مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الكاف مع الباء

          الكَاف مع البَاء
          1018- قوله: «إنَّ الله كبَتَ الكافِرَ» [خ¦2217]؛ أي: صرَعه وخيَّبه، وقيل: غاظَه، وأصلُه من قوله تعالى: {كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ} [المجادلة:5] وأصلُه كبده؛ أي: أوْصَل الهمَّ إلى كبِدِه فقُلِبَت تاءً، كما قيل: سَبَت وسَبَد؛ أي: حَلَقَ.
          1019- و«الكَبَاثُ» [خ¦3406] ثمرُ الأراكِ، قيل: نَضيجُه، وقيل: بل هو حِصرِمُه، وقيل: غضُّه، وقيل: مُتزبِّبَهُ، وهو البَرِيرُ أيضاً.
          1020- قوله: «تَقِيءُ الأرضُ أفلاذَ كَبِدِها»؛ أي: كنُوزَها وما خُبِّئ فيها، وقيل: مَعادنها وما تولَّد في جوفها، وكبدُ كلِّ شيءٍ وسطُه.
          و«كبِدُ القَوسِ» ما بين وتَرِها ومَوضِع يد الرَّامي منها، و«كبِدُ البَحْرِ» [خ¦4726] وسَطُه.
          و«عَمُودُ كَبِدِ / الإنسان»، و«عَمُودُ بَطْنِه» أيضاً، كِنايةٌ عن المَشقَّة والتَّعبِ، وقيل: على ظَهرِه؛ لأنَّ الظَّهرَ عَمودُ البَطنِ وما فيه؛ لأنَّه يُمسِكه ويقوِّيه، فهو كالعَمُودِ له، والفِلْذَة: القِطْعَة من الكَبِدِ، وقد يُعبَّر به عن الولَدِ، ومنه قوله(1) :
فلذَةُ كبدي أمَسُّها بيَدِي                     ..................
          وقوله: «في كبِدِ جَبَلٍ»؛ أي: جوفه من كَهفٍ أو شِعْبٍ، وقد جاء: «في كهف جَبلٍ» مكان «كبد».
          1021- وقوله: «الله أكبر» [خ¦89]؛ أي: الكبيرُ، وقيل: أكبرُ من كلِّ شيءٍ، ومعناه معنى العظيمِ والجليلِ؛ أي: الذي جَلَّ سُلطانه وعظُمَ فكلُّ شيءٍ محتَقَر دونه، وقيل: الكبيرُ عن صِفاتِ الخَلقِ، واختُلِف في تكرير هذه الكَلِمَة في الأذان؛ هل تفتح الرَّاء أو تُضَم أو تُسكَّن أعني في الكَلِمة الأولى، وأمَّا الثَّانية فتُضَم أو تُسكَّن.
          وقوله: «الله أكبرُ كَبِيراً» قيل: هو نصبٌ بإضمارِ فِعلٍ، تقديرُه: الله أكبر كبَّرت كبيراً، وقيل: بل هو نصب على القَطعِ، وقيل على التَّمييزِ.
          وقوله: «الكِبْرِياءُ رِدَائي» هي فِعْلِياء من الكِبَر والعَظمةِ والمُلكِ والسُّلطانِ.
          وقوله: «وأَسْنَدوا عُظْمَ ذلك وكبْره إلى مَالكِ بنِ الدُّخْشِمِ» ويُروَى بكَسرِ الكاف أيضاً، ومثلُه: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ}[النور:11]، قيل: معظم القِصَّة، وقيل: الكبر هاهنا الإثمُ، وقيل: الكبر كالكبيرة، كالخِطْء والخَطِيئة، وكُبْرُ الأمرِ مُعظَمه.
          وقوله: «كَبِّرْ كَبِّر». [خ¦3173]
          وفي روايةٍ: «كَبِّرِ الْكُبْرَ» [خ¦6142]؛ أي: قَدِّم السِّنَّ ووَقِّره، والكُبرُ جمع أكبر، مثُل أحمَر وحُمر، ومنه قوله صلعم: «ادفعوه إلى كُبرِ خزاعة»، ويُروَى: «إلى أكبَر».
          وقول أبي ذَرٍّ ☺: «على سَاعَتي منَ الكِبَر»؛ أي: على حالتي من السِّنِّ العاليةِ، وقد يكون الكِبَر أيضاً في المَنزلةِ والنَّباهَةِ، ومنه: {إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ} [الشعراء:49]؛ أي: مُقدِّمهم في العلمِ بالسِّحرِ.
          وقوله: «فلمَّا كَبِر» يقال: كَبِر الصَّبي يَكبَر، وكبُر يكبُر، وكبِر الشَّيخ زادت سِنُّه وعلَت بالكَسرِ لا غير، وكبُر أيضاً لغة فيه، وأمَّا الأمرُ فكبُر بالضَّمِّ؛ / أي: عظُم.
          قوله صلعم في الدُّعاءِ: «أعوذُ بك منَ الكَسَلِ وسوءِ الكِبَرِ» رويناه بسكُونِ الباء وفَتحها، فمَن سكَّن أراد التَّعاظم والزُّهوَ، ومن فتح أراد الخَرفَ وسوءَ الحال في أرْذَلِ العُمُرِ، وقد جاء في النَّسائي : «وسُوء العُمُر»، وبفَتحِها ذكَره الهرويُّ: «وسُوء الكِبَرِ»، وبالوَجهَين ذكَره الخَطَّابيُّ، ورجَّح الفتحَ.
          قوله: «ويُجعَل الأكبر ممَّا يلي القِبلة»؛ أي: الأفضلُ فإنِ استَووا فالأسَنُّ.
          1022- و«الكَبيس» نوعٌ من التَّمرِ طيِّب.
          1023- وقوله: «يَكْبُو مرَّةً»؛ أي: يَسقُط.


[1] صدر بيت نسبه في «الوافي بالوفيات» ░8/48▒ إلى ابن ورد أحمد بن محمد المغربي (ت: 540هـ)، قاله في ابنٍ له صغير، وتمامه:
~.....................                      يقول إن حاول الكلام أه