مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الكاف مع الذال

          الكَاف مع الذَّال
          1037- قوله: «فيتحدَّثُ بالكِذْبَة» [خ¦1386]، كذا هو بكسر الكاف، ويقال: بفَتحِها، وأنكَر بعضُهم الكسر إلَّا إذا أراد الحالَة أوالهيئَة.
          وقوله: «كذبَ كَعبٌ»، وقول النَّبيِّ صلعم في قصة حاطِبٍ: «كَذَبْتَ»، وقول أسماءَ لعمرَ: «كَذَبْتَ»، وقوله: «كذبَ أبو محمَّد»، كلُّه بمعنى: أخْطَأتَ.
          قولُه: «ويذْكُر كَذَباتِه» [خ¦3361] بفتح الذَّال جمع كَذْبَة، وأمَّا أكاذيب فجمع أكذوبة.
          وسُمِّيت كذبات لمخالفة ظاهرِها باطنَها، وإبراهيمُ ◙ إنَّما عرَّض بها عن صدقٍ، فقال: أنتِ أُختِي، يريد في الإسلام، {فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ}[الأنبياء:63] على معنى التَّبكيتِ، بدليل قوله: {إِن كَانُوا يَنطِقُونَ} [الأنبياء:63]، وقوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات:89]؛ أي: سأسقم؛ لأنَّ مَن عاش يسقمُ أو يهرم فيموتُ.
          وقوله: «إن شَدَدْتُ كَذَّبْتم» [خ¦3975] بتشديدِ الذَّال، ويقال: بالتَّخفيفِ؛ أي: إن حملتُ لم يحملوا معي، وأصلُ الكذبِ الانصرافُ عن الحقِّ، قاله الهرويُّ، ومعناه هنا: انصَرَفْتم عنِّي ولم تحمِلُوا معي، قال القاضي: ويقال إنَّ معناه: أمكَنْتُم من أنفُسِكم، وأصلُ الكذبِ عند هذا الإمكانُ؛ لأنَّ الكاذبَ ممكِنٌ من نَفسِه، قلت: وهذا ضعيفٌ، بل الكذبُ خلافُ الصِّدقِ، والصِّدقُ: الثُّبوتُ على الشَّيءِ والصَّلابةُ فيه، يقال: فلان صَدقُ اللِّقاءِ، وحَمَل فصَدَق؛ أي: ثبَت، ورُمْحٌ صَدْقٌ؛ أي: صلْبٌ ثابِتٌ عند الطَّعنِ، فقيل: لمن قال غير الحقِّ كاذبٌ؛ لعَدمِ ثُبوتِ قوله، وقيل: لمن حمل ثمَّ كعَّ كذبَ في حملته / ولم يصدق؛ أي: لم يثبت، وقولُ إبراهيمَ ◙ في امرأته: أختي يريدُ في الإسلام، كما جاء في الحديثِ: «ليسَ على وجْهِ الأرضِ مؤمِنٌ غيرِي وغَيرُك». [خ¦3358]