفةُ من يتقيَّأ، أو الغُراب إذا نَعَبَ فتَح فاه وحرَّك رأسَه وردَّد صَوْتَه.
          وقوله: «أكِيلُكُم بالسَّيف كَيلَ السَّنْدَرَة»(1)؛أي: أقتلكم قتلاً ذريعاً واسعاً، والسَّندرة مكيالٌ واسعٌ، وقيل: السَّندرة العَجلة؛ أي: أقاتلكم مستعجلاً.
          1092- وقوله صلعم: «الكَيْسَ الكَيْسَ» [خ¦2097] يريد الولَد، وطلَبَ النَّسلِ، يقال: كاس الرَّجُل في عَملِه حَذَق، وكاس وُلِد كيِّساً، وقال الكسائيُّ: أكاسَ وُلِد له كيِّسٌ، والكَيِّس ضِد العَجز، ومنه قوله: «حتَّى العَجزُِ والكَيسُِ» بضمِّ الزاي والسِّين عطفاً على «كلُّ»، ويصِحُّ الخفض عطفاً على «شيءٍ»، وهو عند اللُّغويين من ذوات الواو، لقولهم: كَوُسَ، وأباه النَّحويُّون، وهو عندَهم من ذوات الياء قُلِبت في الكَوُسِ.
          قوله: «وكان في كِيسٍ لي» وهو وِعاءٌ تحفَظُ فيه النَّفقةَ، وقوله: «من كِيس أبي هرَيرةَ» [خ¦5355] بكسر الكاف رواه الكافَّة؛ أي: ممَّا عندَه من العلم المقتنى في قلبه كما يقتنى المال في الكيسِ، ورواه الأصيليُّ بفتح الكاف؛ أي: من فقهه وفطنته لا مِن روايته.
          1093- وقوله: «ألا تَسْألُوني كَيْفَه؟ قالوا: كَيْفَه»؛ أي: كيف هو ما ذكَرت، وقالوا له: كيف هو.
          قوله: «المُكَايَسَة» هي المحاكَرةُ والمضايَقةُ في المُساوَمةُ في البَيعِ، وهو مُفاعَلة من اثنين.


[1] رواية مسلم ░1806▒: «أُوفِيهِمُ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ».